الإخوان في ليبيا.. مراوغات لبقاء تركيا والمرتزقة
مراوغات جديدة من تنظيم الإخوان الإرهابي بقيادة خالد المشري، لدعم الوجود التركي في ليبيا رغم التوصيات والقرارات الدولية.
وألمح القيادي الإخواني الليبي خالد المشري إلى دعم بقاء القوات التركية في ليبيا خلال لقائه وزير خارجية إيطاليا لويجو دي مايو في طرابلس، الإثنين، معتبرا أنها جاءت بشكل رسمي وبناء على اتفاقيات تعاون.
وتطرق - رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة خالد المشري - خلال لقائه مع دي مايو إلى ملف القوات الأجنبية وضرورة خروجها من البلاد، مشددا على مراعاة الأولويات والتفرقة بأن تركيا جاءت باتفاقية تعترف بها حكومة الوفاق المنتهية فقط واعتراض كافة الأطراف الليبية والشعب.
وأكد سياسيون وعسكريون ليبيون أن التصريحات عكست التخوف الإخواني بخروج المرتزقة والقوات التركية بعد الانتهاء من ملف فتح الطريق الساحلي.
وأضافوا لـ"العين الإخبارية" أن بعد فتح الطريق الساحلي جاء الدور على مناقشة ملف إجلاء المرتزقة والقوات الأجنبية من قبل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وأشاروا إلى أن تركيا تستخدم رجالها للاستمرار في البلاد.
طوق النجاة
ويرى المحلل السياسي الليبي آيوب الأوجلي، أن تصريحات خالد المشري ليست مستغربة، فتنظيم الإخوان الإرهابي يدفع دوما تجاه بقاء القوات التركية في البلاد ويرى فيها طوق نجاة له.
واعتقد الأوجلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الموقف تعزز وأصبح أكثر حدة مع تطورات الأحداث في تونس وسقوط التنظيم هناك، مشيرا إلى أنها عكست بشكل واضح تخوفه من التطورات التي توصلت لها اللجنة العسكرية المشتركة.
وتابع أنه بعد فتح الطريق الساحلي، بات ملف المرتزقة والقوات الأجنبية هو التالي في طريق اللجنة وبات أمر حلحلته مسألة وقت لا أكثر.
إشعال الحرب
الأمر ذاته أكده المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، وقال إن تصريحات المشري جاءت بعد فتح الطريق الساحلي والاتجاه إلى إخراج المرتزقة وقواتها قبل الاتجاه للانتخابات.
وأضاف الترهوني لـ"العين الإخبارية" أن تركيا تضغط وتتحرك عبر أذرعها من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وقيادة المليشيات حتى تعرقل خروجها وإجلاء قواتها عن ليبيا.
ولفت إلى أن تركيا تحاول تعطيل الانتخابات أو إيجاد موطئ قدم جديد أو السيطرة على النفوذ الليبي بعد تأكدها من أنها الخاسر الأكبر بعد استقرار البلاد، مشيرا إلى أنها الآن تحاول عبر أبواقها في ليبيا منهم " المشري" لتأمين وجود قواتها في البلاد.
وعن تأثير بقاء المرتزقة والقوات التركية على الانتخابات، قال المحلل العسكري إن وقف إطلاق النار واستكمال خارطة الطريق، يعد نصرا كبيرا للجيش الليبي سياسيا بعد تأكيدها دوليا باتفاق برلين 1 و2، بالإضافة لقرارات مجلس الأمن، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان ستحاول صنع أي شيء وإشعال أي فتيل لإعادة الحرب من جديد لبقاء المرتزقة والقوات التركية في البلاد.
وينظر للانتخابات المزمع عقدها 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل باعتبارها خطوة حاسمة لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011.
مرتزقة تركيا
ويستمر وجود مرتزقة أنقرة في ليبيا رغم التصريحات الأممية والليبية الرافضة لوجود هؤلاء المرتزقة، والقرارات الأممية بحظر التسليح المفروضة على ليبيا منذ 2011، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحفظت تركيا على بند إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا خلال مؤتمر "برلين2" الذي عقد بالعاصمة الألمانية، في الوقت الذي أعلن فيه وزراء خارجية الدول المعنية بليبيا تمسكا دوليا كاملا بانسحاب المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، والمضي قدما في مسار انتخابات ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها مستمرة في تدريب المليشيات، كجزء من اتفاقية التدريب والمشورة والاستشارات العسكرية، في تحد سافر لـ"إعلان برلين 2".
وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها: قاعدة الوطية، وقاعدة معيتيقة وقاعدة الخمس البحرية.
وجندت أنقرة أكثر من 18 ألف مرتزق سوري، أعيد أغلبهم بعد انتهاء عقودهم، إضافة إلى 10 آلاف إرهابي من جنسيات أخرى بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، قتل منهم 496، حسب بيانات سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز