رسائل هيلاري تفضح تجارة المرتزقة للإطاحة بالقذافي
الرسائل تكشف عن مخطط لاستئجار مرتزقة من الخارج لدعم التمرد ضد نظام القذافي، وارتكاب مجازر بحق المدنيين، تنسب كذبا للسلطات
بعد نحو عقد من الزمن، تنكشف البعض من كواليس الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتطفو إلى السطح تفاصيل صادمة حول "صناعة" الاحتجاجات.
حقائق جديدة تفجرها إحدى رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، تميط اللثام عن معلومات خطيرة مرسلة إليها بتاريخ 9 مارس/آذار 2011.
- "كرمان" و"هيلاري".. اعترافات تكشف المؤامرة ضد اليمن
معطيات تؤكد وجود مخطط لاستئجار مرتزقة من الخارج لدعم التمرد ضد نظام القذافي، وارتكاب مجازر بحق المدنيين، تنسب كذبا للسلطات لإثارة الغضب الشعبي، وتأليب المجتمع الدولي ضد طرابلس.
وتسلط هذه المعطيات الخطيرة الضوء على واحدة من غرف العمليات التي بعثرت أوراق المنطقة العربية، وأعادت صياغة العديد من المشاهد فيها بتركيبة مختلة وترتيب مرتبك أغرقها في أتون فوضى عارمة.
كارثة إنسانية
الوثيقة تضم معلومات تشير إلى أن أفرادا في أوروبا على صلة بقادة المجلس الانتقالي الليبي، خططوا، أثناء الاحتجاجات المندلعة في 2011 ضد القذافي، لحث اللجنة العسكرية للمجلس بالتفكير في استئجار مرتزقة من الخارج.
مخطط أوضحت الوثيقة أنه يستهدف تعزيز جبهات القتال ضد الجيش الليبي، ودعم وتدريب وتنظيم قوات التمرد على النظام.
وتشير الوثيقة إلى أن هؤلاء الأفراد يعتقدون أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحلفاء الغربيين لن يتخذوا قرارا بمساعدة المعارضة الليبية ما لم تقع كارثة إنسانية.
وأوضحت أن المعايير المطلوبة في المرتزقة تشمل الخبرة العسكرية التي تؤهلهم لإسقاط طائرات ومروحيات الجيش، بهدف إحداث أقصى دمار ممكن بصفوف قوات القذافي.
صمت هيلاري
في الوضع الليبي أيضا، كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري أن المسؤولين بالخارجية الأمريكية تلقوا تحذيرا أوليا بشأن الهجوم الذي استهدف، في 2012، المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي شرقي ليبيا.
غير أن المسؤولين الأمريكيين تأخروا في الاستجابة واتخاذ أي إجراء لمنع الهجوم.
وتضمنت الوثائق رسالة المساعدة من شيريل ميلز إلى هيلاري كلينتون، مؤرخة بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2012، تطلعها على آخر المستجدات في بنغازي.
لكن أن الوزيرة لم تحرك حينها ساكنا، ما تسبب في خسائر فادحة جراء الهجوم.
وأسفر الهجوم على المجمع الدبلوماسي في بنغازي عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز و3 أمريكيين آخرين.
وتسبب الهجوم في عاصفة غضب بواشنطن حينها، ووجه جمهوريون اتهامات متكررة لوزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون بالفشل في توفير الحماية الكافية للمجمع الدبلوماسي.