مسؤول ليبي: الظروف مهيأة أمام دور عربي أكبر في الوساطة
تسود حالة من عدم اليقين الساحة السياسية الليبية بشأن المستقبل؛ ما دفع مسؤولين ليبيين لمطالبة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ببذل جهد أكبر.
ويأمل الليبيون في إجراء الانتخابات المؤجلة وإنهاء الانقسام الضارب في البلاد منذ عام 2011، لإعادة البلاد إلى مسار الاستقرار بعد سنوات من الفوضى.
وبحسب الطاهر الباعور، المكلف بتسيير شؤون ديوان وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية- المنتهية ولايتها بقرار من مجلس النواب- فإن حل أزمة الانسداد السياسي الليبي "يقع على عاتق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا".
وأضاف الباعور في حديث لــ"العين الإخبارية" أن "على الأمم المتحدة أن ترعى الوساطة بين الفرقاء لحل أزمة القوانين الانتخابية التي ستُجرى على أساسها الانتخابات العامة".
كما لفت إلى أنه خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري لمجلس وزراء الخارجية العرب الـ162 بمقر الجامعة العربية، الثلاثاء، طالب نظراءه العرب بدور أكبر للجامعة في حل أزمة بلاده.
ومنذ فشل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر ديسمبر/كانون الأول 2021؛ نتيجة الانقسامات بين المؤسسات في شرق وغرب ليبيا، وعدم الاتفاق على القوانين والقاعدة الدستورية التي تجري على أساسها الانتخابات، والعملية السياسية شبه متوقفة في البلاد، والمؤسسات أكثرها تتنازع الشرعية وتمثيل الشعب الليبي.
وينقل الباعور عن حكومة الوحدة الوطنية (مقرها طرابلس) وجهة نظرها في حل الأزمة، قائلا إنه يجب إنهاء المراحل الانتقالية؛ فلا حل للأزمة إلا بالذهاب إلى الانتخابات.
ظروف مهيأة
وعن التدخل المطلوب من الجامعة العربية، قال المسؤول الليبي، إن "الدور الأكبر للجامعة في هذه الأزمة عبر الوساطة وتفعيل المبادرات يأتي من عدة اعتبارات، أولها التقارب الفكري والثقافي والاجتماعي بين ليبيا والدول العربية كمكون واحد؛ وبالتالي فهي تفهم الوضع في البلاد أفضل من المؤسسات الأخرى الإقليمية والدولية والقارية".
واعتبر الباعور أن الظروف الحالية "مهيأة للجامعة العربية والدول الشقيقة والصديقة لبذل الكثير من الجهود لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا"، واصفا الوضع الأمني الآن بـ"الجيد والمستقر"، خاصة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020، الذي تشرف اللجنة العسكرية الليبية المعروفة باسم "5+5" على تنفيذه واستمراره.
كما رأى أن الوضع الاقتصادي في بلاده تحسن، لكنه رفض الحديث عن أزمة البنك المركزي، الخاصة بخلاف المؤسسات حول إقالة محافظ البنك الصديق عمر الكبير، التي ارتفعت حدتها منذ أغسطس/ آب الماضي، معتبرا أن الإشكالية الوحيدة هي الأزمة السياسية في البلاد "والتي تنتظر تحركا عربيا وأمميا وأفريقيا لبذل جهود الوساطة بين الأطراف السياسية".
انفراجة قريبة
وتوقع المكلف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، أن يكون هناك انفراج "قريب جدا" في المسار السياسي من الممكن أن يصل بليبيا إلى مرحلة الانتخابات والاستقرار وإنهاء المراحل الانتقالية.
وترأس الباعور وفد ليبيا المشارك في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الثلاثاء، الذي عقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة، لمناقشة تطورات قضايا المنطقة، ومنها ما يجري في فلسطين وليبيا والصومال واليمن والسودان.
وسبق للجامعة العربية أن استضافت اجتماعًا ثلاثيًا، في مارس/آذار الماضي، حضره رؤساء المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ومجلس النواب عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة حينذاك محمد تكالة، لتقريب وجهات النظر بينهم، وحل النقاط الخلافية حول كيفية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأفضى الاجتماع إلى الاتفاق على 7 نقاط أبرزها "وجوب تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، وتوحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المناط بها على مستوى الدولة الليبية، ومراجعة القوانين الصادرة عن البرلمان وخلق توافق أكبر عليها.