سياسي ليبي لـ"العين الإخبارية": الاعتراف الدولي بالسراج لا يعطيه شرعية
ممثل بلدية طبرق فرج ياسين يقول إنه "كان على الأمم المتحدة ألا تسير على نفس نهج الدول التي اعترفت بحكومة الوفاق".
قال فرج ياسين، ممثل بلدية طبرق الليبية بمحادثات جنيف وبروكسل، إن "الاعتراف الدولي" بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج "لا يعطيها الشرعية".
وأوضح ياسين، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه "من أسباب تأزم المشهد الليبي وخلق الفوضى في ليبيا أمريكا وإيطاليا وبريطانيا والأمم المتحدة ومندوبوها الذين باتوا أداة لتنفيذ أجندتها من خلال دعم المليشيات المسلحة لاستمرار الفوضى حتى يتم تسليم البلاد وإداراتها لمن يتولى تنفيذ هذه الأجندة".
ورأى ياسين أنه "كان على الأمم المتحدة ومندوبيها التزام الحياد والنزاهة التي رافقت إنشاءها والتصدي للتجاوزات من قبل الدول الغربية للاتفاق السياسي، وألا تسير على نفس نهج هذه الدول باعترافها بحكومة الوفاق غير الشرعية التي يترأسها فايز السراج، بدلا من أن ترفض أي اعتراف بها حسب نصوص الاتفاق السياسي بتزكية البرلمان وأن يضمن الاتفاق السياسي للإعلان الدستوري".
وتابع ياسين قائلا إن "اعترافهم بحكومة الوفاق لا يعطيها الشرعية؛ لأنه تدخل في سيادة دولة ليبيا وبرلمانها الشرعي المعترف به دولياً، فكافة ما يتم عن طريق هذا الاعتراف من تعاملات سواء كانت اتفاقات أو معاهدات أو قرارات تعتبر باطلة بحكم نصوص الاتفاق وتقع تحت طائلة القانون الدولي".
وأشار ممثل بلدية طبرق إلى أن "قرار مجلس الأمن رقم (2259) الذي صدر لدعم هذه الحكومة أعطى الضوء الأخضر لأعضائه بتقديم كافة المساعدات المطلوبة منها، كما يهدد بإنزال العقوبات لكل من يخالف الاتفاق السياسي ويعرقل قيام الحكومة رغم أن من خالف الاتفاق السياسي هي الدول الغربية، وكان من الأولى لمجلس الأمن أن يذيل هذا القرار بعبارة (يسري هذا القرار من تاريخ الاعتراف بحكومة الوفاق من قبل البرلمان)، والذي لم يحدث حتى الآن".
وتابع ممثل بلدية طبرق: "استمرت الأمم المتحدة في السير وراء التعريف الغربي للحالة الليبية بأنها (إشكال سياسي)، وكنا ننتقد ذلك بأن هذا التشخيص خاطئ حتى اتضح لنا أخيراً أن الأمر متعمد من أجل بقاء المليشيات والجماعات الإرهابية في المشهد السياسي الليبي كأجسام معترف بها، رغم كونها دخيلة أيديولوجياً على المجتمع الليبي".
وتابع ياسين أن هذا الدعم المتعمد اتضح جليا بعد فشل هذه الجماعات في الانتخابات البرلمانية، حيث انقلبت على الشرعية وصناديق الاقتراع ودخلت ما يسمى "فجر ليبيا" العاصمة طرابلس، ودمرت المطار ومرافقه وما به من طائرات وخزانات وقود وعاثت في الأرض الفساد، متسائلا: "إذا قامت جماعة بتدمير مطار لندن أو باريس أو أحد المطارات الأمريكية.. ماذا يطلقون على هذه الجماعة وما هو تصنيفهم لها؟ هل هذا إشكال سياسي؟ إن كان كذلك إذن فما هو الإرهاب في عرف الغرب؟
وكشف ياسين عن اجتماع بين المليشيات وأحد السفراء الغربيين، والذي نصحهم بأن "يضعوا أيديهم على طرابلس لفرض سياسة أمر واقع وأن تكون الورقة القوية بأيديهم باحتلال العاصمة بجميع مؤسساتها وما بها من سفارات ومقرات دولية وشركات عالمية وإلا سوف يخرجون من المشهد السياسي الليبي إلى الأبد، فكان له ما أراد ودخلوا طرابلس وما ترتب على هذا الدخول من دمار لمقدرات البلاد وما خلقه من انقسام سياسي وأمني واقتصادي ما زلنا نعاني من جرائه حتى الآن".
وتابع ياسين: "رغم ما حدث في إحراق مطار طرابلس والهجوم على نفط السدرة والانقلاب على الشرعية، استمرت هذه الدول في دعمها لهذه العصابات من أجل إبقائها في المشهد السياسي. ومن أجل وصول هذه الدول لأجندتها بدأت مسيرة الحوار بين الليبيين، وأن تكون هذه المليشيات الإجرامية طرفا فيه برعاية الأمم المتحدة وإدارة الدول الغربية بسفرائها وذلك من أجل إيجاد حكومة وفاق لتكون غطاءً سياسياً لبقاء الإخوان والقاعدة وأنصار الشريعة والمقاتلة من ضمن إدارة الدولة الليبية".
وأشار ياسين إلي أنه "في حوارات جنيف وبروكسل، لم يكن للمبعوث الأممي السابق برناردينو ليون أي دور حيث كانت الهيمنة لأصحاب الكراسي الخلفية من السفراء بعدها تآمرت هذه الدول مع مارتن كوبلر بالصخيرات وأخرجوا لنا حكومة وفاق معظم مجلسها من الإخوان والقاعدة".
وأردف ياسين أن هذه الدول استغلت المجلس الرئاسي الليبي غير الشرعي، وبدأت في دعمه وعقد الاجتماعات مع رئاسته وعقد المعاهدات والاتفاقيات لفرض حكومة أمر واقع، مضيفا أنه تمخض عن ذلك مؤتمر لندن الاقتصادي من أجل ليبيا والعبث بمجمداتها ومؤتمر فينا واجتماع الدول الخمس وأمريكا، الذي أثنوا فيه على حكومة الوفاق، وتصديها لداعش في سرت، في الوقت الذي لم تستطع حتى حماية مقراتها.
واختتم ياسين بأن "من وراء ما يحدث في ليبيا، هو التدخلات الخارجية، ومحاولة فرض أجسام غريبة ومشبوهة من أجل مصالحها كذلك الإفرازات السيئة لاتفاق الصخيرات، ما نتج عنه من حكومة وصايا تمخض عن الاعتراف بها دولياً ما يسمى بمجلس دولة من طيف واحد وهو جماعة الإخوان، خلافاً لما نص عليه الاتفاق السياسي".