مصدر عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية": قادة المليشيات سيغادرون طرابلس
تحركات تركية-قطرية مشبوهة في الجنوب
المصدر العسكري أكد أن الترتيبات الأمنية الجديدة في طرابلس ستشهد تغييرا جذريا، موضحا أن قوات الجيش الوطني ستكون جزءا من هذه الترتيبات.
أكد مصدر عسكري ليبي أن اتفاق التهدئة الأخير حول طرابلس يقضي بوقف إطلاق النار وانسحاب المليشيات المسلحة واللواء السابع من مؤسسات الدولة بالعاصمة، ومغادرة قادة الكتائب المسلحة وحل تلك المليشيات وإعادة تأهيل عناصر في المؤسسات الأمنية الليبية.
وقال المصدر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الترتيبات الأمنية الجديدة في العاصمة طرابلس ستشهد تغييرا جذريا للواقع الحالي، موضحا أن قوات الجيش الوطني الليبي ستكون جزءا من هذه الترتيبات، وفقا لما ورد في اتفاق الصخيرات الموقع بالمغرب منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015.
- تحركات دولية وعربية بالأمم المتحدة لإنقاذ ليبيا
- جوتيريس وموسى فكي يتفقان على تنظيم مؤتمر للسلام بشأن ليبيا
وأشار المصدر إلى أن غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بات يدرك خطورة أن تقبع العاصمة طرابلس في قبضة مسلحين، موضحا أن البعثة الأممية أدركت ضعف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وعدم قدرته على بسط سيطرته الكاملة على مؤسسات الدولة.
وأكد المصدر أن الفريق الأمني التابع للبعثة الأممية يجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية لحل الأزمة في طرابلس، مشيرا إلى أن قوات اللواء السابع اشترطت مغادرة قادة المليشيات وحلها قبل مغادرة العاصمة، وهو التحرك الذي قامت به البعثة الأممية عبر إجراء مشاورات ولقاءات مكثفة لوضع ترتيبات أمنية جديدة.
وتوقفت الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة وقوات اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة، عقب تعهد البعثة الأممية بالقيام بترتيبات أمنية جديدة، وحل المليشيات وهيكلة كافة الأجهزة الأمنية لبناء مؤسسة عسكرية وطنية في ليبيا.
ويشير مراقبون إلى أن حل الأزمة الأمنية التي تعيشها ليبيا يبدأ من توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وتأهيل تلك القوات للدفاع عن أمن واستقرار البلاد ومحاربة عصابات الجريمة، ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تشكل تهديدا مباشرا لهوية الدولة الليبية ودول القارة الأوروبية.
وأوضح المراقبون أن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها البعثة الأممية في ليبيا هو الاعتماد على المليشيات المسلحة، متهمين قطر وتركيا بدعم وتمويل وتعزيز نفوذ تلك المليشيات في ليبيا، واستخدام تلك الكتائب رأس حربة في نهب ثروات الشعب الليبي خاصة الغاز واليورانيوم الذي يتواجد بكميات ضخمة في جنوب ليبيا.
وتجري بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عدة مشاورات مع الدول المعنية بالملف الليبي في العاصمة التونسية، وبحث توحيد الرؤى والمواقف قبل اجتماع روما المقرر تنظيمه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد فشل المبادرة الفرنسية في تحقيق تطلعات الشعب الليبي.
- باحثة ليبية لـ "العين الإخبارية".. قطر وتركيا وراء انهيار اقتصادنا
- تحذيرات دولية من تجدد العنف بليبيا وقصف عشوائي في طرابلس
ورجح مراقبون إمكانية تنظيم الانتخابات التشريعية في ليبيا حال تم رفض مشروع الدستور الليبي، مؤكدين أن الحل الوحيد لحل الأزمة الدستورية التي تعيشها البلاد تتمثل في تجديد الشرعيات بانتخاب مؤسسات جديدة قادرة على بناء دولة حديثة بعيدا عن القبلية أو الإيديولوجية.
وفي سياق متصل، أكد مصدر قبلي ليبي وجود تحركات مشبوهة لإيطاليا وفرنسا في مدن الجنوب الليبي، عبر تعزيز نفوذ تلك الدول سياسيا وعسكريا، للحصول على دعم قبائل الجنوب الليبي المهمش بشكل كامل من كافة أطراف الصراع.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من مدينة سبها، أن إيطاليا وفرنسا وتركيا وقطر يتحركون بشكل نشط في جنوب ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد الأزمات المعيشية التي تعيشها مدن الجنوب من انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وعدم وجود مياه صالحة للشرب وانتشار الجفاف، وعدم وجود سبل للعيش الكريم رغم امتلاك تلك المدن ثروات طبيعية ضخمة تفوق أي مناطق أخرى.
وتشير تقارير استخباراتية غربية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتحرك بشكل فعلي في ليبيا، مع احتدام المنافسة الفرنسية والإيطالية في البلاد وتنسيق واشنطن مع الأخيرة، لقطع الطريق على فرنسا أو روسيا لبسط نفوذ لهما في ليبيا.
وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك عسكريا عبر التنسيق مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، بتسيير طائرات بدون طيار للقيام بعملية مسح شامل لمدن الجنوب الليبي، فضلا عن زيارة وفود من رجال الأعمال الأمريكيين لبحث الاستثمار في جنوب غرب ليبيا.
وباتت الأطراف الليبية كافة سواء المجلس الرئاسي الليبي أو مجلس النواب أو مجلس الدولة الحلقة الأضعف في الصراع الحالي، في ظل افتقاد تلك الكيانات أي قرار يحفظ أمن وسيادة ليبيا، وهو السبب الرئيسي الذي دفع الشارع الليبي لدعوة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر للتحرك عسكريا بتطهير مدن الجنوب، وعلى المستوى السياسي بترشح حفتر في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز