تحركات دولية وعربية بالأمم المتحدة لإنقاذ ليبيا
منظمة الأمم المتحدة في نيويورك تشهد تحركات دولية وعربية مكثفة من أجل إنهاء الأزمة التى تعيشها ليبيا بسبب انتشار المليشيات المسلحة.
تشهد أروقة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، خلال أعمال الدورة الـ73 للأمم المتحدة، تحركات دولية وعربية مكثفة من أجل إنهاء الأزمة الليبية.
وتعاني ليبيا من انتشار المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة على رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة "الليبية المقاتلة" التي تتبع تنظيم القاعدة وغيرها من العصابات الإجرامية التي تسيطر على الوضع الأمني غربي البلاد.
السيسي يقود التحركات
وتبدأ التحركات العربية في نيويورك لإنقاذ الوضع في ليبيا، بلقاء يجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الأربعاء، على هامش أعمال الجمعية، لمناقشة تطورات الأزمة الليبية والاشتباكات التي اندلعت في طرابلس مؤخرا.
وانهارت هدنة بين المليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية ما تسبب في مقتل العشرات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإيطالي كلمة هي الأولى له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستركز بوجه خاص على بعض مناطق الأزمات مثل ليبيا، كما ستتطرق الكلمة إلى عزم إيطاليا في تنظيم مؤتمر دولي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بروما، لجمع الفرقاء الليبيين والقوى الدولية والإقليمية الفاعلة في الأزمة.
ترامب وماكرون
وعلى الجانب الدولي، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وناقشا الوضع الليبي ضمن ملفات أخرى.
وقالت تقارير إعلامية ليبية إن فرنسا دعت إلى عقد جلسة لعدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة التطورات الأخيرة في ليبيا، مبينة أن مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني ستترأس الاجتماع.
وتتزامن اللقاءات الدولية والعربية مع توتر أمني حاد يسود العاصمة الليبية طرابلس منذ نحو 20 يوماً، بسبب اشتباكات مسلحة بين مليشيا "لواء الصمود" الإخوانية بقيادة الإرهابي صلاح بادي ومليشيا "الردع أبوسليم" المعروفة بـ"غنيوة" بقيادة الإرهابي عبدالغني الككلي.
كما تشهد مناطق أخرى بالعاصمة اشتباكات عنيفة بين "اللواء السابع" من مدينة ترهونة ضد مليشيا "الردع الخاصة" و"ثوار طرابلس" الإرهابيتين.
تحرير طرابلس
وانضم المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، عبر الأقمار الصناعية من طرابلس لاجتماع وزاري عقد في نيويورك حول ليبيا، وآخر حضره 28 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مقدماً إحاطتين عن الوضع في البلاد.
وأطلع سلامة وزراء الخارجية الأوروبيين حول الإصلاحات الاقتصادية التي أُعلنت حديثاً، مؤكدا أن المضي قدما في تغيير سعر صرف العملة، وإصلاح برنامج الدعم الحكومي وتحقيق توزيع أكثر إنصافاً للثروة وتوحيد مصرف ليبيا المركزي أمور ضرورية وطال انتظارها.
وأكد الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في إحاطته إلى 28 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الحاجة لتحرير الحكومة الليبية من سيطرة المليشيات المسلحة، في إشارة إلى المؤسسات السيادية الكبرى الواقعة تحت سيطرة تلك المجموعات المسلحة.
وأشار سلامة إلى أن التهدئة بين المليشيات المتحاربة في طرابلس "ممكنة"، لكنها تتطلب الصبر واليقظة مع وجوب فرض عقوبات على منتهكي القانون الإنساني الدولي.
وقال: "نحن نجمع الأدلة ونعد قوائم لتقديمها لمجلس الأمن الدولي"، مضيفا أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل على تهدئة الوضع في طرابلس ومنع امتداد الاقتتال للأحياء المجاورة والتواصل مع المدن الأخرى لدعم اتفاقية وقف إطلاق النار، والحد من انضمام مجموعات مسلحة أخرى للقتال".
ومن جانبهم، أكد المجتمعون للممثل الخاص تأييدهم لعمل البعثة واستماعهم لنداءاته بالنسبة لمعالجة الوضع الأمني في طرابلس، مشددين على ضرورة وضع الإطار الدستوري، وإجراء الانتخابات، وتحقيق الشفافية المالية والإصلاحات الاقتصادية كونها عوامل جميعها ضرورية لتحسين حياة جميع الليبيين.