خريطة القبائل الليبية.. "الرقم الصعب" في المعادلة السياسية لحل الأزمات
القبائل الليبية لا تزال تلعب دورا بارزا في تشكيل المشهد الراهن في ليبيا وتمثل رقما صعبا في المعادلة السياسية والعسكرية بالبلاد.
لا تزال القبائل في ليبيا تمثل "الرقم الصعب" في المعادلة السياسية والاجتماعية والعسكرية، بل وتلعب دوراً بارزاً في تشكيل المشهد الراهن بالبلاد، مستندة إلى أرضية صلبة، ما رسخ إيمانا لدى غالبية الليبيين بدورها كمفتاح لحل الأزمة وضامن لتطبيق أي اتفاق على الأرض.
وسعى نظام الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، خلال فترة حكمه، إلى إبرام تحالفات مع القبائل الليبية لإدارة شؤون البلاد ومساندة نظام حكمه، بعد إلغاء الأحزاب السياسية المدنية.
- خبراء: لقاء العاهل السعودي وحفتر خطوة لحل أزمة ليبيا
- المتحدث باسم القمة العربية: اجتماع رباعي بتونس الجمعة لبحث أزمة ليبيا
وبعد الإطاحة به في 17 فبراير/شباط 2011، عملت القبائل الليبية على تشكيل كيانات مسلحة بعد غياب دور الجيش والشرطة وعدم وجود دولة مؤسسات، وانخرطت قبائل الشرق وغالبية قبائل الجنوب ضمن المؤسسات العسكرية والشرطية التي تتبع مجلس النواب الليبي.
وفي مسعى لفهم مسارات الأزمة الليبية وآفاق الحل السياسي بها ترصد "العين الإخبارية" خارطة القبائل في البلد التي تعاني من الفوضى منذ 8 سنوات بفعل مخططات الجماعات المتطرفة المدعومة من قوى تركيا وقطر
قبائل غرب ليبيا
في المنطقة الغربية، تحتفظ 5 قبائل كبيرة بلعب دور مهم في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية، لما تمتلكه هذه القبائل من مقومات أمنية وشعبية كبيرة.
وهنا يبرز دور قبيلة "الورفلة" في المنطقة الغربية، إذ يتجاوز عدد أبنائها مليون ليبي، ما يمثل سدس سكان البلاد، وتتمركز بشكل رئيسي جنوب شرقي العاصمة طرابلس والجنوب، وتعد رأس حربة لمواجهة التيارات المتطرفة والمتشددة، خاصة تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة، ثم تليها قبيلة المقارحة الرافضة لحكم المليشيات المسلحة وتتمركز بدورها في منطقة وادي الشاطي غرباً.
ثم تأتي قبائل ترهونة، التي تتكون من نحو 60 قبيلة فرعية، ويتكثف وجودها الرئيسي في غرب طرابلس، ويشكل أبناؤها ثلث سكان طرابلس.
وما بين هذا وذلك، تظهر قبائل مصراتة كواحدة من القبائل التي ترتبط بعلاقات واسعة مع قادة المجموعات المسلحة في المنقطة الغربية لليبيا.
قبائل برقة شرقا
أما قبائل الشرق الليبي أو ما تشتهر بـ"قبائل برقة" فتعد الداعم الرئيسي لمؤسسات الدولة الوطنية في ليبيا، خاصة مؤسستي الجيش والشرطة، وتمثل قبائل العبيدات والمغاربة والبراعصة والمسامير والعواقير الكيان الرئيسي لها، وتنتشر بمنطقة الجبل الأخضر وطبرق حتى منطقة بنينا القريبة من مدينة بنغازي.
ومعظم هذه القبائل لها امتدادات داخل الأراضي المصرية، حيث تأتي قبيلة المغاربة كالأكثر تأثيراً شرق البلاد، وتنتشر بشكل كبير في مدينة أجدابيا، والأكثر دعماً لقوات الجيش الوطني الليبي.
قبائل فزان جنوباً
ولفترات طويلة عاشت المنطقة الجنوبية صراعات كبيرة بين القبائل التي تنقسم إلى "عربية" تمثلها قبيلة الزوية، وأخرى تنحدر من أصول أفريقية مثل "التبو"، و"أولاد سليمان" التي تعد أكبر القبائل جنوب البلاد، وتنتشر بشكل كبير في مدينة سبها الشهيرة بعاصمة الجنوب الليبي.
وهناك أيضاً قبيلة الطوارق ذات الأغلبية الأمازيغية، التي تشكو من التهميش خلال العقود الماضية.
ومن المنتظر أن تلعب القبائل الليبية دورا مهما وبارزا في الملتقى الوطني الجامع الذي ستحتضنه مدينة غدامس (جنوب) 14 إلى 16 أبريل/نيسان المقبل، باعتبارها مكونا رئيسيا للمجتمع وعاملا مهما في المشهد السياسي والاجتماعي، وهو ما يعول عليه للوصول إلى حل توافقي بين المكونات والأطراف بضمانة القبائل المؤثرة في المشهد.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز