بعد إساءته للسعودية.. مغردون يفضحون تناقضات وأكاذيب طارق السويدان
لليوم الثالث على التوالي من تغريدته المسيئة للسعودية، واصل مغردون وكتاب من دول عدة فضح أكاذيب وتناقضات الإخواني الكويتي طارق السويدان.
ورغم أن السويدان حذف التغريدة التي اعتبر فيه الحرم المكي محتلا وطالب بتحريره واعتذر عنها وزعم أن من كتبها شباب يتولى إدارة حسابه في موقع "تويتر"، إلا أن مغردين أكدوا أن مسح التغريدة والزعم أنه ليس كاتبها لن يخفي حقيقة نواياه ضد المملكة هو وتنظيم الإخوان الإرهابي الذي ينتمي إليه، وإصرارهم على الدعوة بخبث لتدويل الحرمين، والتشويش على الجهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.
تحذير من طارق وأفكاره
ودعا كتاب ومغردون إلى الانتباه من دعوات وأفكار طارق السويدان ومن على شاكلته من المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال السويدان في التغريدة المتداولة قبل حذفها: "المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان جمعهما الوحي وتجمعهما أنوار ليلة القدر وبركاتها.. نسأل المولى سبحانه أن يجمعهما التحرير قريبا غير بعيد وأن يرزقنا الصلاة فيهما على خير حال".
وأوضح السويدان بسلسلة تغريدات عقب حذف التغريدة المتداولة، قائلا: "السلام عليكم.. للعلم التغريدة التي تم حذفها لم أكتبها أنا بل كتبها الأخوة في إدارة الصفحة وقد كانت خطأ جسيماً واعتذر لكم عنها".
وأضاف: "أعتذر لكم عن التغريدة التي تم مسحها وتغييرها، فالتغريدة الأولى كتبها الشباب في إدارة الصفحة ولم أكتبها أنا، فهذا ليس منهجي ولا خلقي".
وردا على إساءة السويدان، كتب الكاتب السعودي مشاري الذايدي مقالا في جريدة الشرق الأوسط اليوم الجمعة تحت عنوان "طارق السويدان... وبقية الطوارق" دعا فيه للحذر من طارق السويدان ومن هم على شاكلته.
وقبل الحديث عن تغريدته المسيئة، آثر الذايدي تقديم إضاءة في مقاله عن سيرة السويدان، قائلا: "طارق السويدان. ناشط إخواني قيادي إعلامي كويتي، معروف بحيويته الحركية، ودأبه المستمر في تدعيم فكر جماعة الإخوان والبحث عن مناطق جديدة، في السياسة والثقافة، لدى الأجيال الجديدة خاصة".
وتابع: "أول ما عرفه المتلقي السعودي، في بداية الألفية الجديدة، عبر مجموعات «ألبومات» أشرطة كاسيت، عن التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية وعهد الخلفاء الراشدين والعهود الأندلسية وغيرها، وكنت ألاحظ حينها، ورغم جماهيرية الرجل، أنه متطفل على المادة العلمية التراثية، وكان يقع في أخطاء بدائية في نطق أسماء الأعلام والمواضع، وهذه أهون الأخطاء".
ومضى قائلا:"ثم انتقل إلى مرحلة جديدة وهي الثرثرة عما يسمى «تطوير الذات» وغرف كثيراً من الهراء الذي كان يسلب ألباب العامة وأشباه العامة، وكان نجم المراكز والغرف التجارية ويتفاعل ويتقاتل الناس على سماع ترهاته هو وأمثاله من نجوم الوعظ «المودرن» من خطباء ونشطاء الإخوان".
وبين أنه أثناء ما عرف بثورات الربيع العربي تم كشف حقيقة السويدان ومن على شاكلته.
ثم انتقل الذايدي للحديث عن التغريدة المسيئة للسويدان قائلا: " ثار الناس عليه، بسبب مطالبته «بتحرير» الحرم المكي! فحاول طارق متذاكياً أن ينسحب بدعوى أن ذلك من خطأ إدارة حسابه... لكن سبق السيف العذل".
وأردف متسائلا :"هنا تصبح القضية الأهم: هل هذا الكادر الإخواني الكويتي وحده من يتذاكى في عالم الإعلام ومنصات «تويتر»، أم ثمة «طوارق» كثيرة بصور جديدة على منصات البودكاست و«تويتر» و«تيك توك» وغيرها؟".
انقلب السحر على الساحر
أيضا آثر مغردون من دول عدة تفنيد اعتذار السويدان، مستندين إلى سجله الأسود في الإساءة لللسعودية والتدخل في شؤونها، إضافة إلى كم التناقضات والأكاذيب في آرائه التي تكشف متاجرته هو وتنظيمه بالدين لتحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة.
وفند المغردون اعتذار السويدان وتهربه من التغريدية المسيئة، وقاموا بقلب السحر على الساحر.
ورد محمد الصلاحي الكاتب في صحيفة مكة السعودية عن مزاعم السويدان قائلا: "لنفترض أن إدارة الصحفة هي من نشرت ولست أنت، فلن يتجرأوا على هكذا تغريدة ما لم يعلموا أنها تتفق مع توجهك وفكرك، مثلما أنك تتفق مع توجههم مسبقا، ومنحتهم إدارة الصفحة لثقتك بهذا التوجه، حتى أنك لم تتحدث عن التحقيق فيما حدث وفصلهم من إدارة الصفحة، لأن التوجه والأفكار واحدة، أنت وهم".
في السياق نفسه قال المحلل السياسي الكويتي مشعل النامي :" تغريدة طارق السويدان المسيئة للمملكة العربية السعودية والحرم المكي حذفها وأقر أن موظفيه هم من قاموا بكتابتها..وهذا اعتراف علني منه عليهم ويجب أن تتم محاسبتهم".
بدوره رد الشاعر السعودي مفلح الخضيري على السويدان قائلا :"وهل تسمح بأن صفحتك يديرها من يسيء للاسلام والدين ؟؟؟"
أكاذيب وتناقضات
مغردون آخرون أكدوا رفضهم لاعتذار السويدان وعدم تصديقهم له.
وفي هذا الصدد، قال خالد الغامدي: "هذه التصرفات مفهومة ولا تمر علينا مرور الكرام، نظام أغرد بما في نفسي وما يناسب منهجي ثم أقوم بحذف التغريدة بحجة أن كاتبها إدارة الصفحة فهذه الطريقة مفهومة وواضحة، الشخص لا يوظف إلا من يناسب أفكاره وأهدافه، وأنت أهدافك واضحة وجلية للجميع تريد إثارة المسلم على أخيه في هذه الليلة المباركة أسأل الله عز وجل أن يريح الأمة الإسلامية منك ومن جميع من يسعى بالفساد وإثارة المشاكل بين المسلمين بعضهم البعض.. اللهم عليك بهم، فهم ليسوا بمعجزيك".
بدورها، نشرت هيفاء السديري مقطع فيديو يتضمن تصريحات متناقضة للسويدان يؤيد في بعضه الثورات وفي أخرى يعلن رفضه لها.
وغردت قائلة: "الإخوانجي طارق السويدان كتبت يده بما في قلبه لا يخدعكم أن تغريدته الأخيرة كانت بالخطأ فهذا هو أسلوبهم في التلون هو نفسه اللي كان يدعم الثورات وبعد ما انطفت نيرانها تبرأ منها وبيرجع بعدما تتاح له الفرصة".
كما عرض مغردون آخرون نماذج لتغرديات يطالب فيها السويدان بإطلاق سراح موقوفين في المملكة، في تدخل واضح بشؤونها.
السجل الأسود
وليست تلك المرة الأولى التي يسيء فيها السويدان للمملكة، وخصوصا بعد أن تم فصله في أغسطس/آب 2013 من قناة الرسالة التلفزيونية لانحرافاته الفكرية وصلاته بجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وعقب تعريفه لنفسه في إحدى المحاضرات باليمن بالقيادي في جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد فصله بنحو شهر فقط، غرد السويدان زاعما أن السعودية منعته من أداء العمرة، في محاولة للتحريض ضد المملكة وإداراتها لشؤون الحرمين.
تلك التغريدة استغلها تنظيم الإخوان الإرهابي في مؤامراتهم ضد المملكة، المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين، والتي منيت بفشل ذريع.
وسعي تنظيم الإخوان الإرهابي منذ تأسيسه إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية.
وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية، وتقوم بتوفير كل ما من شأنه أداء الحجاج مناسكهم بسهولة ويسر وأمن وأمن، ليعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور.
أيضا يعد السويدان معروفا بتناقضاته ومتاجرته بالدين بحسب ميول جماعته، ففي أوج ما عرف بثورات الربيع العربي التي حاول تنظيم الإخوان استغلالها للوصول للسلطة أعلن تأييده لها، وبعد فشل تلك الثورات ورفض الشعوب لها ولتنظيم الإخوان أعلن في مارس/آذار 2022 أنه لم يكن مؤيدا لها، وأن كلامه فهم بشكل خاطئ.
وقال السويدان في مقابلة مع إذاعة "هلا إف إم" العُمانية: "مع موجات الربيع العربي ومع كثرة الصخب الذي كان فيها، الكثير من آرائنا لم تصل للناس بشكل واضح".
وتابع: "أنا أقولها بوضوح، لست مع الثورات، أنا أعتقد أن الثورات تؤدي إلى خراب وتؤدي إلى تدمير، وتؤدي إلى مصائب للشعوب، وبعد أي ثورة تمر الشعوب في المتوسط بـ13 سنة من عدم الاستقرار وهذا المتوسط بعض الدول أكثر وبعض الدول أقل..".
وأضاف: "بعض الناس كان يتصور أنني مع الثورات، لا نحن لسنا مع الثورات، نحن مع كرامة الشعوب مع حرية الشعوب مع احترامها مع حقوقها، الآن هذه الثورات حدثت وأنا ليس لي دور في صنعها وليس لي دور في دعمها ماليا أو بسلاح، ليس لي أي دور فيها.. لم أدخل في هذا إطلاقا..".
وأثارت تلك التصريحات حول ثورات الربيع العربي ضجة وتفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه يناقض نفسه بتلك التصريحات.
وكان "السويدان" قد أكد في تصريحات سابقة أن "من يقول من الدعاة عن الثورات أنها جحيم فهو لا يفقه ولا يعرف شيئا في فقه الثورات، وعلم الثورات".
مواقف وآراء تباع وتشترى على قارعة المزايدات السياسية لداعية مزعوم تتراقص آراؤه على حبال ازدواجية تراكم إرث سنوات من التيه في بحر التناقضات.