حدث غامض ينهي 3 مليارات سنة من الحياة على "الزهرة"
الباحثون توصلوا إلى أن الكوكب قديما كان قادرا على الاحتفاظ بدرجة حرارة مستقرة تتراوح بين 20 و50 درجة مئوية لفترة تصل إلى 3 مليارات سنة
كشفت دراسة حديثة أن كوكب الزهرة كان مأهولا لمدة 3 مليارات سنة حتى حدث شيء غامض تسبب في تحويله من كوكب يحظى بمناخ كالأرض إلى كوكب جهنمي من شدة الحرارة.
حسب شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، وجد فريق بحث من المؤتمر الأوروبي لعلوم الكواكب أن كوكب الزهرة كان يتمتع بدرجات حرارة مستقرة، وتتوفر على سطحه المياه السائلة لمدة من 2 إلى 3 مليارات سنة، حتى شهد تحولا بالغا منذ 700 مليون سنة أعاد تشكيله تماما وغير 80% منه تقريبا.
وأوضح الدكتور مايكل واي، قائد فريق البحث، أن نظرية الباحثين تعتمد على أن الزهرة ربما كان يدعم مناخا مستقرا لمليارات السنوات، مضيفا: "من المحتمل أن يكون الحدث شبه العالمي الذي أعاد تشكيل الكوكب مسؤولا عن تحويله من كوكب يحظى بمناخ كالأرض إلى كوكب جهنمي من شدة الحرارة حاليا".
وأشار الباحثون إلى أن درجة حرارة سطح الزهرة حاليا تصل إلى 864 فهرنهايت، موضحين أنهم توصلوا إلى أن الكوكب قديما كان قادرا على الاحتفاظ بدرجة حرارة مستقرة تتراوح بين -20 و50 درجة مئوية لفترة تصل إلى 3 مليارات سنة تقريبا.
وقالوا: "بعد ذلك حدث شيء غامض لم يحدد حتى الآن تسبب في انفجار مدوٍّ لغاز ثاني أكسيد الكربون على كوكب الزهرة منذ 700 أو 750 مليون سنة".
ويعتقد الباحثون أنه مرتبط بالنشاط البركاني على الكوكب.
وتابع واي: "حدث شيء ما على الزهرة أدى لخروج كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتعذر امتصاصه على الصخور في الكوكب".
وأضاف أن الأرض شهدت نماذج مشابهة، مثل تشكل مصائد سيبيريا Siberian Traps قبل 500 مليون سنة، والتي ارتبطت بانقراض كائنات حية على نطاق واسع، لكنه أيضا لم يكن بقدر ما حدث للزهرة، حد تعبيره.
سواء كان سبب تغير الزهرة هو نشاط بركاني أو شيء آخر، يعد الكوكب حارا جدا لتتوفر المياه السائلة على سطحه.
وقال واي إنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والبعثات إلى الزهرة؛ لفهم تاريخ الكوكب وتحوله ومدى تأثيره على البحث عن الكواكب الخارجية، مشددا على أن ما توصلوا إليه يشير إلى وجود احتمال حقيقي بأن الزهرة كان مأهولا ذات يوم وكان مختلف جذريا عما هو عليه اليوم.