"اقتران الكواكب" ظاهرة فلكية مبهرة.. "المشترى والزهرة" الأندر
مراكز البحوث الفلكية تملك أجندة لعشرات السنين المقبلة لأوقات اقتران الكواكب ويعد حدوث الظاهرة في الوقت المحدد شهادة بدقة حسابات العلماء
"اقتران الكواكب" ظاهرة كونية تحدث وفق حسابات فلكية مدروسة بدقة؛ فبينما يقف محبو الفلك مندهشين برؤية جرمين سماويين أو أكثر مصطفين على خط واحد في السماء، ينظر الباحثون إلى المشهد ذاته والفخر يملأ أعينهم مرددين: هذا ما حددته الحسابات الفلكية قبل سنوات.
وتملك مراكز البحوث الفلكية أجندة لعشرات السنين المقبلة، خُطت فيها بدقة أوقات اقتران الكواكب، ويُعَد حدوث الظاهرة في الوقت الذي حددته هذه الأجندات شهادة من الطبيعة بدقة حسابات العلماء.
يقول الدكتور محمد غريب، الباحث بالمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن هذه الظاهرة بالنسبة للباحثين روتينية، ولا تحمل أي جديد من الناحية البحثية، لكنها مفيدة في الاطمئنان لدقة الحسابات الفلكية، وبدايات الشهور العربية.
وإذا كان الاقتران بشكل عام هو اصطفاف جرمين سماويين أو أكثر على خط واحد في السماء، كأن يكون كوكب المشترى والمريخ مثلا على مستوى النظر ذاته؛ فإنه المصطلح نفسه يستخدم بشكل أوسع عند ربط مواقع الكواكب السيارة أو الأجرام الأخرى مثل الكويكبات أو القمر مع الشمس.
يوضح غريب لـ"العين الإخبارية" أنه "إذا صادف وجود كوكب خلف الشمس بالنسبة لراصد من الأرض، أي تكون الشمس بين الأرض والكوكب على خط واحد؛ فإن الاقتران في هذه الحالة (خارجي)، وتحدث هذه الحالة مع جميع الكواكب السيارة والكويكبات دون استثناء".
ويضيف: "النوع الآخر (اقتران داخلي) يحدث عندما يكون الكوكب أو الجرم السماوي بين الشمس والأرض تماما، وهذه الحالة لا تحدث سوى مع الكوكبين الأقرب للشمس من الأرض وهما عطارد والزهرة، ولا يمكن حدوث هذه الظاهرة للكواكب السيارة التي تقع مداراتها خارج مدار كوكب الأرض، لأنها أبعد من الأرض عن الشمس".
ويشير الباحث بالمعهد القومي المصري إلى أن هذه الظاهرة تحدث بشكل دوري بين الكواكب، "غير أن هناك اقترانات نادرة لا تتكرر كثيرا؛ لذلك فإنها تحظى بالقدر الأكبر من المتابعة والاهتمام، ومن بينها اقتران كوكبي المشترى والزهرة الذي يتكرر كل 24 عاما، وحدث آخر اقتران يناير/كانون الثاني 2019، ومن المقرر أن يحدث الاقتران الجديد 29 يناير/كانون الثاني 2043".
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز