أرقام مرعبة.. "الليغا الحمراء" الوجه الآخر للدوري الإسباني
شهد الموسم الحالي من الدوري الإسباني "لاليغا" زيادة كبيرة في عدد البطاقات الحمراء، وسط أجواء عدائية يشعر بها الحكام من الفرق ولاعبيها.
وشهدت الفترة الأخيرة هجوما من لاعب على حكم مباراة في دوري الشباب الإسباني، في مدينة كويتا، التي تبعد أكثر من 6 آلاف كيلومتر عن العاصمة مدريد.
ولم يكن هجوم اللاعب إلا جزءا من العدائية التي يشعر بها الحكام في إسبانيا في الوقت الحالي، على خلفية قضية خوسيه نيغريرا، نائب رئيس لجنة الحكام السابق في الليغا، والمتهم بالحصول على أموال من إدارة برشلونة إبان توليه منصبه.
وتم إشهار 125 بطاقة حمراء في الموسم الحالي من الدوري الإسباني، أكثر بـ35 بطاقة عن أي دوري أوروبي من الدوريات الأربعة الكبرى الأخرى، الإيطالي والإنجليزي والفرنسي والألماني، وفقا لشبكة "أوبتا" العالمية للإحصائيات.
الغريب أن الفارق بين عدد البطاقات الحمراء في الليغا والدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" 96 بطاقة، حيث لم يشهر في المسابقة الأخيرة إلا 29 بطاقة حمراء فقط.
ورغم ذلك فإن الموسم الحالي لا يحمل رقماً قياسياً، وقد شهدت الليغا في الفترة من 2005-2006 إلى 2013-2014 إشهار 110 بطاقات حمراء على الأقل في الموسم، بينما وصل العدد في موسم 2006-2007 إلى 158 بطاقة.
إلا أنه في السنوات الماضية حدث انخفاض، فتراوح العدد بين 67 في 2017-2018، و89 في موسمي 2019-2020 و2021-2022 .
وشهد الموسم الحالي إشهار 78 بطاقة حمراء بشكل مباشر في الليغا، أكثر من الموسم الماضي إجمالاً بـ30 بطاقة، رغم تبقي 5 جولات على إسدال الستار على المسابقة، ويبتعد الموسم الحالي بفارق 5 بطاقات عن الرقم القياسي المسجل بـ83 بطاقة مباشرة في موسم 2006-2007.
ورغم انخفاض عدد الأخطاء المحتسبة في الليغا منذ عام 2005 إلى الآن من 14755 خطأ إلى 8641 فقط، فإن عدد البطاقات الملونة لم يسر في الإتجاه ذاته.
لماذا انفجر عدد البطاقات الحمراء في الدوري الإسباني؟
كشف موقع "ذا أناليست" العالمي في تحليل له أسباب ارتفاع عدد البطاقات الحمراء في الليغا بشكل مبالغ فيه في الموسم الحالي، أو حتى فيما سبق من سنوات.
وأشهر التحليل أن نسب تدخلات الحكام في الليغا لإيقاف المباريات أعلى بكثير في إسبانيا عن أي دوري آخر، حيث يتدخل الحكم لاحتساب 26.2 خطأ للمباراة الواحدة مقابل 21.6 في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالنظر لدوريات أوروبا الكبرى سنجد أن أكثر 5 فرق حصولاً على البطاقات الحمراء 4 منها إسبنية وهي ريال بيتيس بـ13 بطاقة يليه إليتشي (12) ثم إشبيلية (11)، بينما يتساوى إسبانيول مع مونبيلييه الفرنسي في المركز الخامس بـ10 بطاقات لكل فريق.
ورغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز لعبت فيه 17 مباراة أكثر من الليغا حتى الآن، فإن عدد البطاقات الحمراء المباشرة في البريميرليغ 17 فقط، مقابل 78 في البطولة المحلية الإسبانية.
وفي تحليل لهذه الظاهرة أوضحت "ذا أناليست" أن حكام الليغا يفضلون تدفق المباريات بلا تدخلات من جانبهم، لكن هذا الصمت يتسبب في غضب اللاعبين ومن ثم عصبيتهم، مما يؤدي إلى زيادة عدد الأخطاء والبطاقات الملونة بدلاً من تقليلها.
ويعلق بيبي كاسترو، رئيس نادي إشبيلية، على فكرة زيادة البطاقات الملونة في الليغا واعتراضات الأندية على هذا الأمر قائلاً: "لو كل الفرق تشكو فهذا يعني أن هناك شيئا ما يجب القيام به، هناك مرات عديدة لا يعرف اللاعب فيها هل سيحتسب الحكم خطأ أم لا، وقانون لمسة اليد والهدف منه وعدم وجود معايير له".
وتحدث رئيس رابطة الحكام في الليغا لويس ميدينا كانتاليخو عن زيادة عدد البطاقات الحمراء في المسابقة بقوله: "نحن لدينا التزام بحماية اللاعب الذي هو الأصل الأساسي لفرق كرة القدم"، مبرراً ما يقوم به العاملون تحت إمرته في المباريات.
ورغم ذلك شدد خافيير تيباس رئيس رابطة الليغا في تصريحات الشهر الماضي على الحاجة إلى "معالجة" مسألة البطاقات الحمراء، وجعلها واضحة مثل أي خطأ آخر.