بعد الإعلان عن ضم إسرائيل وحركتي حماس والجهاد إلى "قائمة العار"، تزايدت التساؤلات حول ماهية هذه القائمة والجهة التي تصدرها.
ما هي قائمة العار؟
أنشأ الأمين العام للأمم المتحدة "قائمة العار" عام 2002، كأداة قيّمة في الجهود الرامية لمواجهة الانتهاكات ضد الأطفال جراء النزاعات المسلحة، إذ يشكّل وصمها للجناة - سواء الحكومات أو الجماعات المسلحة غير الحكومية - ضغطا كبيرا على أطراف النزاع المسلح ليجبرها على الامتثال للقانون الدولي.
وبناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتّحدة سنويا تقريرا يرصد انتهاكات حقوق الأطفال، إضافة لاستهداف المدارس والمستشفيات في نحو 20 منطقة نزاع حول العالم، ويُضمّنه ملحقا يُدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
نوعان
ويضم التقرير قائمتين، الأولى للأطراف التي اتخذت تدابير لحماية الأطفال، والثانية للأطراف التي لم تفعل ذلك.
تضم "قائمة العار" الدول أو الجهات المتورطة في أعمال قتل الأطفال أو تشويههم أو الاعتداء الجنسي عليهم أو اختطافهم أو تجنيدهم، ومنع وصول المساعدات إليهم، واستهداف المدارس والمستشفيات.
تقدم الأمم المتحدة القائمة إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة بينها 5 دول دائمة العضوية، وستنشر القائمة الجديدة رسميا في 18 يونيو/حزيران الجاري.
قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إنه علم أن إسرائيل مدرجة في قائمة الأطراف التي لم تتخذ إجراءات ملائمة لحماية الأطفال.
أعدت التقرير الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا، وستنشر القائمة رسميا في 18 يونيو/ حزيران الجاري.
القائمة لا تتضمن أي عقوبات، إلا أن تداعيات الانضمام لها يمكن أن تكون مؤثرة.
تتعرض الجهات المدرجة في القائمة إلى انخفاض مكانتها الدبلوماسية أو العقوبات أو حظر الأسلحة، أو غيرها من عمليات المقاطعة.
من على القائمة؟
ووضعت على قائمة العام الماضي 66 دولة ومجموعة، بما في ذلك روسيا وجيش ميانمار لأول مرة، وذلك لاتهامهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الأطفال في مناطق النزاعات.
وتضم القائمة السوداء جماعات منخرطة في:
- تجنيد واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة.
- ارتكاب العنف الجنسي ضد الأطفال.
- قتل وتشويه الأطفال.
- مهاجمة المدارس والمستشفيات.
- مهاجمة أو التهديد بمهاجمة المدنيين، بما في ذلك الأطفال.
- اختطاف الأطفال.
أبرز المدرجين
- إسرائيل
- حركة حماس
- حركة الجهاد
- القوات المسلحة في الكونغو الديمقراطية.
- تنظيم داعش في العراق والشام
- جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
ماذا يترتب على الإدراج؟
لا تترتب على إدراج دولة على هذه القائمة أي عقوبات مباشرة، ولكن تترتب على ذلك العديد من النتائج المهمة، تشمل:
1. الضغوط الدولية:
زيادة الضغط على الدول المدرجة: يساهم إدراج الدول على القائمة في تعزيز الضغوط الدولية عليها من أجل تحسين سجلها في مجال حقوق الطفل، ودفعها إلى اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الانتهاكات وحماية الأطفال.
التأثير على العلاقات الدولية: قد يؤدي إدراج دولة على القائمة إلى تراجع صورتها الدولية، وتأثيرها على علاقاتها مع الدول الأخرى.
المساءلة: يساهم إدراج الدول على القائمة في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الطفل، ويُسهّل عملية مساءلة الدول عن هذه الانتهاكات.
2. فضح الممارسات:
فضح الزيف: يساهم إدراج دولة مثل "إسرائيل" على القائمة في فضح مزاعمها بأن "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، ويكشف عن حقيقة ممارساته وانتهاكاته لحقوق الأطفال.
زيادة الوعي: يساعد إدراج الدول على القائمة في زيادة الوعي العالمي بانتهاكات حقوق الطفل في هذه الدول، ويُحفّز على اتخاذ إجراءات لمعالجتها.
3. تعزيز العزلة:
العزلة الدولية: قد يؤدي إدراج دولة على القائمة إلى تعزيز عزلتها الدولية، وتصاعد الضغوط عليها من قبل المجتمع الدولي.
المزيد من العقوبات: في بعض الحالات، قد يؤدي إدراج دولة على القائمة إلى فرض عقوبات إضافية عليها، مثل حظر السفر أو تجميد المساعدات المالية.
4. حماية الأطفال:
الوقاية من الانتهاكات: يهدف إدراج الدول على القائمة إلى الضغط عليها لوقف انتهاكات حقوق الطفل، وبالتالي حماية الأطفال من المزيد من المعاناة.
دعم المساءلة: يساهم إدراج الدول على القائمة في دعم عملية مساءلة الدول عن انتهاكات حقوق الطفل، وتحقيق العدالة للضحايا.
بشكل عام، يُعدّ إدراج الدول على قائمة الأمم المتحدة السوداء للبلدان المنتهكة لحقوق الأطفال أداة مهمة للضغط على هذه الدول وتحسين سجلها في مجال حقوق الطفل.
الرد الإسرائيلي
وتشير الصحيفة إلى أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أجرى مناقشات حول إجراءات الرد الممكنة، بما في ذلك إغلاق مقر الأمم المتحدة في إسرائيل وقطع جميع الاتصالات مع مبعوث الأمين العام لعملية السلام تور وينسلاند وعدم الموافقة على تأشيرة لبديله، الذي من المتوقع أن يتم تعيينه في غضون بضعة أشهر؛ وعدم منح تأشيرات جديدة للدخول إلى إسرائيل أو النشاط في الضفة الغربية لكبار مسؤولي الأمم المتحدة ورؤساء الوكالات. خصوصا رئيسي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية؛ وتصنيف الأونروا كـ"منظمة إرهابية".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية نقلا عن مصادر أن إدراج الأمم المتحدة إسرائيل على "قائمة العار" سيترتب عنه عواقب خطيرة، من بينها حظر دول ما بيع الأسلحة لإسرائيل.
وتضيف: "عواقب إدراج إسرائيل في القائمة السوداء هي الإضرار بالسمعة، حيث يتمتع التقرير بسمعة دولية كبيرة وسيتم الاستشهاد به في جميع هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم في لاهاي".
وتابعت: "من الناحية العملية، بمجرد إضافة بلد أو كيان إلى القائمة، تنشأ آلية تصدر تقارير متخصصة في ما يتعلق بها. وبعبارة أخرى، سيتعين على مكتب المبعوث الخاص إعداد تقارير خاصة بشأن إسرائيل. وفي وقت لاحق، ستقدم تقارير إلى الفريق العامل التابع لمجلس الأمن المعني بالأطفال في مناطق الصراع. ويمكن لمجموعة العمل نفسها أن تصدر توصيات لمجلس الأمن".