قائمة الإرهاب في البحرين.. "بوصلة الخطر" تشير للاتجاه نفسه
"محاصرة خفافيش الإرهاب" هدف رئيسي تعمل عليه مملكة البحرين عبر عدة طرق، بينها الملاحقات والقوانين والاتفاقيات، وكذلك القوائم الإرهابية.
وشهدت الآونة الأخيرة بالبحرين حربا ضارية ضد جماعات التطرف والإرهاب المدعومة من قوى إقليمية توسعية تعمل على نسف استقرار المنطقة وتهديد أمنها.
فلم تقف السلطات البحرينية مكتوفة الأيدي تجاه جماعات التطرف التي ارتكبت مجموعة من الجرائم داخليا، وتسعى لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
جهود البحرين أشادت بها دول المنطقة وكذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وثمنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السابقة، فيديريكا موجيريني، فى فبراير/شباط 2017 جهود المملكة في دعم المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن وإرساء السلام ومعالجة الأزمات التي تواجه دول المنطقة ودورها الفعال في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وجاءت قائمة الإرهاب التي أصدرتها المملكة، الثلاثاء، لتؤكد أن بوصلة الخطر تشير للاتجاه نفسه، حيث ضمت عناصر من الإخوان وحزب الله وإيران.
وتضمنت القائمة 153 اسما من 12 جنسية عربية وغير عربية، تشمل شخصيات ومؤسسات ليبية وإيرانية ومصرية وخليجية.
ولعل أبرز الأسماء الليبية كل من مفتي الإخوان الإرهابي الصادق الغرياني، وعلي الصلابي القيادي بالتنظيم المقيم في قطر حاليا، وعبدالحكيم بلحاج، قائد المجلس العسكري في طرابلس بعد 2011.
ومن إيران، إسماعيل قاآني، قائد مليشيا فيلق القدس، ورستم قاسمي، العقيد السابق في مليشيا الحرس الثوري ونجله مرتضى، وكذلك العديد من قيادات حزب الله في لبنان وأسماء أخرى من اليمن وقطر.
ولإيران تاريخ أسود طويل من التدخلات الإرهابية والتخريبية في البحرين، إذ عملت طهران على زرع الكراهية على أساس طائفي مقيت من خلال خلاياها الإرهابية التي استهدفت البحرين بشكل ممنهج.
كما تضم القوائم من الكيانات أسماء "حزب الله" اللبناني وجبهة النصرة في سوريا، وتنظيم داعش، والقاعدة، والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا ومؤسسة الإغاثة العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، وسرايا الأشتر وائتلاف شباب 14 فبراير بالبحرين.
تحديات إقليمية
ودائما ما تؤكد البحرين أن هذه المرحلة مليئة بالتحديات التي تفرض استمرار وتضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية، لمنع عودة التنظيمات الإرهابية والقضاء على أسباب التطرف.
ولذلك تدعم البحرين بقوة جهود عمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب في المنطقة، كما تستضيف وتشارك المملكة بمؤتمرات دولية وإقليمية لمحاربة الإرهاب.
وفي فبراير/شباط 2018، شاركت مملكة البحرين بمؤتمر الكويت الدولي وأكدت على دعمها للعراق في حربه ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
واستضافت المملكة مؤتمرا في العاصمة المنامة حول مكافحة تمويل الإرهاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بمشاركة أكثر من (30) دولة وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية، من بينها الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والمفوضية الأوروبية ومجموعة العمل المالي المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (FATF)، والمنظمة الإقليمية التي تعمل على غرارها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والكائنة في مملكة البحرين (MENAFATF).
قوانين لمكافحة الإرهاب والتطرف
ولمجابهة خطر الإرهاب، أصدرت البحرين عدة قوانين منها قانون رقم (15) لسنة 1998 بالتصديق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.
كما قامت المملكة في عام 2001 بتأسيس لجنة حكومية مكونة من ممثلين عن الوزارات والهيئات المختصة كي تتولى مسؤولية وضع السياسات الخاصة بحظر ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأصدرت قانونا رقم (8) لسنة 2004 بالتصديق على انضمام مملكة البحرين للاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب، وقانونا رقم (58) لسنة 2006 بشأن حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية.
وفي يناير/كانون الثاني 2018، وافق مجلس الشورى على مرسوم بقانون يقضي بتشديد عقوبة تمويل الإرهاب.
وينص القانون على العقوبة بالسجن المؤبد أو السجن الذي لا يقل عن عشر سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن مائة ألف دينار لكل من جمع أو أعطى أو خصص أملاكا أو أموالا أو عائداتها لجمعية أو جماعة أو منظمة أو هيئة أو عصابة تمارس نشاطا إرهابيا.
محاربة الإخوان
تتصدى البحرين لتنظيم الإخوان وتهديده الإرهابي الواضح لاستقرار الأوضاع بالمنطقة وتعتبره تهديداً للمملكة ولأمنها.
ومرارا، أكدت على أنها ستتعامل مع أي تهديد مماثل من التنظيم في البحرين بنفس الأسلوب الذي تتعامل به مع أي تهديد آخر لأمنها واستقرارها.
وفي 2017، أكدت السلطات البحرينية أن جماعة الإخوان أضرت بمصر واستباحت دماء الشعب المصري، وأضرت بدولنا، وعلى هذا الأساس نعتبرها منظمة إرهابية، والبحرين ستحاسب وتحاكم كل من يتعاون أو يتعاطف مع الجماعة الإرهابية.