أدب الخليج يعيد تشكيل خريطة القراءة العربية

الطفرة التي شهدها أدب الخليج لم تكن وليدة الصدفة، أو مجرد حدث عابر، إذ إن السنوات الـ10 الماضية شهدت تنامي الخط البياني للصعود الخليجي الأدبي

منحت الجامعة الأمريكية بالقاهرة الكاتبة السعودية أميمة الخميس، جائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية صادرة خلال العام، في أول فوز لمنطقة الخليج بهذه الجائزة، ما يؤكد السطوة الخليجية على الجوائز الأدبية العربية منذ سنوات عدة.

• السعودية أميمة الخميس تفوز بجائزة نجيب محفوظ للأدب

وخلال 22 دورة سابقة، فاز 10 كتاب مصريين بالجائزة، فضلاً عن 11 كاتباً من دول عربية مختلفة لم يكن بينهم كاتب واحد ينتمي للخليج، فيما منحت جائزة 2011 للشعب المصري، وبهذا الفوز تضع أميمة الخميس الخليج على منصات التتويج بجائزة محفوظ.

البوكر

تعتبر منطقة الخليج الأكثر فوزاً بجائزة البوكر العربية، إذ ذهبت 3 مرات للسعودية أعوام 2010، و2011، و2017، ومرة للكويت عام 2013، من أصل 11 دورة فقط.

الطفرة التي شهدها أدب الخليج لم تكن وليدة الصدفة، أو مجرد حدث عابر، إذ إن السنوات الـ10 الماضية شهدت تنامي الخط البياني للصعود الخليجي الأدبي، وتعتبر جائزة البوكر دليلاً قوياً على ذلك، منذ فوز السعودي عبده خال قبل 8 سنوات، وتحديداً عام 2010.

وخلال 11 دورة عمر الجائزة، ترشحت 66 رواية للقوائم القصيرة من 13 دولة عربية هي: مصر، ولبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين، والعراق، وتونس، والسعودية، والمغرب، والجزائر، والكويت، والسودان، وليبيا.

وتصدرت مصر هذه البلدان، إذ رشحت 14 رواية للقوائم القصيرة على مدار تاريخ الجائزة، وحل لبنان في المركز الثاني بـ9 روايات، ثم سوريا، والعراق، والمغرب ثالثاً بـ6 روايات.

وحجزت فلسطين والسعودية المركز الرابع بـ5 روايات لكل منهما، ثم الأردن وتونس خامساً بـ4 روايات لكل منهما، وحل السودان في المركز السادس بـ3 روايات، والكويت في المركز السابع بروايتين، وفي المركز الأخير تأتي الجزائر وليبيا بواقع رواية وحيدة لكل منهما. 

ملتقى الكويت للقصة 

وخلال 3 دورات من ملتقى الكويت للقصة القصيرة، حضر كتاب الخليج بشكل جيد، إذ ضمت القوائم الطويلة للدورات الثلاث 30 مجموعة قصصية منها 3 مجموعات من الخليج، اثنتان من السعودية وواحدة من الكويت، وخلال دورة هذا العام نافست السعودية بلقيس الملحم بمجموعتها "هل تشتري ثيابي" على الجائزة التي ذهبت في النهاية للعراقي ضياء جبيلي.

الملفت ليس فقط الحضور الكبير للأدب الخليجي في المشهد الثقافي العربي، لكن نوعية الكتاب أيضاً، إذ فازت السعودية أميمة الخميس بجائزة نجيب محفوظ، وقبلها فازت السعودية رجاء عالم بالبوكر العربية 2011 مناصفة مع المغربي محمد الأشعري، فيما نافست السعودية هذا العام على جائزة ملتقى القصة.

هذا الحضور المدهش، كماً وكيفاً، يؤسس لنظرية جديدة تهدم سابقاتها التي اعتبرت الخليج متلقي فقط، ومستقبل للكتابة القادمة إليه من بلاد الشام والمغرب العربي، ومن مصر ولبنان وسوريا وفلسطين.