في ذكرى رحيله.. متحف نجيب محفوظ غير مكتمل
الأديب المصري العالمي ترك خلفه إنتاجا أدبيا ثريا كان سببا في أن تختاره الأكاديمية السويدية عام 1988 ليحصل على جائزة نوبل في الآداب
تمر الذكرى الـ13 لوفاة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ هذا العام في سياق مختلف، حيث تأتي بعد أكثر من شهرين على افتتاح متحفه للمرة الأولى، والذي امتدت رحلة تأسيسه لنحو 13 عاما، منذ أن اتخذ وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني قراره بذلك عام 2006 عقب وفاة محفوظ بعدة ساعات.
وتحل، الجمعة، ذكرى محفوظ الذي رحل في عام 2006، بعد أن ترك خلفه إنتاجا أدبيا ثريا كان سببا في أن تختاره الأكاديمية السويدية عام 1988 ليحصل على جائزة نوبل في الآداب، كأول روائي عربي يفوز بالجائزة، وهو لا يزال العربي الوحيد الذي فاز بها.
وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات، لم يظهر متحف نجيب محفوظ بالشكل اللائق، حيث يجمع زواره من المتخصصين على أن المتحف يعاني فقرا في مقتنياته، كما لا تزال وزارة الآثار المصرية تحتفظ بقاعات داخله وجزء من مبنى "تكية أبو الدهب"، حيث أقيم المتحف، وهو ما يعني أن المتحف لم يكتمل تماما.
وقال الكاتب المصري يوسف القعيد، الذي تم اختياره مشرفا على المتحف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "المتحف لم يكتمل فلا تزال وزارة الآثار تتحفظ على تسليم المبنى بالكامل، وبالتالي هناك المزيد من التطويرات، حيث سيكون هناك نادي سينما وأنشطة فنية وثقافية مختلفة ومتنوعة بالمتحف، ولكن هذا لا يعني أننا افتتحنا المتحف ناقصا".
وأوضح القعيد الذي كان مقربا من نجيب محفوظ أن جميع المقاييس العالمية تؤكد أن المتحف على مستوى عالٍ من الجودة والإتقان والحرفية، وليس مستبعدا إضافة مقتنيات أخرى أو إضافة تفصيلات جديدة للمتحف، معتبرا أن ما تم إنجازه خطوة مهمة، واصفا المتحف بأنه يليق فعلا باسم نجيب محفوظ وقيمته ومكانته الكبيرة مصريا وعربيا وعالميا.
من جانبه، أكد المهندس كريم الشابوري، مصمم العرض المتحفي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مسؤوليته لم تنجز بشكل كامل، وأنه عمل لنحو 4 أشهر قبل الافتتاح ولا يزال أمامه الكثير من المهام التي قد تغير من سيناريو العرض، لافتا إلى أن هناك أمورا قد تستجد، ووقتها سيكون بإمكانه استكمال العمل بالمتحف.
وأوضح الشابوري: "هناك اقتراح بتخصيص قاعة لدورية نجيب محفوظ التي صدرت منها 9 أعداد حتى الآن، وستكون جزءا من المتحف، وبالتالي سيكون لها مقر إداري به، ولا بد من تدخلي في هذه الحالة لضبط بعض الأمور المتعلقة بالعرض المتحفي، أما ما يخص نادي السينما فهو لا يحتاج إلى أي تعديلات تخص العرض المتحفي الذي لن يتم تعديله إلا في حالتين حتى الآن؛ الأولى في حال تقدم تلامذة أو أصدقاء محفوظ بمقتنيات تخصه، وبالتالي لا بد من عرضها بشكل لائق، والحالة الثانية هي القرار بعودة دورية نجيب محفوظ وأن يخصص لها مكان بالمتحف".
بدوره، قال الدكتور حسين حمودة، الذي كان أمينا للجنة الأولى التي تم تشكيلها للإشراف على مشروع المتحف، إنه يجب أن تضاف للمتحف بعض مقتنيات نجيب محفوظ الأخرى، ودعا من لديهم أي مقتنيات تخص الأديب العالمي إلى أن يتقدموا بها، على أن توضع بطاقات مع هذه المقتنيات تشير إلى المتبرعين والمتبرعات بها.
وتابع: "أرجو إضافة كل الدراسات النقدية الجديدة عن أعمال محفوظ، بكل اللغات التي كتبت بها هذه الدراسات، مع توفير إمكانية التصوير منها للباحثين والباحثات، كما أن هناك بعض المسودات الخاصة بأعمال نجيب محفوظ، أرجو البحث عنها وعرضها بالمركز بطريقة تتيح الاطلاع عليها، وأيضا هناك (كراسات التمرين) الكثيرة جدا التي كان محفوظ يدرّب يده على الكتابة فيها، في الفترة التي تلت محاولة اغتياله، وإصابة يده اليمنى إصابة بالغة، ولعل هذه الكراسات لدى وزارة الثقافة، ولعلها سوف تعرضها أيضا في المركز".
ويعد الأديب العالمي نجيب محفوظ أحد أبرز الأدباء العرب، حيث ألّف أكثر من 50 رواية ومجموعة قصصية، منها: "أولاد حارتنا"، و"زقاق المدق"، و"بداية ونهاية"، و"اللص والكلاب"، و"ثرثرة فوق النيل"، وعشرات الأعمال الأخرى.