الأدب والأمة في الشرق الأوسط.. كتاب يبرز تأثير الشعر والرواية بالهويات
الكتاب يؤكد الدور الذي يلعبه الأدب في إنشاء الهويات الوطنية في الشرق الأوسط ويركز بشكل خاص على الأدب الفلسطيني
أصدر المركز القومي للترجمة في مصر، كتاب "الأدب والأمة في الشرق الأوسط" من تحرير ياسر سليمان وإبراهيم مهوي، ونقلته إلى العربية هبة الله محمود عارف.
ويؤكد الكتاب الدور الذي يلعبه الأدب، وخاصة الشعر والرواية، في إنشاء الهويات الوطنية في الشرق الأوسط ويركز بشكل خاص على الأدب الفلسطيني، وخصصت معظم فصوله للحديث عن الأدب العربي فيما تبحث الفصول المتبقية في الأدب العبري والأدب العربي المترجم.
وتتناول فصول قليلة التعبير الأدبي عن الحركة الوطنية الفلسطينية كإعلان عن أمة "لاجئة" أو أمة "بلا دولة" بينما تغطي فصول أخرى بناء الهوية الوطنية في مصر والسودان، ولبنان، وإسرائيل، ليجمع الكتاب مجموعة من السياقات الجغرافية والاجتماعية السياسية التي يمكن أن تضيف إلى فهمنا للتفاعل بين الأمة والأدب في الشرق الأوسط.
ويقول المؤلف: "تكتسب الصلة بين الأمة والأدب في الدول العربية الشرق أوسطية أهمية كبيرة بسبب الصراع بين الأمة – الدولة والقومية العربية، فكل شكل من أشكال الوطنية يسعى للحصول على الأصالة وينشد أن يدرجها في أدب يعتبره ملكه وخاصًا به، فبالنسبة لدعاة القومية العربية، وطنية الدولة قوة دفع مشتتة ثقافيًا وسياسيًا تتنافر مع قوة الجذب المستمدة من القومية العربية، ولأنها تفتقر إلى التعبير السياسي في الأمة- الدولة فالقومية العربية تشدد على الثقافة كصفة للأمة لا يعلو عليها شيء".
وجاء الفصل الأول تحت عنوان "إنتاج المحلية المبارزة في الشعرية الفلسطينية الشفاهية" والذي أكد أن أي تناول جاد للهوية الوطنية للفلسطينيين سيكون أمرًا معقدًا لأنهم ينتمون إلى جماعات مختلفة، ويقيمون علاقات متنوعة مع كيانات عرقية، وثقافية، وسياسية متعددة، وفي أزمنة وأمكنة مختلفة.
وتناول الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان "السخرية والمبادئ الفنية للمنفى الفلسطيني"، في بدايته، بيت شعر للشاعر الفلسطيني محمود درويش يقول فيه "لا.. ليس لي منفى قل إن لي وطنًا"، مشيرا إلى أن فلسطين توجد في المنفى كدال لا يطابق مدلوله هيئته أو عظم شأنه إلى حد كبير.
وأشار إلى أن دخول الفلسطينيين إلى التاريخ الأوروبي من خلال الحدث الذي قاد إلى تأسيس إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948. ونتج عن فعل النفي الذي يشير إليه الفلسطينيون باسم النكبة تشرذمهم وتشتتهم وعيشهم في المنفى، وسواء بلغ نفي فلسطين مبلغًا إيجابيًا تاريخيًا أو لا فهذا ما لم يتبين بعد، لكنه يشير إلى إحساس عالٍ بالمفارقة الساخرة في الأدب الفلسطيني. يصرح محمود درويش في كتابات نشرت له "علمني الزمن الحكمة وعلمني التاريخ السخرية".
ويتناول الفصل الثالث "قضايا الجنسين وسرد العودة الفلسطيني في روايتين لغسان كنفاني"، فيما يتناول فصل آخر قصيدة خطبة الهندي الأحمر لمحمود درويش باعتبارها أداءً دراميًا، ويشير إلى أن درويش يعد شاعر فلسطين الوطني، الذي "يغني لشعبه قصائده في حقولهم، ومدارسهم، ومسيراتهم، وفي مدن الصفيح البائسة التي يسكنونها".
وتتنوع الفصول الأخرى من الكتاب ما بين الأدب العربي والإسرائيلي مثل "بناء الأمة اليهودية الإسرائيلية والترجمات العبرية للأدب العربي"، و"الآداب الهامشية في الشرق الأوسط"، و"محنة الحالة البينية في رواية المهجر اللبنانية المعاصرة المكتوبة بالإنجليزية".
ويشمل الكتاب من حيث النوع الأدبي الشعر والرواية باعتبارهما النموذجين الأكثر سموا للثقافة الرفيعة، كما يشمل الأدب الشفاهي أو "الشعبي" في العصر الحديث تعبيرًا عن إضفاء الطابع المحلي على تجربة اجتماعية –سياسية وطنية تستحضر بطولة الماضي.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز