"مكتبة المستقبل".. مخطوطات لروايات لن يراها أحد قبل عام 2114
هان كانج الروائية الخامسة التي تشترك في المشروع الذي صممت فكرته الإسكتلندية كاتي باترسون الفنانة المعنية بعلوم المستقبل والبيئة.
في العام 2014، أطلقت الفنانة الاسكتلندية كاتي باترسون، المعنية بالعلوم والبيئة، فكرة "مكتبة المستقبل" بالنرويج لتخزين مخطوطات الروايات وطبعها في العام 2114، ومنذ ذلك الوقت ويجري اختيار المساهمين في المكتبة وفقا لحيثيات أقرها القائمون على المشروع.
ومن المقرر تخزين المخطوطات في غرفة مصممة بشكل خاص من الخشب داخل مكتبة ديشمان الجديدة، التي افتتحت هذا العام في العاصمة النرويجية أوسلو. وفي 2114، أي بعد 100 عام من تدشين المشروع الذي انطلق في 2014، تطبع النصوص، التي لن يراها أحد حتى ذلك الحين.
وكشفت صحيفة "الجارديان البريطانية" عن اختيار الروائية الكورية هان كانج، الفائزة بجائزة مان بوكر العالمية 2016 عن روايتها " النباتية"، لتقديم مخطوط أحدث رواياتها لمكتبة المستقبل في النرويج، لتكون الروائية الخامسة التي تشارك في المشروع
والرواية تحمل اسم "ابني العزيز.. حبيبي"، وذهبت هان بالمخطوط إلى غابة خارج أوسلو ملفوفة بقطعة من القماش حولها، وتسحب قطعة من النسيج خلفها، موضحة: "في كوريا، تُستخدم قطعة قماش بيضاء تقليدية كثوب للأطفال حديثي الولادة، أو رداء الحداد للجنازات، هذا كان مثل حفل زفاف مخطوطي بالغابة، أو تهليل للنوم لمدة قرن، ولمس الأرض بهدوء على طول الطريق. لذلك، هذا هو الوقت المناسب لنقول وداعا".
وهان كانج هي الروائية الخامسة التي تشارك في مشروع مكتبة المستقبل، الذي بدأ بالروائية مارجريت أتوود، ثم ديفيد ميتشل، إذ تطلب صاحبة الفكرة من كاتب واحد سنويا المساهمة في مخطوطة حول موضوعات الخيال والوقت.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ديفيد ميتشل قوله حين تقدم بمخطوط روايته ليشارك بالمشروع 2016: "المكتبة والفكرة تقدم بصيصًا من الأمل. كل شيء يؤكد أننا محكوم علينا، لكن مكتبة المستقبل تعود لتؤكد أنه لا زال بإمكاننا ترشيح ورقة للاقتراع على مستقبل محتمل، يمكننا الحياة لقرن كامل، وأنه بعد 100 عام من الآن ستكون هناك رواية لنا يقرأها الناس هناك، هذا أيضا يستدعي المزيد من الأمل بأن بعد قرن من الزمان ستكون هناك حضارة، وقراء، وكتب، وستكون هناك أشجار أيضا، ونحن أنفسنا سنكون حاضرين بكتبنا".
أما مارجريت أتوود، فقالت وقتها إن "المشروع بمثابة عملية تنويم للنصوص لمدة 100 عام، ثم تأتي النصوص لتأخذ بأيدينا وهي تنادي: تعال إلى الحياة مرة أخرى".
وتساءلت أتوود وهي تسلم مخطوط روايتها: "هل سينتظر أي إنسان هناك لاستلامها؟ هل سيكون هناك النرويج؟ هل ستكون هناك غابة؟ هل سيكون هناك مكتبة؟ كم هو غريب التفكير في ذلك: استيقظ فجأة، بعد 100 عام، على صوت يخبرك أن تفتح الصفحة الأولى، لتقرأ ما تركه الآخرون".
وغرست 1000 شجرة في الموقع المختار للغابة قبل 5 أعوام، وتحديدا 2014 في المنطقة الواقعة في الحزام الأخضر للعاصمة النرويجية، وعند بلوغ الغابة عامها الـ100، يجري قطع هذه الأشجار واستخدامها في توفير الورق اللازم للكتب الـ100 في هذا المشروع.
ويعتبر التحدي بالنسبة للمشاركين في التجربة هو كتابة نص يخاطب جمهورا لن يلتقيه ولا يعرفه، ربما أشبه بترك رسالة إلى مجهول في زمن آخر.