بعد ماني وكيتا.. سالزبورج يلهم ليفربول لاكتشاف مواهب جديدة
تقرير لـ"العين الرياضية" يلقي الضوء على فلسفة فريق ريد بول سالزبورج النمساوي الذي أحرج ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا الأربعاء الماضي
حذر يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لاعبيه وجماهير فريقه قبل مواجهة ريد سالزبورج النمساوي في ثاني جولات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا من أن المواجهة لن تكون سهلة، لأنهم سيواجهون الفريق الذي يشبه ماينز -فريق كلوب السابق- ولأن لديهم مجموعة من اللاعبين الموهوبين والصغار.
- كيف عاد هالاند إلى تكرار هدف والده في أنفيلد بعد 22 عاما؟
- مراوغة مهاجم سالزبورج تفتح نيران السخرية على فان ديك
لقد مثّلت مواجهة منتصف الأسبوع بين ليفربول وسالزبورج أمتع مواجهات جولة الشامبيونزليج على الرغم من أن الجولة شهدت مواجهات كان يفترض نظرياً أن تكون متكافئة ومتوازنة مثل مباراة بايرن ميونيخ الألماني مع مضيفه الإنجليزي توتنهام هوتسبير أو صدام برشلونة الإسباني مع ضيفه إنتر ميلان الإيطالي ولكن الإثارة الحقيقية لم تظهر إلا في أنفيلد.
حذر يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، من منافسه النمساوي قائلا: "سالزبورج فريق يمتلك مجموعة من المواهب الصغيرة في السن والتي تمتلك إمكانيات رائعة".
بعيداً عن هذا كان أهم ما قاله كلوب هو أن سالزبورج هو أكثر فريق في العالم لديه خطة واضحة في كرة القدم.
وبالطبع كانت معرفة كلوب بالفريق النمساوي حقيقية، فالنمسا جارة بلاده ألمانيا من جانب ولأن ليفربول يمتلك بين صفوفه اثنين من لاعبي سالزبورج القدامى ساديو ماني ونابي كيتا.
ولقد قرر ماني عدم الاحتفال بالتسجيل في مرمى فريقه القديم الذي مثله من 2012 إلى 2014 قبل أن ينضم إلى ساوثهامبتون، الفريق الذي احتفل بالتسجيل في مرماه بالدوري الإنجليزي الممتاز.
أما نابي كيتا فجاء إلى سالزبورج في سنة رحيل ماني، 2014، وبقي مع الفريق حتى عام 2016 ليدعم الأخ الألماني ريد بول لايبزيج في موسمه الأول بالدوري الألماني "بوندسليجا" ثم انضم للريدز بعد سعي حثيث من قبل كلوب للتعاقد معه.
المواهب الجديدة في سالزبورج
لقد كانت مواجهة الأنفيلد رود هي الأولى لكتيبة كلوب في هذا الملعب العريق في دوري أبطال أوروبا منذ الفوز الساحق والتاريخي على برشلونة الإسباني 4-0 الموسم الماضي، وهي المباراة التي مهدت الطريق للفوز بدوري أبطال أوروبا السادس في تاريخ الميرسيسايد ريدز، والمثير أنه في ظل عدم وجود أي تشابه بين الضيفين برشلونة وسالزبورج، من ناحية التاريخ أو الأرقام أو النجوم أو السجل القاري، فإن الريدز حققوا الفوز برباعية أيضا ولكن مقابل 3 أهداف وليست رباعية نظيفة.
أظهر سالزبورج في هذه المواجهة صحة حديث كلوب عن أن سالزبورج هو أكثر نادٍ في العالم له خطة واضحة، من خلال مجموعة من المواهب الواعدة التي ظهرت في تلك المواجهة.
أفريقيا لا تزال تلهم سالزبورج
لا يزال اعتماد النادي النمساوي على المواهب الأفريقية واضحاً بعد سنوات من رحيل الغيني كيتا والسنغالي ماني، داخل الفريق وجدنا الكاميروني الدولي جيروم أونجيني والزامبي الدولي إينوك مويبو في خط الوسط، بينما في الهجوم تواجد باتسون داكا الذي حل محل نجم الفريق إيرلينج براوت هالاند الذي كان يجلس على مقعد البدلاء.
وبلا شك فإن هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا بشكل عام، ومواجهة أنفيلد رود على وجه الخصوص، ستكون بمثابة المفتاح لأندية أوروبية تبحث عن المواهب الصاعدة وهذا ما نجح فيه سالزبورج على مدار سنوات، وكما أشار كلوب فإن هذا النادي صاحب الرؤية الأوضح في العالم يسير بكل ثبات على منواله.
أما بالنسبة لنجوم سالزبورج فالأنفيلد كان بمثابة السوق الذي عرضوا فيه مواهبهم للبيع على أفضل فرق أوروبا.
مينامينو وهالاند نجما موقعة أنفيلد
كان تاكومي مينامينو المهاجم الياباني المنضم لسالزبورج في 2015، هو نجم الريمونتادا التي لم تكتمل في الأنفيلد رود سجل هدفين وأهان الهولندي فيرجل فان ديك ثاني أفضل لاعبي العالم.
وبعد أن نجح الإيفواري نيكولاس بيبي جناح أرسنال الإنجليزي في مراوغة فان ديك في الدوري الإنجليزي الممتاز مؤخراً ها هو الدولي الياباني يكرر المشهد، ليس هذا فحسب بل إنه نجح في تسجيل ثنائية أعادت فريقه للحياة ولم يسلم الريدز منه في الهدف الثالث لقد صنع الكرة لهالاند ليجعله أمام مرمى خالٍ.
أما هالاند صاحب هدف فريقه الثالث في موقعة أنفيلد رود فسجل الهدف رقم 18 في الموسم الحالي بعد لحظات قليلة من دخوله إلى أرض الملعب.
في كأس العالم للشباب تحت 20 سنة التي أقيمت في بولندا الصيف الماضي، خرجت النرويج من الدور الأول بعد خوض 3 لقاءات فقط ولكنها سجلت 13 هدفاً.
سجل هالاند في مونديال الشباب 9 أهداف بثلاث مباريات بمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة، لكنه في الحقيقة كتب التاريخ ضد هندوراس، حيث فاز فريقه 12-0 سجل منها 9 أهداف توج بها هدافاً للبطولة.
وها هو ليفربول يجد نفسه أمام مجموعة من المواهب الصاعدة القادمة من الفريق النمساوي قد تلهم كلوب لبناء فريق جديد من نفس المدرسة التي أخرجت ماني وكيتا.