قصة صعود من القاع.. "ليز موراي" المشردة التي ألهمت الملايين
أعظم من أن تحقق النجاح لنفسك، هو أن تساعد الآخرين في ذلك عن طريق ما تبثه من إلهام في النفوس، بكفاحك وتحديك للظروف الصعبة.
ومن أبرز قصص الإلهام التي شهدها العالم، التي تدل على ذلك، تجربة ملهمة للمتحدثة التحفيزية الشهيرة "ليز موراي" التي بتغييرها لحياتها، ألهمت الملايين للسعي خلف أحلامهم أيضا.
من هي؟
عرفت ليز موراي كواحدة من أشهر المتحدثين التحفيزيين، بسبب قصتها الملهمة، وحياتها الصعبة، التي تحولت خلالها من مشردة، إلى دارسة في جامعة هارفارد، تشارك الرؤساء والمؤثرين في خطاباتهم الرنانة التي تبث في الملايين روح الأمل.
سبق لليزا أن ألقت العديد من المحاضرات التحفيزية إلى جانب زعماء كان منهم ميخائيل جورباتشوف، وتوني بلير، والدالاي لاما.
نشأتها
ولدت ليز موراي، في مدينة نيويورك عام 1980، وهي من أبناء حي برونكس، أحد الأحياء الفقيرة في نيويورك، ووالديها عانى من الإدمان، ما يعكس التأثير السلبي على حياتها في بدايتها، إذ لم تجد لنفسها مرشدا أو ناصحا.
عانت ليز وشقيقتها الصغرى من الإهمال وسوء الرعاية بسبب ظروف والديهما، وافتقدا أبسط الاحتياجات الإنسانية، فكانتا شبه معدمتين، يفتقران للملابس والغذاء.
دراستها
سبق أن اعترفت ليز أنها أدركت بشكل متأخر مشكلة أبويها مع المخدرات، ولكنها أدركت في نفس الوقت أنها وشقيقتها مختلفتان عنهما.
وأصرت ليز على تلقي التحصيل العلمي، بتحملها لمسؤولية نفسها في سنواتها الدراسية الأولى، عانت ليز في هذه المرحلة من سوء الرعاية فلم تكن تمتلك ملابس جيدة للذهاب إلى المدرسة، وكان يتجنبها الأطفال، حتى اضطرت للتوقف عن الذهاب للمدرسة، للبحث عن عمل.
وحين وصلت لعمر الخامس عشر، فقدت ليز والدتها بسبب مرض الإيدز، وعاش والدها في هذه الفترة حياة من التشرد، هام بها على وجهه بعيدا عن ابنتيه.
نقطة تحول
بعد وفاة والدتها وتشرد والدها، صنعت ليز لنفسها عائلة جديدة من صديقاتها في الشوارع، وفي سن السابعة عشرة، بعد أن كانت قد قضت عامين كاملين في حياة التشرد، التقت بفتاة في إحدى حفلات الشوارع الغنائية، ألهمتها بالانضمام للمدارس الثانوية المخصص للمعدمين.
والتحقت ليز بالفعل بواحدة من هذه المدارس، وكانت تقول إنها لم تكن تمتلك مكانا للعيش أو النوم، فكانت تنام في محطات مترو الأنفاق، وتذاكر دروسها على درجاته.
بداية الحصاد
درست ليز بجد، وتمكنت من إنهاء دراستها الثانوية، وبعد عامين حصلت على جائزة صحيفة نيويورك تايمز، لكتابة مقال عن سيرتها الذاتية، هذه الجائزة كانت راتبا سنويا ومقعدا دراسيا في جامعة هارفارد.
وفي عام 2009، تخرجت ليز من الجامعة وقد حملت شهادة في علم النفس، وسعت لأن تحصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس السرير.
وفي عام 2010، صدر لليز كتاب حقق أعلى نسبة مبيعات في مجلة نيويورك تايمز، كان بعنوان "انقشاع الليل"، وصنع فيلما عن قصة حياتها بعنوان "من التشرد إلى جامعة هارفرد".