قصة ملهمة.. رحلة "إيستمان كوداك" المثيرة في عالم كاميرات التصوير
بشعار "اضغط على زر الالتقاط، واترك لنا الباقي"، غزت شركة كوداك للكاميرات العالم بفضل مبتكرها الرائد في مجال التصوير الفوتوغرافي.
"إيستمان كوداك"، مؤسس الشركة الأشهر الحاملة لاسمه، والمعروف في مجال التصوير منذ ما يزيد عن قرن.
نشأته
جورج إيستمان كوداك، كان من مواليد ولاية نيويورك الأمريكية، ولد في 12 يوليو/تموز من عام 1854، وكان الأخ الثالث والأصغر لشقيقتين.
عمل والده بالزراعة، وامتلك مؤسسة ناجحة في هذا المجال، دفعته لتأسيس صرح دراسي باسمه، كلية "إيستمان التجارية، في أربعينيات القرن التاسع عشر.
ترك جورج كوداك دراسته في عمر مبكرة بعد وفاة والده إثر تعرضه لمرض في المخ، وتركت أسرته بعد ذلك العمل بالزراعة، وبداية من عام 1862، انتقل الفتى الصغير لمدرسة داخلية، لما عانته أسرته من الفقر بعد وفاة الأب.
في سن الـ14 ترك جورج الدراسة لعدم كفاءته الدراسية، واضطر للعمل لكسب العيش، وتنقل في مجالات عدة كان منها حاجب في شركة تأمين.
حياة إيستمان المهنية
من المجالات التي عمل بها مخترع كاميرات كوداك في بداية حياته، أنه تولى وظيفة حسابات في مصرف، ثم انتقل للعمل في مجال العقارات في عام 1877.
في ذلك الوقت استغل زخم تجارة الأراضي في منطقة جزر الكاريبي، وهنا اقترح عليه أحد الأصدقاء توثيق رحلته لمنطقة الكاريبي بكاميرا تصوير فوتوغرافي.
كانت الكاميرات في ذلك الوقت بدائية وذات حجم كبير، وبالفعل اقتنى جورج كوداك كاميرا واستخدمها في رحلته، وخلال الرحلة تعلق بالكاميرا وشغفه بها أكثر من تعلقه بهدفه الأصلي من السفر، والذي لم يحققه في النهاية.
بداية الشغف
كان لاصطحاب جورج كوداك لكاميرا في رحلته لجزر الكاريبي عامل السحر في تعلقه بهذه الآلة، وأخذ يبحث عن كل ما يتعلق بها من معدات، حتى قرأ في إحدى الصحف أنّه في إنجلترا يصنعون شرائح التصوير الرطبة بأنفسهم، فتعلم كيف يصنعها، وجاءته فكرة أن يصنع شرائح جافة.
فكان يعمل نهارا في المصرف، وليلا على تطوير الشرائح الرطبة طيلة 3 سنوات، حتى تمكن أخيرا من صنع الشريحة الجافة وابتكار ماكينة جديدة تصنع له مجموعة كبيرة منها.
استقالة لتحقيق الحلم
عندما رفض البنك ترقية جورج بالدرجة التي يستحقها، قدَّم استقالته، وتفرَّغ للعمل على ابتكاره بتطوير كاميرات التصوير، فقرر أن يؤسس شركته الخاصة لصناعة ألواح التصوير، ولكن بدايته وجهت بإخفاق لتلقيه شكاوى تتعلق بعدم صلاحية الألواح وتلفها سريعا، ما دفعه لتقديم اعتذار لعملائه وإعادته لتكاليف الألواح.
ورغم أنّ هذه الحادثة كبدته الكثير من النفقات، إلا أنها كان لها الدور الكبير في بناء السمعة الجيدة والاسم التجاري الشهير له.
انطلقت شركة كوداك بعد ذلك، في عام 1880، وامتلكت في ذلك الوقت 6 موظفين، وأنتجت الشركة في هذا العام 4 آلاف لوح تصوير.
وفي عام 1888 صنع جورج إيستمان كوداك التاريخ بأنه كان أول من فكر في لف الأفلام بصورة دائرية حول عمود يسمح للفيلم بالحركة الانسيابية.
وحدثت في عام 1888 ثورة تصنيعية في عالم التصوير الفوتوغرافي عندما سجل جورج اختراع كاميرا تصوير لفافة فيلم، وكانت هذه الكاميرا تتميز بحجمها الصغير تكفي لالتقاط 100 صورة.