وفاة الملكة إليزابيث تحدٍّ "هائل" أمام تراس.. سيناريو 97 يلوح في الأفق
بعد يومين من توليها المنصب، بات الأسبوع الأول لرئيسة وزراء بريطانيا بمثابة التحدي الأكبر، خاصة بعد وفاة أطول ملوك بريطانيا بقاء بالحكم.
فبعد أن جلست رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس في مجلس العموم يوم الخميس، لتكشف عن خطتها التي طال انتظارها للتعامل مع فواتير الطاقة المتصاعدة في بريطانيا، ومع إعلانها حزمة تقدر بنحو 100 مليار جنيه استرليني لتجميد الفواتير عند مستواها الحالي، تحول العالم فجأة.
وتلقت تراس يوم الخميس، بعد سويعات من تواجدها في مجلس العموم، ملاحظة مع تحديث حول صحة الملكة، التي وضعها الأطباء تحت الإشراف الطبي، إلا أنها ما لبث أن أعلن وفاتها بعد ذلك بقليل، ما مثل تحديًا هائلاً لرئيسة الوزراء، بحسب صحيفة "بوليتيكو".
حنكة سياسية
وقال جيريمي بلاك، مؤرخ حزب المحافظين ومؤلف كتاب "بريطانيا منذ عام 1945"، إن الوضع يحتاج إلى حنكة سياسية من اللاعبين السياسيين الآخرين المهمين، مشيرًا إلى أن اللحظة الحالية ستكون "حاسمة في سمعة رئيسة الوزراء تراس؛ فإذا نجت من هذه الأزمة وأظهرت القيادة اللازمة للخروج منها، فستتلقى العديد من الإشادات".
وكانت تراس تنوي أن تضع خطتها بشأن فواتير الطاقة موضع التنفيذ، بالإضافة إلى عزمها لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة العالم الآخرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن وفاة الملكة وما تلاها من فترة الحداد الوطني التي تستمر 10 أيام، توقف كل شيء.
ومن غير المتوقع أن يعقد البرلمان جلساته بعد انتهاء النواب من تأدية تكريم الملكة الراحلة يوم السبت، مما يعني أنه لا يمكن تمرير تشريع جديد في الأيام المقبلة، كما أن رحلتها إلى الأمم المتحدة أصبت موضع شك الآن.
وتواجه تراس تحديًا جديدًا تمامًا، فبينما كان التحدي الأول يتمثل في الارتقاء إلى مستوى المناسبة، كرئيس وزراء مبتدئ، في لحظة تاريخية عبر اتخاذ قرارات بشأن فواتير الطاقة المجمدة والإعلان عن تخفيضات ضريبية، بات الآن يعتمد على طريقة استجابتها لوفاة الملكة.
سيناريو 97
وتقول صحيفة "بوليتيكو"، إن توني بلير كان آخر رئيس وزراء وجد نفسه في موقف مماثل من بعيد؛ فبعد خمسة أشهر فقط من توليه السلطة، توفيت الأميرة ديانا بشكل غير متوقع في حادث سيارة في عام 1997.
إلا أن وصف بلير الأميرة ديانا بأنها "أميرة الشعب" في خطابه في ذلك اليوم، أدخل السياسي البريطاني التاريخ من أوسع أبوابه، ورفع معدلات تأييده الشعبي إلى 93%، ونال الثناء على تعاطفه في وقت تعرض فيه بقية أفراد العائلة المالكة لانتقادات شديدة بسبب رد فعلهم الصامت على وفاة ديانا.
ورغم أن الظروف مختلفة الآن، إلا أن مهمة رئيس الوزراء هي ضبط الحالة المزاجية للبلاد، بحسب بيتر ماندلسون السياسي البريطاني، الذي قال إنه على أي رئيس وزراء أن يعرف أن يتحدث في هذه الأوقات نيابة عن الأمة وليس عن نفسه.
ويقول المراقبون إن لدى تراس الآن فرصة لتعريف نفسها، وخاصة وأنها لا تزال غير معروفة لقطاع كبير من الجمهور البريطاني؛ فيما يجادل آخرون بأنه في هذه اللحظة، ستختفي السياسة وتراس في الخلفية بينما يحزن البريطانيون على الملكة.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA=
جزيرة ام اند امز