"سي إن إن" ترصد تحولات "حرباء السياسة" البريطانية
من "متطرفة" دعت لإلغاء الملكية لحاملة لواء الجناح المشكك بأوروبا، تحول جذري في معتقدات رئيسة حكومة بريطانيا، دفع لتسميتها بـ"الحرباء".
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إن تراس تحولت من "متطرفة" دعت إلى إلغاء الملكية إلى حاملة لواء الجناح اليميني المشكك في أوروبا في صفوف حزب المحافظين، واصفة إياها بأنها "حرباء سياسية" لا تملك أي "معتقدات صادقة".
وأوضحت أن تراس، التي فازت بعضوية البرلمان عام 2010، تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا من إثبات نفسها كقوة سياسية تسعى إلى تحقيق أجندتها بحماس منقطع النظير.
تغير هائل
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن عقود التحول التي شهدت تغيرًا هائلًا في وجهات نظرها الشخصية، ستدفع الكثيرين بعيدًا عن قناعات رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة.
وتساءل الكثير ممن راقبوها على مر السنين عما إذا كان لديها أي معتقدات صادقة على الإطلاق أو أنها كانت تتبنى وجهات النظر السائدة الأكثر قبولا لدى الشارع، بحسب "سي إن إن".
واستعرضت الشبكة الأمريكية بعضًا من حياة تراس والتي تشير لرؤيتها، قائلة إن رئيسة الحكومة البريطانية (47 عاما) التي ولدت، عام 1975 لعائلة وصفتها هي ذاتها بأنها تنتمي إلى اليسار، نشأت في مناطق من المملكة المتحدة معروفة بأنها لا تصوت لحزب المحافظين، وتنقلت بين اسكتلندا وشمال إنجلترا.
وعلى النقيض من أغلبية تيار اليسار داخل الحزب الذين تلقوا تعليمًا خاصًا، درست تراس في مدرسة حكومية في مدينة يوركشاير ليدز، وفازت لاحقًا بمنحة في جامعة أكسفورد، بحسب الشبكة التي أوضحت أنها كانت عضوًا نشطًا في حزب الديمقراطيين الليبراليين، وهو حزب معارض وسطي لطالما كان معارضًا للمحافظين في أجزاء كبيرة من إنجلترا.
إلغاء الملكية
وأشار التقرير إلى أنها خلال عضويتها في حزب الديمقراطيين الليبراليين دعمت تراس إلغاء النظام الملكي، في موقف يتعارض بشكل كامل مع ما يعتبر الجميع المبادئ الأساسية لحزب المحافظين.
وبحسب "سي إن إن"، فقد انضمت تراس إلى حزب المحافظين في العام 1996، بعد عامين فقط من إلقاء خطاب في مؤتمر لحزب الديمقراطيين الليبراليين دعت فيه إلى إنهاء الملكية، لكن هذه الدعوة قوبلت بشكوك من أقرانها في الحزب.
شعبية رسمية
وقال نيل فوسيت، عضو البرلمان عن حزب الديمقراطيين الليبراليين الذي قاد حملة مع تراس في التسعينيات: "أعتقد بصدق أنها كانت تسعى للحصول على شعبية واسعة في ذلك الوقت، سواء كانت تتحدث عن إلغاء تجريم المخدرات أو إلغاء النظام الملكي".
وأضاف: "أعتقد أنها شخص حاول القيام بأشياء يعتقد أنها ستمنحه شعبية واسعة بدلاً من التعبير عن معتقداتها الصحيحة، ولا أعرف حقًا ما إذا كانت صادقة فيما كانت تقوله في ذلك الوقت أم الآن".
ووفقا للشبكة، فقد واصلت تراس جذب انتباه جمهورها؛ فمنذ انضمامها إلى حزب المحافظين أبدت دعما قويا لكل أيديولوجية يمكن تصورها، فدعمت البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء المملكة المتحدة عام 2016.
وغردت تراس في ذلك الوقت معلنه دعمها للمطالبين بالبقاء في الاتحاد؛ لأن ذلك يصب في مصلحة بريطانيا الاقتصادية، ويمكن الحكومة من التركيز على الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في الداخل، فيما الآن تبدي دعما قويا للبقاء خارج الاتحاد الأوروبي.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز