محليات الجزائر تكسر "عقدة الإقبال".. نسب مشاركة غير مسبوقة
سجلت الانتخابات المحلية بالجزائر، قفزة لافتة بوصولها إلى عتبة الـ35 %؛ لتكسر بذلك عقدة الإقبال الشعبي، التي لازمت الاستحقاقات الأخرى.
وفي وقت متأخر من مساء السبت، كشف محمد شرفي رئيس السلطة المستقلة للانتخابات (الهيئة المشرفة على تنظيم ومراقبة الانتخابات) عن نسب المشاركة الإجمالية بعد إغلاق صناديق الاقتراع وبدء فرز الأصوات.
- الجزائر.. انتهاء التصويت بانتخابات المحليات وبدء فرز الأصوات
- قيادي إخواني يعترف: تراجعنا بمشهد انتخابات الجزائر
وفي مؤتمر صحفي، أعلن شرفي عن تسجيل نسبة مشاركة في الانتخابات البلدية وصلت إلى 35.97 % ما يمثل 8 ملايين و517 ألفا و919 ناخبا.
وفيما يتعلق بانتخابات المجالس الولائية، فقد وصلت نسبة المشاركة فيها 34.39 %، وهو ما يمثل 8 ملايين و145 ألفا و226 ناخبا؛ ما يعني أن "المحليات" شهدت مقاطعة نحو 15 مليون ناخب من إجمالي الهيئة الناخبة التي تفوق 23 مليونا.
وهذه أكبر نسبة مشاركة شعبية في الاستحقاقات التي جرت بعد سقوط النظام السابق، إذ لم تتعد نسب المشاركة الإجمالية في استفتاء تعديل الدستور في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والانتخابات التشريعية في يونيو/حزيران الماضي 23% وهي الأدنى بتاريخ الجزائر.
وبلغة الأرقام أيضا، فقد شهدت الانتخابات المحلية الأخيرة مشاركة نحو 3 ملايين ناخب قاطعوا المواعيد الانتخابية التي جرت في العامين الأخيرين.
لكن رئيس هيئة الانتخابات نوّه بأن نسب المشاركة المعلن عنها تبقى "مؤقتة" في انتظار دراسة المعطيات النهائية والفصل في الطعون المقدمة من الأحزاب والمستقلين.
ولم تعلن السلطة المستقلة للانتخابات عن موعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات المحلية، إلا أن وسائل إعلام محلية رجّحت الكشف عنها، اليوم الأحد، أو في غضون الأيام الثلاثة المقبلة من هذا الأسبوع.
وبذلك تكون السلطة الجزائرية قد تجاوزت "عقدة المشاركة" الشعبية في الانتخابات التي لازمتها في الاستحقاقات الانتخابية التي جرت العامين الماضيين، وإن كان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد توقع مشاركة قوية من الناخبين، مرجعاً ذلك إلى ارتباط الانتخابات المحلية بـ"مصالح ومشاكل المواطن".
وبعد إعلان النتائج الأولية من قبل السلطة المستقلة للانتخابات، ينتظر أن تعلن المحكمة الدستورية عن النتائج النهائية في غضون الأيام الـ10 التي تلي النتائج الأولية.
وتوقع خبراء ومحللون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" أن تفرز "المحليات" المشهد السياسي نفسه للانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو/حزيران، باحتفاظ الأحزاب التقليدية بهيمنتها على المجالس المحلية بـ"دون أغلبية مطلقة"، مع مزاحمة القوائم المستقلة للأحزاب.
وذلك في مقابل توقعات بـ"نكسة انتخابية جديدة" لجماعة الإخوان التي تقلصت حظوظها حتى قبل يوم الاقتراع، بعد دخول تيارين اثنين فقط مقارنة بالانتخابات الماضية وهما ما يسمى بـ"حركة البناء الوطني" و"حركة مجتمع السلم"، وسط معلومات أولية تفيد بـ"اكتساح التيار الأول للثاني" في ظل المنافسة الشرسة بينهما.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yNiA= جزيرة ام اند امز