الرعب في لندن.. تفاصيل ليلة من الإرهاب والقتل
كل ما تريد معرفته عن الليلة الدامية التي شهدتها لندن بوقوع 3 هجمات إرهابية
شهدت العاصمة البريطانية، مساء السبت، ليلة من ليالي الرعب بعد وقوع 3 هجمات شبه متزامنة، تنوعت بين حادث دهس جماعي وحادثي طعن، على يد مجهولين قالت الشرطة إنهم كانوا إرهابيين في هجومين على الأقل من الثلاثة.
ودهست شاحنة عددا من المارة على جسر لندن في وسط العاصمة البريطانية، وخلف هذا الهجوم 6 قتلى بالإضافة إلى أكثر من 48 جريحا، بحسب الحصيلة الأخيرة لخدمات الطوارئ البريطانية، وواجهت الشرطة المسلحة راكبي الشاحنة وأردتهم على الفور، وأعلنت سكوتلاند يارد، الشرطة البريطانية، أن الهجوم حادث إرهابي.
ماذا حدث؟
هرعت سيارات الشرطة المدرعة والإسعاف إلى موقع الحادث بعد بلاغات متعددة عن دهس شاحنة بيضاء لعدد من المارة على جسر لندن، الذي شهد ثاني هجوم إرهابي له خلال أشهر، وذلك في الساعة 10:08 مساء السبت بتوقيت لندن.
وتم إغلاق المنطقة بالقرب من محطات القطارات، ويقول شهود عيان أن الشاحنة التي قامت بالدهس كانت تمشي بسرعة عالية نسبيا، نحو 55 ميلا في الساعة، وترنحت لتصدم المارة على الرصيف.
ويقول شهود العيان إنه بعدما دهست الشاحنة 6 أشخاص وقتلتهم على الفور، استمرت الشاحنة بالسير إلى منطقة بوبو ماركيت، حيث نزل المشتبه بهم من الشاحنة وقاموا بعملية طعن عشوائية لمرتادي المنطقة.
وقامت الشرطة البريطانية بتأكيد أن 6 أشخاص قتلوا على الفور في عملية الدهس، وجرح 48 شخصا نقلوا جميعهم إلى المستشفى في حالات متباينة الخطوة، وأكدت الشرطة أنها قامت بتصفية 3 من المهاجمين.
وتقول شرطة النقل البريطانية إن أحد أفرادها في حالة حرجة جدا بعد محاولته وقف الهجوم الإرهابي.
وتم إرسال وحدة شرطة مسلحة إلى منطقة فوكسهول، حيث تقول الشرطة إن عملية طعن أخرى حدثت في تلك المنطقة، ليس لها علاقة بالهجوم على جسر لندن في منطقة بورو ماركيت.
وقامت خدمة الإسعاف في لندن باستقبال أكثر من 100 مكالمة طوارئ خلال أحداث الهجوم.
الضحايا
تقول الشرطة البريطانية إن 6 أشخاص قتلوا في الهجوم، وتقول خدمة الإسعاف في لندن إنها نقلت 48 شخصا إلى المستشفى في حالات متباينة الخطورة إلى أكثر من 5 مستشفيات متفرقة في العاصمة البريطانية لندن.
وتم نقل الشرطي التابع لشرطة النقل إلى المستشفى، حيث يعاني من جروح خطرة في الرأس والوجه والقدمين.
ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن مراسلتها من موقع الهجوم أن العديد من الضحايا اضطروا للمشي على الأقدام إلى فندق أدناز هوتيل في شارع ليفربول، ليتلقوا الإسعافات الأولية قبل إرسال الحالات الخطرة إلى المستشفى.
وقامت زوارق الشرطة البريطانية بالبحث عن أي شخص يعتقد أنه قد وقع من فوق جسر لندن أثناء الهجوم.
وتقول الشرطة إنها فتحت سجلا للقتلى والجرحى لكي يستطيع الأقارب التعرف على ذويهم، ولم تقم الشرطة بتسمية أي من الضحايا بعد.
وقال أحد شهود العيان إن 3 أشخاص قفزوا من الشاحنة فور اصطدامها، حيث اعتقد أنها حادثة مرورية، إلا أن الأشخاص الذين خرجوا من الشاحنة كان يبدو عليهم أنهم "عنيفون".
وقال شاهد عيان آخر إن المهاجمين الثلاثة كانوا يهتفون بعبارات متشددة، وطعنوا فتاة أكثر من 10 مرات بينما كانت تصرخ طلبا للمساعدة.
وكان المهاجمون يجرون ويتنقلون بين الملاهي والحانات، بينما حاول المرتادون إلقاء الكراسي والزجاجات عليهم لإيقافهم.
وحضرت الشرطة إلى موقع الهجوم واشتبكت مع المهاجمين الثلاثة وأردتهم في الحال بحسب شهادات العيان في موقع الهجوم.
وحضرت وحدة تفكيك القنابل إلى مكان سقوط المهاجمين لتفكيك ما يبدوا أنها عبوات ناسفة، إلا أن الوحدة أكدت أنها قنابل "مزيفة".
المهاجمون
3 رجال، يعتقد أنهم المهاجمون، تم إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة.
وتقول الشرطة البريطانية إنه تم التعامل مع المهاجمين الثلاثة بعد 8 دقائق من تلقي التقارير الأولى عن الهجوم.
ويقول شهود العيان إنهم رأوا رجلين أو 4 رجال خرجوا من الشاحنة التي استعملت في عملية الدهس بعدما تحطمت جنوب جسر لندن.
وأكدت الشرطة أنه تم إطلاق النار على المهاجمين في منطقة بورو ماركيت، وتم التقاط صورة لمهاجمين على الأرض بعدما أطلقت الشرطة النار عليهما خارج ملهى ويتشيف.
وارتدى أحد المهاجمين على ما يبدو أنها عبوات مربوطة على سترة، في حين أكدت الشرطة أنها عبوات مزيفة.
وقال شاهد العيان الذي التقط الصورة إنه شاهد 3 أشخاص تم إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة.
ماذا يحدث الآن؟
يتم قيادة التحقيقات الآن من قبل وحدة قيادة مكافحة الإرهاب، وتم إخلاء جسر لندن بشكل كامل حتى إشعار آخر طبقا لشرطة النقل البريطانية.
وتعتقد الشرطة أنهم قد اعتقلوا جميع منفذي العملية، إلا أن الشرطة المسلحة لاتزال تمشط المنطقة.
وتم إغلاق محطتي لندن بريدج وبورو ستيشن، حيث تمر القطارات من تلك المنطقة من دون توقف.
تقوم الشرطة حاليا وبتشيط الشوارع في مدينة لندن بالإضافة إلى الملاهي والمطاعم في منطقة بورو ماركيت، التي تعتبر منطقة مزدحمة في عطلة نهاية الأسبوع.
وتم عمل حواجز حول منطقة الهجوم لبدء التحقيقات جنائية حول الهجوم.
ردود الأفعال
كان من أهم المشاهد خلال تلك اللحظات الصعبة أن عددا من سكان وأصحاب محلات المنطقة، التي شهدت الهجوم، فتحوا أبواب بيوتهم وأعمالهم لاستقبال المتضررين والعالقين أثناء الهجوم.
أما على المستوى الرسمي، فتتلقى رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي ومحافظ مدينة لندن صديق خان تقارير يتم تحديثها بشكل دوري حول الأحداث المرتبطة بهجوم لندن الإرهابي.
وقالت رئيسة الوزراء إنها تعزي الضحايا وعائلاتهم الذين قضوا في الهجوم، وأنها ستترأس اجتماعا طارئا للحكومة حول الهجوم، الأحد.
ووصف عمدة لندن الهجوم بأنه "هجوم متعمد وجبان على مواطني وزوار لندن الأبرياء الذين كانوا يستمتعون بوقتهم ليلة السبت".
وقال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين إن الهجوم "غير آدمي وصادم".
وقال زعيم الديمقراطيين تيم فارون إن الهجوم "مروع"، بينما قالت رئيسة وزراء اسكتلندا إن خبر الهجوم كان "صادما"
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها إنها "تدين الهجوم الجبان على المدنيين الأبرياء في لندن".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده "تدعم بريطانيا بشكل غير مسبوق وتقف بجانبها".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز