لماذا تجنب تنظيم الإخوان الإرهابي إدانة هجوم بريطانيا؟
خبراء أكدوا لبوابة "العين" أن السبب في عدم إصدار الإخوان بيانا رسميا يدين هجوم لندن هو أن التنظيم يريد أن ينأى بنفسه بعيدا عن الحدث.
يوم دامٍ في العاصمة البريطانية لندن تحديدا عقب الهجوم على مقر البرلمان البريطاني وجسر ويستمينستر، في حادث أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 40 آخرين على الأقل ومقتل منفذ العملية، ما أدى إلى إدانة الدول والمنظمات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم للحادث، ولكن المفارقة أن تنظيم الإخوان "الإرهابي" لم يدِن الهجوم على الرغم من تواجد الكثير من كوادرها الهاربين إليها ووجود استثمارات لرجال أعمال تابعين للتنظيم بها.
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن مواقع وهمية تزعم تبعيتها لتنظيم الإخوان "الإرهابي" أصدرت بيانات علقت فيها على الهجوم على البرلمان البريطاني، مشيرا إلى أن عدم صدور أي بيان رسمي من الجماعة حتى الآن لإدانة الحادث يحمل إشارات قوية مفادها أن التنظيم يريد أن ينأى بنفسه بعيدا عن الحدث.
وأضاف فهمي في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أنه حال إصدار التنظيم لأي بيان سريع يدين الحادث سيعني هذا أنهم يبرؤون أنفسهم، موضحا أن ذلك ليس أسلوب التنظيم، لكن في جميع الأحوال سيكون "الإخوان" متهمين بالمشاركة في الحادث سواء كانت أصابع الاتهام فكرية أو أيدولوجية، لا سيما وأن نوابا في مجلس العموم البريطاني فتحوا ملف جماعة الإخوان مرة أخرى، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي حينما كانت تتولى منصب وزيرة الداخلية خاضت مواجهات عنيفة مع الجماعة في بريطانيا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنه سيعاد النظر في كافة القرارات الخاصة بتواجد الجماعة في لندن، إضافة إلى الاستعداد لما يُعرف بـ"عودة المقاتلين إلى بلادهم"، موضحا أن تزامن العمليات التي تضمنها الحادث تؤكد وجود معلومات لدى الأجهزة الأمنية لسرعة التعامل مع منفذ الحادث.
وعن دلالات الحادث بالأمس، قال "من الملاحظ التكتم على أعداد القتلى والجرحى، لكن تزامن سير العمليات يؤكد التخطيط للعملية، حيث إنه في نفس توقيت إلقاء وزير الخارجية البريطاني لكلمته في مؤتمر أمريكا وتأكيده على أن بلاده منيعة وبعيدة عن الإرهاب، قام منفذ العملية بالبدء في دهس المواطنين على الجسر، كما أن الحادث جاء في الذكرى الأولى لتفجيرات بروكسل، أما اختيار مكان الحادث يحمل دلالة مهمة للغاية تتمثل في أن مجلس العموم البريطاني هو الذي أصدر قرارات ضد التنظيمات الإرهابية".
ورجّح إمكانية اتخاذ بريطانيا قرارات مماثلة للتي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور تسلمه مقاليد الحكم، ويتم منع مواطني بعض الدول الإسلامية والعربية وشخصيات تنتمي لتيار الإسلام السياسي وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين التي ستعتبر الخاسر الأكبر في هذه المعادلة.
فيما قال سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن علاقة تنظيم الإخوان ببريطانيا جيدة، مشيرا إلى أن الجماعة قد تصدر بيانا ولكنه من الممكن أن يكون متأخرا.
وأضاف عيد في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن الجماعة لم تصدر بيانا عاجلا بصفة رسمية لإدانة الحادث حتى لا يُنسب إليهم، موضحا أن بعض عناصر الجماعة المتواجدين في لندن كتبوا على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي ولكن ليست بصيغة رسمية.