تفاصيل حادث طعن لندن.. رواية جديدة بدأت من مؤتمر للمجرمين
صحيفة "التايمز" البريطانية تؤكد أن الحادث بدأ من مؤتمر حول إعادة تأهيل السجناء تحول إلى حلبة للطعن في معركة امتدت إلى جسر لندن.
نال حادث الطعن الذي شهده جسر لندن، الجمعة، اهتمام الرأي العام العالمي، وفتح شهية الصحافة في البحث عن مزيد من التفاصيل لكشف غموض الحادث الدموي بالعاصمة البريطانية.
- بـ"طفاية حريق" وناب حوت.. مارة شجعان يوقفون إرهابي جسر لندن
- جونسون: حادث جسر لندن إرهابي وسنقدم المتورطين للعدالة
وسلطت صحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على الحادث وخرجت برواية جديدة بدأت من ورشة عمل حول الكتابة الإبداعية والسرد القصصي عندما سل أحد الضيوف المشاركين في المؤتمر المنعقد حول إعادة تأهيل السجناء سكينين اثنين كبيرين، وخلال بضع دقائق محمومة، طعن المهاجم كل من اعترض طريقه، قبل أن يخرج ويسير على جسر لندن القريب من القاعة ويتصدى له المارة وترديه قوات الشرطة قتيلا، في مشهد درامي نقلته عدسات الكاميرات.
هجوم بـ"فيشمنجرز هول"
البداية كانت من "فيشمنجرز هول"، وهو بناء أثري بالمملكة المتحدة يقع قبالة جسر لندن (لندن بريدج)، خلال مؤتمر نظمه معهد علم الجريمة التابع لجامعة كامبريدج، وكان من بين الضيوف الحضور سجناء سابقون وموظفو سجون، بحسب صحيفة "التايمز".
عثمان خان (28 عاما)، المتهم في الحادث الذي قتلته الشرطة، كان قد دعي للمشاركة بتجربته في المؤتمر بصفته سجين سابق، وبالفعل حضر الجلسة الصباحية، لكن انقلبت الأمور رأسًا على عقب عند عودته من أجل جلسة الظهر.
وقال أحد العاملين إن زملاءه سمعوا خان يهدد بتفجير القاعة، وخلال حالة هياجه أصيبت سيدة بجراح خطيرة، وأضاف شاهد عيان كان موجودا داخل القاعة: "طعن اثنين أو ثلاثة" و"أحدهما كانت إصابته خفيفة والاثنان الآخران كانا ينزفان".
الطريق لجسر لندن
يكمل بن ميدلتون، (39 عاما)، وهو محام، الرواية من جانبه؛ إذ يقول إن البناء بجوار جسر لندن تم إخلاؤه لدى انطلاق جرس الإنذار، مضيفًا: "سمعت كثيرا من الناس يصرخون وآخرين يركضون.. كانوا يقولون "هناك رجل يحمل ساطورا، عاود أدراجك".
وعلى الجسر، كان جاري لورانس (48 عاما)، متطوعا مع جمعية إسعاف لندن الجوي الخيرية، عالقا في الزحام داخل سيارة الجمعية عندما شاهد خان يغادر البناء ويحمل معه سكينين، ويتبعه مجموعة من الرجال.
هؤلاء الرجال لم يكونوا مسلحين، ولكنهم يحملون عصي وطفايات حريق، وقال لورانس: "نحو 3 أو 4 رجال خرجوا من هذا البناء، وكان لدى أحدهم عصا، والآخر مطفأة حريق، وكان يلوح بها في البداية، ثم رش المياه (على المهاجم)، أما الشاب الذي كان يحمل العصا كان يخزه بها، قبل أن يلحقوا المسلح في نهاية الجسر وكان يلوح بالسكينين".
أما كيرستن جونز، فكانت على متن الحافلة عندما شاهدت ما بدا في البداية وكأنه عراك شوارع، وقالت: "كان هناك قتال جاري، وكان الناس نوعا ما يتشاجرون مع بعضهم بعضا، ثم لاحقا تدرك أنها الشرطة التي كانت تتصارع مع رجل طويل".
وأضافت: "ثم أزاح معطفه ليظهر أنه كان مرتديا سترة أسفل ملابسه، وهي سترة مضادة للطعن أو نوعا ما من السترات الانتحارية، ثم تراجعت الشرطة للخلف بسرعة".
إنقاذ حياة
وقال شهود عيان إن أحد الرجال هجم على المسلح، مستخدما "ناب حوت نروال" كان قد حصل عليه من جدار قاعة فيشمنجرز، ويعتقد أن الرجل، الذي قيل إن اسمه لكاس، هو طاهٍ بالقاعة وبولندي الأصل.
وبحسب الصحيفة، ذكر أحد زملاء لكاس أن زميله ركض باتجاه خان بينما كان يهدد باستخدام متفجرات كانت ملفوفة على جسده، مشيرا إلى أن لكاس كان مصابًا بجرح في يده لكن هذا لم يمنعه من ضرب المسلح، ووصفه زملاؤه بـ"البطل".
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن بعضا ممن طاردوا المهاجم بالشارع وساعدوا في طرحه أرضًا يعتقد أنهم سجناء سابقون كانوا يشاركون بالمؤتمر نفسه، وحتى كان من بينهم قاتل.
جيمس فورد كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد لـ15 عاما على الأقل عام 2004 بتهمة قتل شابة (21 عاما) من ذوي الاحتياجات، وقالت مصادر، الجمعة، إن ما فعله على الأرجح ساعد في إنقاذ حياة البعض.
أما المرشد السياحي ستيفي، فركض تجاه المهاجم لركله في رأسه وسط حالة من الاضطرابات المسيطرة على موقع الأحداث، حيث كان ستيفي يقود سيارته خلال جولة بالعاصمة، لكنه أوقف محرك سيارته، ونزل باتجاه المشتبه به، ثم بدأ هو وزملاؤه بضربه كي يترك أسلحته.
وقال ستيفي: "كان المسلح يصرخ ويقول: ابتعدوا عني.. كنت أحاول بذل قصارى جهدي لدفعه لترك سلاحه".
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg
جزيرة ام اند امز