حافظوا على هدوئكم واستمروا.. لندن تواجه الإرهاب بشعار الحرب العالمية
أهالي لندن بدأوا في دحض ذلك المفهوم المتداول من أن مدينتهم أو دولتهم تغرق في الخوف
ظهرت التقارير الأولى حول وقوع "حادث" في لندن، مساء السبت الماضي، وفي خلال ساعات أصبحت قنوات الأخبار مشبعة بوجوه مذعورة وحشود يائسة تبحث عن الأمان. حتى أن صحيفة نيويورك تايمز، أحد أبرز الصحف الأمريكية، علقت على أحدث هجوم إرهابي تعرضت له لندن بأنه استهدف دولة "لا تزال تترنح" من تفجير مانشستر الانتحاري الذي وقع أواخر الشهر الماضي.
وعلى ما يبدو، لم يرق إلى سكان لندن الطريقة التي تتناول بها وسائل الإعلام العالمية الهجمات الإرهابية التي يتعرضون إليها، حيث بدأوا في دحض هذا المفهوم المتداول من أن مدينتهم أو دولتهم تغرق في الخوف، وكانت رسالتهم بسيطة جدا: "لندن لا تترنح"، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
مقاومة أهالي لندن تجسدت في صورة تمت مشاركتها أكثر من 26 ألف مرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها رجل بريطاني يحمل كوبا من الجعة وهو يحاول الهرب مع الآخرين بعد هجوم السبت الماضي.
وتعتبر المرونة الفولاذية، حسب وصف واشنطن بوست، في مواجهة المأساة، من الثوابت في الوطنية البريطانية، وفقا لإحدى القصص الشعبية. ذلك الحب الجريء للبلد تشكل وسط حملات التفجير النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، حسب القصة القديمة التي ذكرتها الصحيفة، تلك الفترة التي حافظ فيها سكان لندن العاديين على شجاعتهم وثقتهم بينما كان يحاصرهم الموت في كل مكان.
وحرص رواد مواقع التواصل الاجتماعي من البريطانيين بسرعة على تذكير العالم بهذه الروح الشجاعة في أعقاب هجوم السبت. ومن أبرز المنشورات: "حافظوا على هدوئكم واستمروا"؛ شعار الحرب العالمية الثانية الأكثر شعبية في بريطانيا.
وفي بيان نشر عبر موقع تويتر، أعرب عمدة لندن، صادق خان عن انزعاجه بعدما علم بهذا الحادث المروع، لكنه أشار إلى أن لندن "لن يتم ترويعها أبدا بالإرهاب".
وبينما تستمر السلطات في تحقيقاتها، يدعو بعض سكان لندن إلى التحلي بالهدوء. وفي مدونة أحد كتاب الرأي في صحيفة الجارديان البريطانية، يدعى أوين جونز، كتب قائلا إن نجاح الإرهاب يعتمد على تأثيره. وأضاف أنه كان يتناول شرابا مع بعض الأصدقاء عندما وقع الهجوم في المدينة. لافتا أنه مع انتشار الأخبار عن الحادث، استمر الناس لساعات طويلة في الضحك والتحدث والشرب والرقص، ليس لأنهم غير مبالين، لكن لأنهم عزموا على استئناف حياتهم بصورة طبيعية بعد الاطمئنان على ذويهم.
كما أوضح: "ما هو البديل الذي كان ينبغي أن يحدث؟ أن تغلق جميع نوادي ومطاعم لندن أبوابها، وأن يظل زبائنها في منازلهم مرعوبين؟ أن يغلقوا أبوابهم عليهم وأن يبقوا داخلها ولا يخرجون منها إلا للضرورة، وأن ينظروا إلى كل شيء وأي شيء بعين الريبة والشك؟". وتابع: "اليوم لندن قررت أن تستمر.. سكانها غير خائفين ولن يسمحوا للمتعصبين بالفوز بتدمير حياتهم".
وتقول الشرطة إن الهجوم بدأ عندما استهدفت شاحنة المشاة على جسر لندن، قبل أن يقوم ركابها بطعن الناس في الشارع والحانات والمطاعم المجاورة بالسكاكين. ووقع الحادث بعد أقل من أسبوعين من تفجير انتحاري في نهاية حفل لآريانا جراند في مانشستر، متسببا في قتل 22 شخصا وإصابة 116 آخرين، معظمهم من الفتيات.
وأكدت كريسيدا ديك، رئيسة جهاز الشرطة اللندنية، أن 7 أشخاص قتلوا في هجوم السبت، وقتلت الشرطة منفذيه الثلاثة بعد 8 دقائق تقريبا من تبنيه السلطات.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز