صدمة في لندن.. الشرطة "عرت" مئات الأطفال أثناء التفتيش
كشفت أرقام عن أن عدة مئات من الأطفال تعرضوا لعمليات تفتيش وهم عراة في العاصمة البريطانية لندن خلال العامين الماضيين، وهو ما أثار صدمة.
وتشير البيانات إلى أن 650 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا خضعوا لهذه الممارسة بين عامي 2018 و2020.
وقالت راشيل دي سوزا، مفوضة الأطفال في إنجلترا، إنها "صُدمت بشدة"، لأن الكثير من الأطفال تم تفتيشهم بهذه الطريقة. وأكدت دي سوزا: "في عملية تفتيش العراة، يتم تفتيش أجزائك الأكثر حميمية.. بالنسبة لأي طفل، سيكون ذلك مؤلما ومثيرا للقلق"، بحسب موقع "يورونيوز"
وأضافت أن البيانات تكشف أيضا عن تفاوتات عرقية، حيث إن 58 في المئة من الأطفال الذين تم تفتيشهم، وهم عراة خلال فترة السنتين كانوا من السود، على الرغم من أن 19 في المئة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا في العاصمة البريطانية ينتمون لهذا العرق.
ووجدت المفوضة أنه تمّ تفتيش ما يقرب من ربع الحالات دون حضور شخص بالغ ثالث. وأكثر من نصف عمليات التفتيش لم تؤد إلى مقاضاة، حيث قالت دي سوزا إنها ربما لم تكن "مبررة أو ضرورية في جميع الحالات".
وبدأت المفوضة تحقيقها في أعقاب الغضب الواسع بشأن قضية "تشايلد كيو"، وهي قضية تعود لتلميذة من أصول أفريقية تبلغ من العمر 15 عامًا وتم تفتيشها عارية في مدرستها في شرق لندن حيث كان يشتبه خطأ أنها كانت تحمل القنب.
وأثار تفتيش المراهقة عارية أياما من الاحتجاجات في هاكني بعد أن ظهر أن التلميذة تم تفتيشها دون حضور بالغ آخر ومع العلم أنها كانت حائضا ولم يتم الاتصال بوالديها.
وفي المملكة المتحدة، من المتطلبات القانونية أن يكون الشخص البالغ المناسب حاضرا في أثناء تجريد الطفل من ملابسه لتفتيشه، إلا في الحالات العاجلة. وخلص تقرير "خدمات حماية الطفل" في الحادث إلى أن التفتيش "كان يجب ألا يتم" مطلقًا وأن "العنصرية سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة كانت على الأرجح عاملا مساهما".
وعمليات التفتيش عن طريق تجريد الملابس على الإناث نادرة في المملكة المتحدة، حيث يتم إجراء 19 تفتيشا من أصل 20 على الذكور. وقالت دي سوزا إن النتائج التي توصلت إليها أظهرت أن حالة "تشايلد كيو" لم تكن حالة واحدة.
وقالت دي سوزا: "لست مطمئنًة إلى أن ما حدث للطفلة كان قضية منعزلة، ولكن بدلا من ذلك أعتقد أنه قد يكون مثالًا مثيرًا للقلق بشكل خاص لمشكلة أكثر منهجية حول حماية الطفل داخل شرطة العاصمة". وأضافت: "ما زلت غير مقتنعة بأن شرطة لندن تأخذ بعين الاعتبار باستمرار راحة الأطفال".
كما أعربت دي سوزا عن قلقها من "ثغرات في البيانات" سجلتها شرطة لندن، موضحة أنه "بالنسبة لحوالي واحد من كل خمسة من الذين تم تفتيشهم وتجريدهم من الملابس الداخلية، لا يمكنهم حتى إخباري بمكان حدوث ذلك، لذا يجب أن يكون جمع البيانات أفضل".
وقالت شرطة العاصمة في بيان لها إنها "تتقدم بخطى سريعة" لضمان التعامل باحترام مع الأطفال الذين يخضعون لعمليات تفتيش "متطفلة". وأضافت أنه تم إدخال إجراءات جديدة تتطلب من المفتش إعطاء الأوامر قبل إجراء التفتيش.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز