أعترف بأنني محظوظ للغاية، لأنني عاصرت حقبة ذهبية في تاريخ كرة الإمارات، تلك الفترة كانت لا تعوض
أعترف بأنني محظوظ للغاية، لأنني عاصرت حقبة ذهبية في تاريخ كرة الإمارات، تلك الفترة كانت لا تعوض، وتعجز الكلمات عن وصف جمالها وحلاوتها، وكم أشفق على الجيل الحالي الذي لم يعش تلك الأيام ولم يشهد عليها، يومها كان لا صوت يعلو فوق صوت المنتخب، كان الحديث عن مباراة يخوضها منتخب الإمارات يبدأ قبلها بفترة طويلة ولا ينتهي بنهايتها.
المنتخب اليوم يدشن مرحلة جديدة.. نتجاوز عما قبلها.. ندعم اللاعبين ونشد من أزرهم.. هذا هو المهم فهذا المنتخب ليس ملكية شخصية لأحد هو ممثل للجميع وهو رمز للبلد.. هو الذي ننسى بحضوره ألوان الأندية ونوحد الصفوف
كان "الأبيض" هو الشغل الشاغل، وكان الهم الأكبر للجماهير أن تجد لها موطئ قدم في المدرجات، كان الحماس على أشده، كان صوت الراحل أبوبكر سالم، وهو يغني "منصور شد العزم شده يا منتخب" ، هو الفقرة التي يصل فيها الحماس إلى ذروته قبل بداية المباراة، وكانت العائلة كبيرها وصغيرها، برجالها ونسائها وأطفالها، تتحلق حول الشاشة.
كان هدف بقدم عدنان الطلياني أو رأس فهد خميس كافياً لسماع مزيج الهتافات القادمة من كل البيوت، كانت حركة فنية يقوم بها زهير بخيت أو عبدالرزاق إبراهيم حديث المجالس لأيام وأيام، كان المنتخب يخسر ويفوز، ولكن لم تكن النتيجة لتغير من نفوس الجماهير ومشاعرها تجاه منتخب بلادها، ومهما خيبت النتائج الآمال، كنا نحب منتخبنا في كل حالاته.
تغيرت الأجيال، ابتعدنا كثيراً عن منتخبنا وابتعد بدوره عنا، كانت أسباب هذا الجفاء عديدة، تراكمت مع مرور الزمن، وأصبح الحضور الجماهيري يعتمد على أهمية المناسبة، وقيمتها، ولا أدري من الذي وضع هذه المعايير، ولكن أشتاق كثيراً إلى تلك الأيام الخوالي، عندما كانت مباراة المنتخب بحد ذاتها مناسبة تستحق الحشد والاحتفال، سواء كانت رسمية أو ودية، يومها لم يكن هناك في الحياة شيء يضاهيها أهمية.
أسترجع تلك الذكريات اليوم عندما يعود منتخبنا إلى أرضه، ويقبل على جماهيره، يريد وقفتها، ويستحث همتها، عندما نواجه إندونيسيا على استاد آل مكتوم في المباراة الثانية، ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة إلى كأس آسيا 2023 وكأس العالم 2022.
هي الخطوة الثانية في مشوار طويل، ولن ننجح إذا لم نتكاتف جميعاً وتتكامل الأدوار، فكل شخص له مهمة، وكل فئة لها دور، المسؤول واللاعب والمدرب والإداري والجمهور.
المنتخب اليوم يدشن مرحلة جديدة، نتجاوز عما قبلها، ندعم اللاعبين ونشد من أزرهم، هذا هو المهم، فهذا المنتخب ليس ملكية شخصية لأحد، هو ممثل للجميع، وهو رمز للبلد، هو الذي ننسى بحضوره ألوان الأندية، ونوحد الصفوف، هو ممثل الوطن الذي نهتف باسمه والأعلام مرفرفة بالأيادي، وننشد مع اللاعبين "عيشي بلادي، عيشي بلادي".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة