نقطة تحول في تاريخ التجارة الكندية.. البداية من الغاز المسال

أعلنت الحكومة الكندية عن انطلاق رحلة ناقلة محملة بالغاز الطبيعي المسال، إلى كوريا الجنوبية من مقاطعة كولومبيا البريطانية.
وقالت الحكومة الكندية إن هذه الرحلة، تُمثل نقطة تحول في تاريخ التجارة الكندية، في مرحلة ما بعد الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب "نيويورك تايمز"، تُعدّ هذه أول شحنة غاز طبيعي من مصنع كندي كبير إلى آسيا، في ظل سعي كندا لتنويع أسواق صادراتها في أعقاب الحرب التجارية التي شنّها الرئيس ترامب وتهديداته بالضم.
وتأتي هذه الشحنة على متن سفينة "جاسلوج غلاسكو" بعد مرور عقد من الموافقة على مشروع خط أنابيب غاز في كيتيمات، بمقاطعة كولومبيا البريطانية.
وقد روّج رئيس الوزراء مارك كارني لهذا المشروع، المعروف باسم "إل إن جي كندا"، الذي تبلغ قيمة مصنعه وخط أنابيبه وحقول الغاز وأرصفته وأصوله الأخرى 48 مليار دولار كندي (حوالي 35 مليار دولار).
وقال كارني يوم انطلاق الناقلة، أن "كندا لديها ما يحتاجه العالم. من خلال تحويل الطموحات إلى أفعال، يمكن لكندا أن تصبح القوة العظمى الرائدة في مجال الطاقة في العالم".
وتأتي شحنة الغاز الكندية إلى آسيا وسط توترات محلية بشأن إنتاج الطاقة.
وتأتي مقاطعة ألبرتا، ضمن أهم عناصر مشروع التوسع الكندي، وهي مقاطعة غنية بالنفط لكنها غير ساحلية، وتطالب الحكومة الكندية بمزيد من الموانئ وبإمكانية تشغيل المزيد من خطوط الأنابيب عبر كولومبيا البريطانية لتعزيز عولمة سوق النفط والغاز فيها.
التوسع في مواجهة مقاومة محلية
رغم ذلك، تواجه مساعي التوسع مقاومة من سكان كولومبيا البريطانية الذين لا يرغبون في زيادة حركة ناقلات النفط على طول سواحلهم أو خطوط الأنابيب فوق جبالهم.
وتجادل الجماعات البيئية بأن تصدير الغاز الطبيعي يتعارض مع التزامات كندا بمكافحة تغير المناخ، ويعترض العديد من السكان الأصليين على قانون اتحادي جديد لتسريع الموافقة على خطوط الأنابيب على أراضيهم.
وتتدفق الغالبية العظمى من النفط والغاز في كندا جنوبًا، وقد باعت كندا ما قيمته حوالي 6 مليارات دولار من الغاز الطبيعي إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
لكن زيادة إنتاج الغاز الأمريكي أدت إلى انخفاض الصادرات الكندية منذ عام 2010، وفي السنوات العشر الماضية، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مورد للغاز المسال في العالم.
وبالنسبة للشركات الكندية، توفر الصادرات إلى آسيا مهربًا من انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في سوق أمريكا الشمالية المشبع.
وقال البروفيسور كينت فيلوز، خبير اقتصاديات الطاقة بجامعة كالجاري، إن احتمالية قيام كندا بشحن الغاز إلى أسواق أخرى ازدادت بعد غزو روسيا لأوكرانيا، ما جعل موسكو في عزلة تجارية عالميًا.
وأضاف أن تعريفات ترامب الجمركية وتجاهله للاتفاقيات التجارية قد جعل الدول "أكثر تشككًا" في استقرار العلاقات التجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
الغاز بديلاً للفحم
ويُغذّي خط أنابيب كوستال غازلينك، الذي يمتد لأكثر من 400 ميل، محطة كيتيمات، وقد وصفت شركة شل، أكبر مساهم في شركة الغاز الطبيعي المسال الكندية، المشروع بأنه وسيلة لخفض انبعاثات الكربون.
وتوقعت أن يحل الغاز الطبيعي الكندي محل الفحم في مهام مثل توليد الكهرباء، وأن يُسهم في تقليص اعتماد الدول الآسيوية عليه مع زيادة اعتمادهم على الغاز.
وقال سيدريك كريمرز، أحد المسؤولين التنفيذيين في قسم الغاز الطبيعي بالشركة النفطية، في بيان، "نتوقع أن يكون توريد الغاز الطبيعي المسال هو المساهمة الأكبر التي تقدمها شل للتحول في مجال الطاقة خلال العقد المقبل".
ولم تستجب شركة شل لطلب صحيفة نيويورك تايمز لتقدير كمية الفحم التي تتوقع أن يحل الغاز الطبيعي الكندي محلها.
ويعد الطلب على الطاقة مرتفع للغاية في أماكن مثل الصين، لدرجة أن أي غاز طبيعي كندي من المرجح أن يُضاف إلى مزيج من مصادر الطاقة بدلاً من أن يحل محل أي شيء.