حرائق لوس أنجلوس ترس في ماكينة الاحترار العالمي.. قفزة قياسية في الانبعاثات
الحرائق المدمرة التي اجتاحت منطقة لوس أنجلوس في كاليفورنيا هي معاينة لما سيحدث إذا استمر الساسة والأيديولوجيون وشركات النفط الكبرى في تجاهل تغير المناخ.
وفق تقرير جديد لواشنطن بوست ذكرت أن صحيفة لوس أنجلوس تايمز أفادت مع نهاية الأسبوع الماضي بأن الكارثة الأخيرة "اندلعت بعد تحول صارخ من الطقس الرطب إلى الطقس الجاف للغاية، وهي الظاهرة التي يصفها العلماء بأنها "ضربة مناخ مائية".
وبحسب الصحيفة المحلية، تظهر الأبحاث الجديدة أن هذه التقلبات المفاجئة من الرطوبة إلى الجفاف ومن الجفاف إلى الرطوبة، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات والفيضانات وغيرها من المخاطر، تزداد تواترا وكثافة بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان".
وتؤدي الأمطار الغزيرة الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة المحيط إلى نمو مفرط للأعشاب على سفوح التلال، التي يمكن أن تشتعل فيها النيران في الطقس الجاف بشكل غير طبيعي.
وقالت الصحيفة إن "هذه التقلبات الجوية المتطرفة ستستمر في أن تصبح أكثر تواترا وتقلبا، مع تركيز هطول الأمطار بشكل متزايد في نوبات أقصر وأكثر كثافة، تتخللها فترات جفاف أكثر شدة".
- الإمارات وروسيا.. إتمام جولة المفاوضات الأخيرة لاتفاقية تجنب الازدواج الضريبي
- سوق أبوظبي العالمي.. منصة «نمو» تعزز مصادر تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة
وفي دراسة نُشرت نهاية مطلع الأسبوع الجاري في مجلة Nature Reviews Earth & Environment، فحص الباحثون السجلات الجوية العالمية ووجدوا أن أحداث التقلبات المناخية المائية قد زادت بالفعل بنسبة 31% إلى 66% منذ منتصف القرن العشرين، ومن المرجح أن تتضاعف أكثر من الضعف في سيناريو يصل فيه العالم إلى 3 درجات مئوية، أو 5.4 درجة فهرنهايت، من الاحترار.
وقد ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في مرصد مونا لوا في هاواي بمقدار 3.6 جزء في المليون ليصل إلى 427 جزءا في المليون، وهو أعلى بكثير من مستوى 280 جزءا في المليون المرصودة إبان بدء التحدث عن أزمة تغير المناخ.
وبدأت ملاحظات مونا لوا، المعروفة بمنحنى كيلينغ، في عام 1958 وهي أطول قياسات مباشرة لمستويات ثاني أكسيد الكربون.
ونتجت هذه القفزة الحادة عن احتراق الغابات إلى جانب الانبعاثات المستمرة بسبب الوقود الأحفوري التي سجلت أيضا رقما قياسيا في عام 2024.
كما أسهمت ظاهرة النينيو الطبيعية في المناخ من خلال توفير ظروف أكثر حرارة وجفافا في المناطق الاستوائية. ومع ذلك قال العلماء إن القفزة القياسية كانت ستحدث حتى دون النينيو.
وسجل متوسط درجة الحرارة العالمية أيضا رقما قياسيا جديدا في عام 2024، مما زاد من تفاقم موجات الحرارة والعواصف والفيضانات التي أثرت على مليارات الأشخاص.
ونتيجة لذلك تجاوز الكوكب لأول مرة مستوى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) الذي تم الاتفاق عليه كهدف في اتفاقية باريس للمناخ.
ويُعتبر حد 1.5 درجة مئوية هدفًا طويل الأمد، ويتم تجاوزه عندما يُحافظ على هذا المستوى من الحرارة لمدة عقد أو أكثر.
وقال العلماء إن الارتفاع في مستويات ثاني أكسيد الكربون في عام 2024 يتعارض مع البقاء تحت هذا الهدف.
ومن المتوقع أن يكون ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في عام 2025 أقل، لكنه سيظل أعلى بكثير من المستوى المطلوب لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأطلقت حرائق الغابات مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في عام 2024، لا سيما في الأمريكتين، وزادت أزمة المناخ من شدة وتكرار هذه الحرائق.
ولعبت ظاهرة النينيو دورا في ذلك، ولكن استمرت حرائق الغابات بعد انتهائها وفي مناطق لم تتأثر بها، مثل كندا.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTEzIA== جزيرة ام اند امز