الكوكب في خطر.. حرائق لوس أنجلوس تؤكد فشل جهود الحماية
واصلت فرق الإطفاء المدنيّة والعسكريّة في الولايات المتّحدة الأمريكية بذل جهودها المكثّفة لسيطرة الحرائق الهائلة التي تجتاح لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث بلغت الخسائر الماديّة مليارات الدولارات.
تؤكد الحرائق التي تشهدها لوس أنجلوس منذ عشرة أيام، تراجعا كبيرا في جهود مكافحة تغير المناخ، حيث تسهم هذه الكارثة البيئية بشكل كبير في زيادة معدلات الاحترار العالمي.
كشفت دراسة نشرتها صحيفة "الغارديان" أن حرائق الغابات العالمية لعام 2024 سجلت أعلى معدل سنوي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما أثار استغراب العلماء ويدل على توغل البشرية في عالم معرض للطقس المتطرف.
بلغ مستوى ثاني أكسيد الكربون في مرصد مونا لوا بهاواي 427 جزءا في المليون، بزيادة قدرها 3.6 أجزاء في المليون، وهو رقم قياسي يفوق بكثير المستوى قبل الصناعي البالغ 280 جزءًا في المليون، وفقًا لبيانات "منحنى كيلينغ" التي تُجمع منذ عام 1958.
قفزة حادة
شهدت مستويات ثاني أكسيد الكربون ارتفاعا غير مسبوق في عام 2024، حيث بلغت 427 جزءا في المليون، نتيجة حرائق الغابات والانبعاثات المتصاعدة من الوقود الأحفوري، فضلاً عن تأثير ظاهرة النينيو التي أدت إلى زيادة الحرارة والجفاف في المناطق الاستوائية، ومع ذلك يؤكد العلماء أن هذه القفزة كانت ستحدث حتى دون تأثير النينيو.
بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية رقما قياسيا جديدا في عام 2024، مما أدى إلى تصاعد موجات الحرارة والعواصف والفيضانات التي أثرت على مليارات الأشخاص، متجاوزة بذلك الحد الأقصى المحدد في اتفاقية باريس للمناخ البالغ 1.5 درجة مئوية.
يعتبر تجاوز حد الـ1.5 درجة مئوية لمدة عقد أو أكثر هدفا حاسما، الذي يُعتبر مستوى خطرا للغاية، ووفقا للعلماء يتعارض الارتفاع الملحوظ في ثاني أكسيد الكربون في عام 2024 مع الحفاظ على هذا الحد. ومن المتوقع أن ينخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في عام 2025، لكنه سيظل أعلى بكثير من المستوى المطلوب للوصول إلى هدف اتفاقية باريس للمناخ.
شهد عام 2024 رقما قياسيا لحرائق الغابات، حيث أطلقت مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون خاصة في الأمريكتين، مما زاد من تفاقم أزمة المناخ وتكرار هذه الكوارث. وعلى الرغم من تأثير ظاهرة النينيو استمرت الحرائق في المناطق الأخرى، مثل كندا، بعد انتهاء الظاهرة.
أسهمت ظاهرة النينيو في زيادة ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير، حيث تسبب الظروف الحارة والجافة في تقليل نمو النباتات التي تلعب دورا حيويا في إزالة الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي.
شهد عام 2024 ارتفاعا غير مسبوق في مستويات ثاني أكسيد الكربون، حيث بلغ 3.6 أجزاء في المليون، متجاوزا بذلك المستوى المطلوب للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية والحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، والبالغ 1.8 جزء في المليون.
كما تجاوز هذا الارتفاع التوقعات الأولية البالغة 2.8 جزء في المليون، ويعزى ذلك إلى انبعاثات حرائق الغابات، ومن المتوقع تراجع هذه القفزة في عام 2025 إلى 2.3 جزء في المليون بفضل ظاهرة "لا نينيا" التي تعزز نمو الغطاء النباتي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMTkg جزيرة ام اند امز