«رياح شيطانية».. السبب الحقيقي وراء استمرار حرائق غابات كاليفورنيا
تتواصل حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا وكشف الخبراء أنها تستمر بسبب ظاهرة طبيعية تعرف برياح سانتا آنا، أو "الرياح الشيطانية".
هذه الرياح، المعروفة بشدتها وحرارتها وجفافها، تنشأ عندما يتحرك الهواء من مناطق الضغط العالي فوق الصحارى القاحلة جنوب غربي الولايات المتحدة نحو نظام ضغط منخفض قبالة ساحل كاليفورنيا. وتزداد حرارة هذا الهواء أثناء تدفقه عبر سلسلة الجبال باتجاه الساحل نتيجة زيادة الضغط.
موسم الرياح وتأثيراتها
تُسجل رياح سانتا آنا بشكل أساسي خلال الأشهر الباردة من سبتمبر حتى مايو، وقد كانت قوية بشكل استثنائي في الأسابيع الماضية، مما ساعد على إذكاء حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا عبر توفير الأوكسجين وخلق ظروف جافة للغاية مع انخفاض كبير في نسبة الرطوبة.
وقالت البروفيسورة آمي هيسل، أستاذة الجغرافيا وعالمة المناخ القديمة بجامعة ويست فيرجينيا: "العديد من علماء الحرائق ورجال الإطفاء يعتبرون أن رياح سانتا آنا تخلق أكثر الظروف تطرفاً لحرائق الغابات على مستوى العالم.
أحداث مناخية قاسية
في أوائل يناير 2025، شهدت مقاطعة سان برناردينو "حدثاً متطرفاً لرياح سانتا آنا" حيث وصلت سرعة الرياح إلى قوة الأعاصير بما يصل إلى 128 كيلومتراً في الساعة (80 ميلاً في الساعة). هذا الحدث دفع السلطات إلى تمديد تحذيراتها الحمراء المتعلقة بخطر الحرائق، وسط توقعات بمزيد من الرياح القوية خلال هذا الأسبوع، مما يهدد بتفاقم الوضع.
وحذر أليكس داسيلفا، خبير الأرصاد الجوية لدى AccuWeather: "يمكن أن نشهد جولة أخرى من الرياح العاتية في بعض المناطق هذا الأسبوع. قد تؤدي هذه الرياح القوية إلى وقف حركة الطائرات المستخدمة في مكافحة الحرائق، مما يزيد من صعوبة احتواء الحرائق المتنقلة بفعل الرياح." وأضاف: "الشرر المتطاير عبر الرياح يمكن أن ينقل النيران بسرعة بين المنازل في المناطق السكنية، وعلى السكان أن يكونوا مستعدين للإخلاء في أي لحظة.
الجفاف المستمر وزيادة خطر الحرائق
إلى جانب الرياح العاتية، تعاني أجزاء من كاليفورنيا من نقص حاد في الأمطار على مدار العام الماضي، مما أدى إلى جفاف شديد في المنطقة. وأوضح أليكس سوسنوفسكي، خبير الأرصاد الجوية لدى AccuWeather، أن "لوس أنجلوس لم تتجاوز علامة بوصة واحدة من الأمطار منذ أبريل من العام الماضي، في حين أن المعدل الطبيعي في وسط المدينة يتراوح بين 5 و6 بوصات خلال هذه الفترة.
وأضاف بول باستيلوك، خبير الطقس طويل المدى لدى AccuWeather: "قد تكون هناك فرص ضئيلة لسقوط الأمطار في الفترة المقبلة، ولكنها لن تكون كافية لتخفيف خطر انتشار الحرائق. إذا لم تتحقق كميات معتبرة من الأمطار بحلول فبراير، قد يستمر الجفاف حتى مارس، مما يزيد الوضع تعقيداً.
تشكل هذه الرياح القوية والجفاف المتواصل مزيجاً خطيراً يؤجج حرائق الغابات ويزيد من صعوبة السيطرة عليها، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء لمواجهة هذه الظروف القاسية.