الوحيشي لـ"العين": مصر تخوض أمم أفريقيا بفكر إيطالي
منتصر الوحيشي، المحلل الرياضي التونسي المعروف، يتحدث لبوابة العين الإخبارية عن أمم أفريقيا 2017.. فماذا قال؟
هو واحد من أبرز المحللين في عالم الساحرة المستديرة في تونس. تحاليله الصائبة وثقافته الكروية الواسعة جعلته من أكثر الشخصيات المطلوبة في بلاتوهات التليفزيونات التونسية. منتصر الوحيشي فتح قلبه لـ"بوابة العين" وتحدث عن عدة نقاط جذبت انتباهه خلال النسخة الحالية من مسابقة أمم أفريقيا بالجابون 2017، مشيدا بمنتخب الفراعنة المصري الذي شبهه بمنتخب إيطاليا.
• ما تقييمك للدور الأول من كأس أمم أفريقيا؟
في الحقيقة، المستوى الفني كان متوسطا في معظم المباريات، حيث لم نشاهد كرة جميلة من قبل معظم المنتخبات وبصفة خاصة من المرشحين التقليديين على غرار الجزائر وكوت ديفوار. حالة الملاعب السيئة قد تكون أحد الأسباب التي تقف وراء هذا التواضع في المستوي، فهل من المعقول أن يلعب نجوم عالميون بقيمة تلك يملكها منتخبا مصر و غانا على أرضية "بورت جنتيل" الكارثية؟
• وما السبب الرئيسي في رأيك الذي يقف وراء هذا التواضع في المستوى، هل الأمر مرتبط بغياب الإرادة من قبل العديد من اللاعبين، أم يتعلق بتوقيت المسابقة؟
أعتقد أن المشكلة مرتبطة بالعاملين معا. فمن غير المنطقي أن نرى اللاعبين الأفارقة يتألقون بشكل كبير في مختلف البطولات الأوروبية، في حين يبرزون بمستويات متواضعة كلما تعلق الأمر بالمسابقات الأفريقية. رياض محرز مثلا، رغم فوزه بجائزتين فرديتين مهمتين (أفضل لاعب أفريقي وأفضل لاعب في البريميير ليج)، فإنه لم ينجح في قيادة المنتخب الجزائري للتأهل لدور الثمانية. والأمر ينسحب أيضا على سيرج أورييه مع منتخب كوت ديفوار، وبيير إيمريك أوباميانج مع منتخب الجابون. من جهة أخرى، فتوقيت المسابقة غير مناسب ويمنع اللاعبين الأفارقة من التركيز، خاصة أن المحترفين منهم بأوروبا يواجهون خطر فقدان أماكنهم كأساسيين في صفوف فرقهم.
• على ذكر محرز، كيف تفسر خروج المنتخب الجزائري منذ الدور الأول؟
أظن أن المنتخب الجزائري كان ضحية للتصورات الخاطئة التي قام بها الاتحاد المحلي للعبة على مستوى اختيار المدربين خلال الأشهر الأخيرة. فمن الواضح أن الصربي ميلوفان راييفاتش والبلجيكي جورج ليكنز دمرا "الخضر" من خلال سوء التعامل مع بعض اللاعبين كما حصل مع كارل مجاني وعدم استثمار ثراء الرصيد البشري في مراكز الوسط والهجوم.
• عكس الجزائر، المغرب نجحت في تجديد العهد مع الأدوار المتقدمة بعد فترة غياب طويلة، فهل توافق على وجهة النظر التي تعتبر الفرنسي هيرفي رينار من أبرز المساهمين في عودة الروح للكرة المغربية؟
بالفعل، الفضل يعود أساسا لرينار الذي نجح في دفع اللاعبين إلى الظهور بأفضل مستوياتهم على المستويين الفني والبدني. ويحسب لهذا الأخير دهاؤه التكتيكي وحسن توظيفه للاعبيه، رغم نقص الخبرة لدى معظمهم على المستوى القاري، كما يترجمه الاعتماد على رومان سايس في مركز مدافع المحور، مما فاجأ منافسيه في المجموعة "ج". وأعتقد أن المنتخب المغربي سيصبح منافسا يصعب هزمه بعد عودة الثلاثي المصاب أسامة طنان ويونس بلهندة وسفيان بوفال.
• المنتخب المصري جدد العهد مع المسابقات الأفريقية بعد أن تغيب عن النسخ الثلاثة الأخيرة، كيف بدت لك هذه العودة؟
منتخب مصر نسخة الأرجنتيني هيكتور كوبر يذكرني بالمنتخب الإيطالي من خلال تنظيم دفاعي أكثر من رائع بقيادة الثنائي القوي أحمد حجازي وعلي جبر، وخط وسط مبدع من الناحيتين الدفاعية والهجومية. لا يمكنني أيضا أن أغفل عن التنويه بالدور الكبير الذي يقوم به الحارس الأسطورة عصام الحضري الذي قدم إضافة قوية منذ دخوله للتشكيل الأساسي.
• وما توقعاتك لكلاسيكو المغرب ومصر في دور الثمانية؟
بصراحة التكهن صعب، فكلا المنتخبين يملك الأسلحة الضرورية من أجل الذهاب بعيدا في هذه الدورة. وكل ما أتمناه أن ينجح "الأسود" و"الفراعنة" في تقديم صورة مشرفة عن كرة القدم العربية وأن ينقذا البطولة من شبح الرتابة الذي ما زال يلاحقها.
• على عكس ما كان عليه الحال في الدورات السابقة، ترك منتخب تونس انطباعات طيبة في دورة الجابون بفضل أدائه الجماعي والمميز، برأيك هل الفضل يعود للمدرب أم للاعبين؟
بكل المقاييس، تعتبر مباراة مصر الودية منطلق التغيير في فلسفة لعب منتخب تونس. فالمدرب البولندي هنري كاسبرزاك اقتنع انطلاقا من هذه المواجهة بأن الاختيارات الدفاعية غير مجدية، مما جعله يقحم لاعبا إضافيا في خط الوسط عوضا عن مدافع محوري. بصراحة، أعجبني كثيرا منتخب تونس خلال المسابقة الأفريقية، في ظل التكامل الكبير بين لاعبي خط الوسط الفرجاني ساسي ومحمد أمين بن عمر والموهبة الهجومية الخارقة للعادة للثنائي يوسف المساكني ونعيم السليتي.
• في المقابل خط الدفاع مازال يشكل صداعا في رأس الجماهير بعد ارتكابه عدة هفوات قاتلة خلال مباريات الدور الأول، فما هي الحلول التي تراها مناسبة لإنهاء هذه المعضلة؟
بالفعل، ليس من الجيد أن يقبل منتخب ما 5 أهداف في 3 مباريات. أعتقد أن المشكلة لا تتعلق بلاعب معين وإنما بمشكلة تنشيط دفاعي بسبب عدم وجود توازن في طريقة اللعب. إمكانية فوز منتخب تونس بـ"كان" الجابون تمر حتما عبر تحسن أدائه من الناحية الدفاعية.
• هل ينبغي على تونس أن تخشى بوركينا، أم يجب عليها أن تواصل اللعب بنفس الطريقة التي اعتمدتها خلال مباريات الدور الأول؟
أظن أن المنتخب التونسي مطالب بالعب بنفس الطريقة الهجومية، مع الحرص على التقليل من الأخطاء في خط الدفاع. جميع اللاعبين مطالبون بأن يكونوا واعين بأن الفرصة باتت مواتية أكثر من أي وقت مضى من أجل تجديد العهد مع اللقب الأفريقي.
• من ترشح شخصيا للفوز باللقب الأفريقي؟
أعتقد أن فرص المنتخبات الثمانية متساوية في ظل تقارب المستوى بينها.
• من هم اللاعبون الذين شدوا انتباهك لحد الآن؟
هناك العديد من اللاعبين الذين خطفوا الأضواء في دورة الجابون على غرار التونسيين محمد أمين بن عمر ويوسف المساكني والسنغالي كايتا بالدي والمغربي عزيز بوحدوز.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز