مجرمون صغار وليسوا محترفين.. تفاصيل سطو «أبناء الحي» على متحف اللوفر
كشفت النيابة العامة في باريس أن عملية سرقة المجوهرات التاريخية من متحف اللوفر، لم تكن من تدبير شبكة محترفة، بل نفذها مجرمون محلّيون من الضواحي الشمالية، بعيدًا عن عالم الجريمة المنظمة.
قالت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، اليوم الأحد، 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، إن عملية السطو الجريئة التي جرت في وضح النهار على مجوهرات تعود إلى عصور تاريخية من متحف اللوفر الشهر الماضي، نفذها مجرمون صغار، وليسوا محترفين في عالم الجريمة المنظمة.
من وراء سرقة القرن بباريس؟
ففي صباح أحد أيام الأحد قبل أسبوعين، أوقف رجلان شاحنة مزوّدة بمصعد مخصص لنقل الأثاث خارج المتحف، وصعدا إلى الطابق الثاني، حيث حطّما إحدى النوافذ وفتحا خزائن العرض التي تحتوي على المجوهرات، قبل أن يلوذا بالفرار على دراجتين بخاريتين يقودهما شريكان آخران. واستغرقت العملية أقل من سبع دقائق فقط.
وأوضحت السلطات أن ثلاثة من بين أربعة مشتبهٍ بهم تم اعتقالهم، بينما لا تزال المجوهرات المسروقة مفقودة حتى الآن. وأشارت إلى أن الموقوفين لا يشبهون أفراد العصابات المحترفة كما في أفلام السرقة الشهيرة مثل أوشنز إليفن، بل هم أشخاص من الضواحي الشمالية الفقيرة في باريس.
وقالت بيكو في تصريح لإذاعة "فرانس إنفو": «هذه ليست جريمة يومية اعتيادية، لكنها نوع من الانحراف لا يرتبط عادة بعصابات منظمة». وأضافت أن جميع المشتبه بهم «من السكان المحليين الذين يعيشون في منطقة سين سان دوني» شمال باريس.

سرقة اللوفر على يد "هواة" من أبناء الحي
وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن اللصوص تصرفوا بطريقة هاوية، إذ أسقطوا أثناء الهروب أثمن قطعة من المسروقات، وهي تاج الإمبراطورة أوجيني المصنوع من الذهب والزمرد والألماس، كما تركوا الأدوات المستخدمة في موقع الجريمة، وفشلوا في إشعال النار في شاحنة الرافعة التي استُخدمت في العملية.
وبعد أسبوع من الحادث، ألقت الشرطة القبض على رجلين يُشتبه في أنهما اقتحما المتحف، أحدهما جزائري يبلغ من العمر 34 عامًا يعيش في فرنسا منذ عام 2010، وتم توقيفه أثناء محاولته ركوب طائرة متجهة إلى الجزائر، بينما الثاني رجل يبلغ 39 عامًا كان يخضع مسبقًا للمراقبة القضائية لارتكابه جرائم سرقة خطيرة.

وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول، أُلقي القبض على مشتبهين آخرين، رجل يبلغ 37 عامًا وامرأة تبلغ 38 عامًا، وتم توجيه الاتهامات إليهما يوم السبت. ووفق ما صرّحت به بيكو، يُعتقد أن الرجل البالغ 37 عامًا هو أحد المنفّذين الأربعة، بعد أن تم العثور على آثار حمضه النووي داخل شاحنة النقل المستخدمة في السرقة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت السلطات تعتقد أن ثلاثة من اللصوص الأربعة أصبحوا قيد الاعتقال، أكدت بيكو أن «شخصًا واحدًا على الأقل لا يزال طليقًا»، ولم تستبعد وجود شركاء آخرين محتملين في هذه العملية التي وُصفت بأنها من أكثر السرقات جرأة في العاصمة الفرنسية هذا العام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز