أفراح وسط الدمار.. الحب ينتصر على الحرب
من ميادين القتال في سوريا إلى أنقاض المدن المدمرة في اليمن تطغى مشاهد العنف على يوميات الصحفيين لكن بعضهم نجح في التقاط بعض بشائر الأمل
"يا حبُّ لا هدف لنا إلا الهزيمة في حروبك"، كلمات في الحب لا يمحى من الذاكرة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، ورغم النزاعات الدامية المستعرة في الشرق الأوسط، لا يزال الحب يخرج منتصرا في بعض الأحيان.
من ميادين القتال في سوريا إلى أنقاض المدن المدمرة في اليمن، غالبا ما تطغى مشاهد العنف والدمار على يوميات الصحفيين، إلا أن هؤلاء ينجحون أحيانا في التقاط بعض بشائر الأمل والجمال لا تخلو أحيانا من نفحات رومانسية.
بمناسبة عيد الحب الذي يوافق الجمعة، هذه بعض من أقوى الصور التي التقطها صحفيون لقصص حب تتحدى الموت والحروب.
يستذكر المصور سافين حامد مرافقته زوجين شابين من الأقلية الأيزيدية في العراق من خيمتهما بمخيم بائس للاجئين وصولا إلى حفل زفافهما في قاعة حفلات متواضعة قرب مدينة دهوك في ديسمبر/كانون الأول.
ويقول: "كانت حفلة بسيطة فلم يكن هناك طعام، فقط قالب حلوى. لكنهم أرادوا أن يفرحوا ويرقصوا".
هذان العروسان كانا طفلين لدى اقتحام مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي سنة 2014 منطقتهما سنجار، حيث سبوا آلاف النساء والفتيات وقتلوا الرجال فيما أرغموا الفتية على القتال في صفوفهم.
لكن بعد 6 سنوات من العيش على المساعدات الإنسانية في أجواء بؤس داخل مخيم للاجئين، حافظ العروسان على "حب الحياة وكانا يريدان أن يستمرا فيها، رغم كل معاناتهما"، وفق سافين حامد.
وحضر المدعوون بالأزياء التقليدية الزاهية فيما عزفت فرقة موسيقية صغيرة أغنيات كردية لحفلات الزفاف.
وقال المصور: "حتى بعدما توقفت الموسيقى، كان الناس يطلبون من المطرب أن يواصل الغناء. ورغم معاناتهم كانوا يهتمون بأنفسهم ويصففون شعرهم في الصالون ويرتدون ملابس جميلة".
تشكّل حفلات الزفاف على تخوم النار والدمار، سواء في مخيمات اللجوء البائسة أو في المدن المهدمة بالقنابل والغارات، انتصارا للحب والحياة وتعبيرا عن الأمل في مستقبل أفضل.
في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، التقط المصوّر محمد حويس صورا لرجال يرقصون في الشوارع خلال حفلة زفاف أقيمت في ظل حرب أدت إلى ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
أما في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، فخلّد المصوّر عارف وتد صورا مؤثرة لفستان زفاف صامد في داخل واجهة زجاجية أتى عليها القصف في متجر لفساتين الأعراس 8 ديسمبر/كانون الأول 2019 بعد أنباء عن غارة روسية على أحد أسواق المدينة.
وفي شمال شرق سوريا، اضطر مصطفى رمضان ولوفين يوسف إلى تأجيل زفافهما بعدما أطلقت تركيا وقوات مدعومة منها عملية ضد فصائل مقاتلة كردية.
لكن عندما نجحا أخيرا في عقد زفافهما في مدينة القامشلي، ضجت قاعة الحفلات بالأغنيات الوطنية الكردية والتصفيق والغناء والضحك، بحسب المصور دليل سليمان.
ويقول سليمان إنه يستمتع في تصوير "أجواء الفرح والدبكات لأنها تختلف بشكل كبير عن التصوير في أجواء القصف والنزوح والموت، وهي مليئة بالموسيقى والألوان".