يبقى حُبُّ الوطن من تلك المحابِّ التي دعانا إليها ديننا الحنيف، وتتجلى أفضل مشاعر الولاء والانتماء نحو وطن عظيم أعطى الكثير لأبنائه
يبقى حُبُّ الوطن من تلك المحابِّ التي دعانا إليها ديننا الحنيف، وتتجلى أفضل مشاعر الولاء والانتماء نحو وطن عظيم أعطى الكثير لأبنائه وقدم ما لم تقدمه الأوطان لأبنائها، وبحجم وطن كبير وعظيم نحبه ونعشقه يكون في المقابل عطاء من قبل أبنائه العطاء الكبير لا تحده حدود وحب الوطن والاعتزاز به يظلُّ حباًّ كبيراً يغمر النفوس ويستولي على شغاف القلوب، حُباًّ يجعل الوطن الأسمى والأغلى والأجدرَ بكل معاني الحب والاخلاص، حباًّ يجعل الانسان يَهِبُّ للدفاع والذود عن الوطن بكلِّ بسالة وفخر واعتزاز إذا ما تعرض الوطن لأي نوع من الاعتداء، وهذا واجب كل إنسان يعيش على أرض الوطن وينعم بخيراته التي لا تعدُّ ولا تحصى، ويتجلى حُبُّ الوطن من خلال العطاء المخلص وبذل الجهد الأكبر في العمل الذي يؤديه المواطن في أيِّ موقع كان، وفي أيِّ مستوى من مستويات العمل، وانطلاقاً من أهمية العمل الذي يصبُّ أولًا وقبل كُلِّ شيءٍ في مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره ورخاء أبنائه ؛ فالوطن أولى مَن يُقدَّمُ له ويُعطى من الوقت للاعتناء به، والعمل من أجله واجبٌ حتميٌّ، ودَيْنٌ يُطَوِّق الأعناق.
في حب الإمارات يتسابق الأبناء وفي باطنهم بأنَّ هذا الوطن يستحق منهم أكثر من كل هذا الحب الكبير والعشق العظيم لوطن أعطى وأجزل العطاء والبذل لأبنائه.
في كل مناسبة وطنية يظهر الإماراتيون مظاهر حبهم لوطنهم بشكل استثنائي، منطلقين في ذلك من تعاليم ديننا الحنيف، فقد كان النبيُّ -صَلَّى الله عليه وسَلَّم- يُحِبُّ وطن منشأه "مَكَّة" ؛ فيقول: {ما أطيبَكِ مِن بلدةٍ وأحَبَّك إليَّ!! ولولا أنَّ قومي أخرَجوني منكِ ما سكَنْتُ غيرَكِ} [رواه ابن حِبَّان في صحيحه]، فالتمسك بمبادئ الوطن وقيمه العزيزة والسمع والطاعة لولاة الأمر عَمَلٌ مرضٍ، وقربة يتقرَّب بها الإنسان إلى الله.
في الانتماء للوطن والولاء لقيادتنا الرشيدة يتقدم الوطن وتنهض الهمم ونتربع على أعلى القمم ونعيش في قمة الأمن والأمان.
وفي هذه الأيام الجميلة العزيزة على قلوبنا يحتفل أبناء الإمارات باليوم الوطني الـ 54 لدولة الإمارات حيث يحيون ذكرى عزيزة على قلوبهم، ذكرى ميلاد وطن فيه فُتِحَ بابٌ واسعٌ من التأريخ، وسع أبوابه لتسطر أمجاد دولة عريقة وعطاء شعب وفي.
إن ما يمثله الثاني من ديسمبر من مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً هو عنوان نجدد به الحبَّ والولاء والوفاء لقيادتنا الرشيدة، ونتعهد من خلاله أن نبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية لتكون الدولة نبراساً على خارطة العالم. سيبقى الثاني من ديسمبر من كلّ عام يوماً خالداً في ذاكرة أيام الإمارات المشرقة.
إننا لنتنسَّم الفخر والاعتزاز بمسيرة الاتحاد وسيرته العظيمة التي بدأت قبل خمسة وأربعين عاماً وكونت دولة عصرية يشار إليها بالبنان تخطت من سبقها، وهذا ثمرة رؤى القيادة الثاقبة التي اضطلعت مسئولية توفير أرقى سبل الحياة للمواطنين والقاطنين على أراضيها وإرساء الرخاء والاستقرار والأمن.
هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً نذكرها بكل التقدير والعرفان للمغفور له الوالد الشبخ "زايد بن سلطان آل نهيان" -طيب الله ثراه- الذي وهب جهده وفكره ووقته لبناء أمة، واستطاع من خلال مرتكزات قيادية قوامها الحكمة وصدق العزيمة وصفاء السريرة والرؤية المستقبلية الثاقبة أن يستشرف آفاق المستقبل برؤية عصرية ليقيم على أرض الإمارات نهضة حضارية شاملة أبهرت العالم، وجعل أول مرتكزاتها المواطن، وسخر له كافة الإمكانات والطاقات من أجل النهوض به وتمكينه من القيام بدوره المنشود في خدمة الأهداف الوطنية، ومن منطلق إيمانه الراسخ بأنَّ شباب الوطن هم عمادها وحاضرها ومستقبلها.
ذكرى والدنا "زايد" طيّب الله ثراه خالدة في قلوب شعبه المفعمة بمعاني الوفاء لهذا الأب الذي سيبقى حاضراً في قلوب شعبه والمُقيمين على أرض الإمارات.
إنَّ احتفالات الإمارات باليوم الوطني في مظاهرها قاطبة، وفي تنوع فقراتها لهي المعنى الحقيقي لحب الوطن، كونها تجسِّد الحبَّ الكبير لهذا الوطن الغالي على قلوب أبنائه، وتُشخِّصُ أسمى معاني الترابط في المجتمع الإماراتي والتلاحم بين القيادة والشعب مما يؤكد بأنَّ البيت متوحِّدٌ، فأصبح قوي الأركان شامخ البنيان، وهذه الاحتفالات مزيج فخر وفرح وتأمل بإنجازاتنا التنموية وشهامة وحكمة قيادتنا الرشيدة ومواقفها النبيلة الاستثنائية.
الإمارات هي الشجرة الطيبة التي مَن دخلها تفيَّأ في ظلها، وطَعِمَ من خيراتها، وهي الحضن الدافئ الذي يضمنا جميعاً، والسقف الذي يُظلنا، وفي ظله نشعر بالأمان والاستقرار والطمانينة، وأنَّ قيمة الوطن وأهميته وعظم شأنه لا يدركه إلا من فقد وطنه أو عاش بعيداً عنه.
إنّ مسيرة التقدّم والرفعة والازدهار والرقي لوطننا تتواصل بفضل الله وتوفيقه، ثمَّ بجهود ورؤية قيادتنا الرشيدة التي مضت على نهج المؤسسين.
نرفع أكفّ الضراعة ونحمد الله -سبحانه وتعالى- أن منحنا وطناً عزيزاً آمناً مطمئناًّ وقائداً حكيماً وولاة أمور حققوا للوطن وأبنائه إنجازات عظيمة شامخة يحلم بها كلُّ حالمٍ، وقدموا لنا الحياة الكريمة الهانئة على طبق من ذهب، وندعوا المولى -عَزَّ وجَلَّ- أن يطيل في عمر والدنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" -حفظه الله ورعاه- بوافر نعمته ويمتعه بموفور الصحة والعافية والسلامة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة