انخفاض معدلات تطعيم الأطفال في أمريكا يثير مخاوف من تفشي الأمراض

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن معدلات التطعيم بين الأطفال الأمريكيين واصلت تراجعها.
يأتي ذلك في وقت تسجّل فيه الولايات المتحدة أعلى معدل إصابة بالحصبة منذ إعلان القضاء على المرض عام 2000.
وبحسب التقرير، انخفضت نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح الحصبة إلى 92.5% فقط، مقارنة بـ95% قبل جائحة كوفيد-19، وهي النسبة اللازمة لضمان "مناعة القطيع". كما تراجعت معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال والسعال الديكي إلى مستويات مقلقة مماثلة.
البيانات تشير إلى أن نحو 286 ألف طفل التحقوا بالمدارس دون استكمال جرعات لقاح الحصبة اللازمة، في وقت تفشّى فيه وباء متعدد الولايات بدأ من غرب تكساس وأسفر عن ثلاث وفيات.
وفي عام 2024، سُجّلت أكثر من 32 ألف إصابة بالسعال الديكي، بينها حالة وفاة لرضيع في كاليفورنيا.
ويرجع الخبراء هذا التراجع إلى تصاعد الشكوك حول اللقاحات، لا سيما بعد تصريحات مثيرة للجدل من وزير الصحة الأمريكي روبرت إف. كينيدي جونيور، الذي شكّك مرارًا في مأمونية لقاحات الأطفال، بما في ذلك لقاحات الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد. كما شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في نسب "الإعفاءات غير الطبية" من التطعيم، والتي وصلت إلى 3.6% على المستوى الوطني، مقارنة بـ2% قبل عقد من الزمن.
الدكتور آدم راتنر، خبير الأمراض المعدية للأطفال في نيويورك، حذر قائلاً: "كلما استمرت معدلات التطعيم في التراجع، زادت مخاطر عودة أوبئة مشابهة لما شهدناه في تكساس".
وتواجه السلطات الصحية تحديًا مزدوجًا: استعادة ثقة الأهالي باللقاحات، ومعالجة التفاوت الجغرافي في معدلات التطعيم، حيث تسجل بعض المجتمعات نسب تغطية منخفضة لا تتجاوز 60%، رغم أن المتوسط الوطني يتخطى 90%.
ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه الجهود العالمية لتعويض تراجع التطعيم بسبب الجائحة محدودة؛ إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة التطعيم الكامل ضد الحصبة عالميًا بلغت 76% فقط بنهاية عام 2024، بعد أن هوت إلى 68% خلال الجائحة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز