الطيران منخفض التكلفة.. "طوق النجاة" لقطاع السفر
في الوقت الذي بدأ فيه قطاع السفر التعافي من تداعيات أزمة كورونا، اصطدم بالأزمة الأوكرانية الروسية التي قضت على آمال الانتعاش.
وفي هذا المشهد القاتم للقطاع، تبرز على الساحة شركات الطيران الأوروبية المنخفضة التكلفة، والتي تمثل "طوق النجاة" لقطاع تكبد المليارات خلال العامين الماضيين.
وقبيل الحرب الأوكرانية الروسية، عادت أسواق السفر الجوي للانفتاح أمام المسافرين، مسجلة بعض الأرقام المبهرة بعد معاناة مع قيود الإغلاق لمكافحة تفشي كورونا في العالم.
وسجلت الدول الأوروبية وشمال أمريكا ارتفاعاً في معدلات الحركة الدولية خلال السنة الماضية، وصل إلى 42% من أعلى معدلاتها في 2019.
وارتفع عدد أسواق السفر الجوي المفتوحة أمام المسافرين الحاصلين على اللقاح دون إجراءات الحجر الصحي أو متطلبات الفحص، في ظل ترحيب من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بتزايد الجهود تجاه إعادة فتح الحدود وتخفيف قيود السفر، مع تحول كوفيد-19 إلى مرضٍ متوطن، وفقا لـ"فوربس".
الطيران منخفض التكلفة
لكن هذه الصورة بدأت في التلاشي تدريجيا مع التبعات الاقتصادية التي خلفتها الحرب في أوكرانيا، وفي محاولة منها لوقف نزيف الخسائر، تطرح شركات الطيران الأوروبية المنخفضة التكلفة عروضاً جذابة لموسم الصيف، على الرغم من حالة الترقب الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والتضخم.
وعانت هذه الشركات بشكل كبير من الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19، ولم تحصد أرباحاً في عام 2021.
وتشير التوقعات إلى "فقدان من 20 إلى 25% من ركاب درجة الأعمال مقارنة بعام 2019، خصوصا بالنسبة للرحلات الطويلة"، الأمر الذي من شأنه إضعاف الشركات التقليدية.
وسرّ نجاح الطيران المنخفض التكلفة معروف: نوع واحد من الطائرات، ودرجة ركاب واحدة، أسعار تحفيزية وإمكانية إضافة العديد من الخدمات المدفوعة (مرونة الحجز، اختيار المقعد، شراء الطعام، اصطحاب الأمتعة حتى في المقصورة).
وأثبت هذا القطاع قدرته على الانتعاش: ففي عامي 2020 و2021، "تعافت الشركات المنخفضة التكلفة بشكل أسرع خلال الصيف من شركات النقل التقليدية، وعاد بعضها إلى مستويات 2019 منذ أغسطس/أب الماضي"، وفقًا لهيئة مراقبة حركة المرور "يوروكونترول" (Eurocontrol).
في فرنسا، مثلت هذه الشركات في عام 2021 "أقل بقليل من 40%من الرحلات" مقابل 35% في عام 2019، بحسب اتحاد المطارات الفرنسية.
ومع اقتراب موسم الذروة في يوليو/تموز وأغسطس/آب، تكشف الشركات عن طموحاتها.
مقاعد أكثر
ستطرح شركة "ترانسافيا فرانس"، وهي إحدى فروع مجموعة الخطوط الجوية الفرنسية الهولندية "اير فرانس-كا ال ام" هذا العام "مقاعد أكثر بنسبة 70% مقارنة بعام 2019"، وفق ما أكدت مديرتها التنفيذية ناتالي ستوبلر لوكالة فرانس برس. وسجّلت الشركة المنخفضة التكلفة ارتفاعاً "كبيراً جداً" في المبيعات منذ بداية العام.
وستشغّل ترانسافيا التي استحوذت على بعض الرحلات المحلية الفرنسية من شركتها الشقيقة "هوب"، هذا الصيف 61 طائرة مقارنة بـ38 قبل الأزمة لتأمين أكثر من 100 وجهة، من الأردن إلى الرأس الأخضر مروراً بالجزر اليونانية الشهيرة.
وتسود أجواء التفاؤل نفسها شركة "فولوتيا"، وهي شركة إسبانية تهدف إلى زيادة نشاطها "بنسبة 40% تقريبًا مقارنة بعام 2019" و"ما بين 9 و9,5 مليون مسافر في عام 2022، أي حوالى 32% أكثر من رقمها القياسي السابق في عام 2019".
وستكثّف شركة "فولينغ" التي حصلت على 18 توقيتا لتسيير رحلات تخلّت عنها شركة الخطوط الجوية الفرنسية في الجدول الزمني لمطار أورلي، برنامجها الصيفي بشكل كبيرمع 50 رحلة مباشرة، مقارنة بـ11 في عام 2019. وعلى صعيد أوروبا، ستستعيد قدراتها التي كانت في عام 2019.
وتنوي "راين أير"، أول شركة طيران في هذا المجال في أوروبا، تجاوز عدد الركاب الذين نقلتهم قبل الوباء بحلول آذار/مارس 2023 ، ونقل 165 مليون مسافر للسنة المالية 2022-2023، رغم الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
وأبلت الشركة الأيرلندية المنخفضة الكلفة بلاء حسناً: فقد اشترت 80% من وقودها مسبقا بسعر يقارب 65 دولارًا للبرميل - مقابل أكثر من 100 دولار حاليًا - وهكذا لن تتأثر حساباتها سوى بمقدار 50 مليون يورو خلال الـ أشهر الـ12 المقبلة.
وقد تضطر شركات أخرى إلى زيادة أسعارها أكثر. لكن يفترض الانتظار ما إذا كانت المبيعات ستتناسب مع نمو العرض.
50 سوقا
وقبل الأزمة الأوكرانية كانت سوق السفر تتأهب لنتائج إيجابية، بعد أن كشفت دراسة أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي حول قيود السفر في أكبر 50 سوقاً للسفر الجوي على مستوى العالم عن تزايد في معدلات الوصول المتاح للمسافرين الحاصلين على اللقاح.
تشكل الأسواق الخمسون، التي تعد الأكبر في السفر الجوي، 88% من إجمالي الطلب العالمي في 2019 بحسب قياس إيرادات الركاب لكل كيلومتر.
ارتفع عدد أسواق السفر الجوي المفتوحة إلى 25 سوقاً تمثل 38% من إجمالي الطلب العالمي لعام 2019 من 18 سوقاً تمثل 28% من الطلب العالمي لعام 2019 في منتصف فبراير.
وارتفع عدد الأسواق المفتوحة أمام المسافرين الحاصلين على اللقاح دون إجراءات الحجر الصحي إلى 38 سوقاً تمثل 65% من إجمالي الطلب العالمي لعام 2019 من 28 سوقاً تمثل 50% من الطلب العالمي لعام 2019 في منتصف فبراير/شباط.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز