نفوق عشرات من الجواميس بعد انخفاض المياه في الأهوار العراقية
تركيا بدأت في تخزين مياه نهر دجلة خلف سد إليسو الشهر الماضي، ويعاني العراق من انخفاض مستويات المياه في البحيرات والأنهار
نفقت عشرات من رؤوس الجاموس في منطقة الأهوار بجنوب شرق العراق، بسبب انخفاض منسوب المياه في المستنقعات، مما يهدد موارد الرزق للمقيمين في المنطقة منذ آلاف السنين.
- من الفيلة إلى البقر.. مصري يحول قرون الجاموس إلى تحف فنية
- لماذا تعترض تركيا على ضم الأهوار العراقية إلى لائحة اليونسكو؟
وتراجعت مستويات المياه في المستنقعات إلى الثلث من ذروة بلغت 1.35 متر.
وقال رعد حبيب، رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، إن ملوحة المياه ارتفعت إلى مثليها تقريبا، وهو أمر على القدر نفسه من خطورة انخفاض المياه.
ويمثل ذلك أحدث ضربة لجزء من البلاد عانى من الإهمال على مدار عقود.
وقال مدافعون عن البيئة ومسؤولون في قطاع الصحة إن أعدادا أكبر مهددة بالمرض مع انخفاض منسوب المياه.
وأطلق العراق حملة لوقف انتشار الأمراض، سيتم بموجبها تطعيم حوالي 30 ألف رأس جاموس ضد البروسيلا والتسمم المعوي والحمى القلاعية، وكلها تتسبب في نفوق الجاموس.
وأضاف حبيب: "هذه الأضرار لا بد للدولة أن تجد لها حلا، من توفير إطلاقات مائية من خلال الاتفاق مع الدول المتشاطئة، ومنع التجاوزات، فهناك تجاوزات كبيرة تحصل على عمود نهر الفرات منها تجاوزات غير مرخصة مثل بحيرات الأسماك والزراعة، على الرغم من أن الدولة منعت الزراعة ولكن بعض المواطنين يصرون على الزراعة".
ويعيش عرب الأهوار وسط أرض رطبة منبسطة ينبت فيها العشب قرب الحدود مع إيران، وأدرجت منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) قبل عامين الأهوار على قائمتها لمواقع التراث العالمي.
ويستخدم السكان قوارب خشبية مزودة بمحركات لعبور الممرات المائية، وأبقتهم طريقة حياتهم وبعدهم عن المدن العراقية على هامش المجتمع.
ويرجع نقص المياه في جانب منه إلى تراجع أولوية الزراعة لدى الحكومة المركزية وعقود من سوء إدارة الموارد المائية، ولعب الفساد والتغيرات المناخية دورا كذلك، وكان الأثر مدمرا على الكثيرين.
وقال أحمد صباح، الذي يمتلك قطيعا من 500 رأس من الجاموس: "المياه شحت وتوقفت الزوارق عن المجيء للمنطقة، وبدأت الماشية تضعف وتفقد وزنها ثم تنفق ولم تجدِ معها الأدوية نفعا".
وأضاف أنهم عادة ما يذبحون الماشية قبل نفوقها أو يضطرون لحرقها بعد نفوقها، وأشار إلى أنه فقد عددا كبيرا من الرؤوس.
وانزعج العراق عندما بدأت تركيا في تخزين مياه نهر دجلة خلف سد إليسو الشهر الماضي، ويعاني البلد بالفعل من جفاف قلص مستويات المياه في البحيرات والأنهار، وتحمل بغداد تركيا معظم المسؤولية.
والأهوار التي يغذيها بالمياه نهرا دجلة والفرات منطقة شاسعة للصيد على الخليج، وموطن لأنواع مختلفة من الطيور المحلية والمهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز