صقورنا المخلصون كانوا في اليمن دعاة سلام وجنوداً متفانين في تقديم الخدمات الإنسانية في كل موقع من مواقعهم على امتداد أرض اليمن الشقيق
هي عبارة قد تبدو للملاحظة الأولى متناقضة الإشارة إلى حزم الصقر وبطشه في الافتراس والهجوم، مقابل الدعوة إلى السلام والسلم، بينما هي في حقيقة الأمر ميزة إماراتية أصيلة في الجينات المتوارثة بيننا عن آبائنا المؤسسين وأجدادنا المكافحين بثبات في صد كل عدوان عبر تاريخ منطقتنا التي كانت مسرحا للأطماع العالمية بخير بحرنا وبرنا.
الاحتفاء بالصقور المخلصين، تأكيد وطني جامع على الاستعداد الدائم لأمرين اثنين: أن نكون حمام سلام ودعاة خير ووئام وتسامح وانفتاح كما عهدتنا البشرية جمعاء منذ قيام اتحادنا الذي اتسع لكل شقيق وصديق وزائر، واحتضن أكثر من 200 جنسية على أرضه
ففي حقيقة الأمر، اعتاد العالم تقسيم الساسة والسياسات بين صقور متشددين وحمائم متسامحين، أما في سياستنا الإماراتية التي تشربنا مفرداتها بوعي منذ اللبنة الأولى التي وضعها الآباء المؤسسون لصرح اتحادنا العظيم، سياستنا المتفردة بالحزم العاصف في سبيل إحقاق الحق ورد المعتدين واستعادة الشرعية وإعلاء صوت السلام والعدالة، في سياستنا الإماراتية لا وجود لحمائم سلام بلا سلاح، ولا وجود لصقور بدون حكمة وحق وعدالة.
هكذا تعلمنا من الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو القائل: "الأقوياء في العالم هم المسؤولون عن العدالة، لأن الله منحهم قوة تفوق قوة البشر"، وعملا بهذه الوصية كانت قواتنا المسلحة وقوتنا الضاربة في مقدمة صفوف التحالف العربي في عاصفة الحزم وإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق، وكانت فاتحة تضحياتها البطولية استشهاد 52 جنديا إماراتيا في معسكر صافر بمأرب بعد تعرضه لقصف صاروخي حوثي، وما تلاها من بطولات سطرها أسود القوات المسلحة الإماراتية في كل ساحات المعارك، مكللين بالنصر أو الشهادة، معبرين في تلاحمهم وثباتهم في أرض المعركة عن وحدة شعبنا من أقصى شمال الإمارات حتى غرب الغويفات.
صقورنا المخلصون كانوا في اليمن دعاة سلام وجنوداً متفانين في تقديم الخدمات الإنسانية في كل موقع من مواقعهم على امتداد أرض اليمن الشقيق، وإذ تحتفي الإمارات اليوم بهم وبمشاركتهم في المهمة الوطنية والإنسانية ضمن التحالف العربي باليمن مع انطلاق عملية عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار 2015 إنما تحتفي بمآثرهم وأثرهم في نفس كل يمني وطني شريف حر، وتؤكد تعهدها الأصيل بالدفاع عن الحق والعدالة الإنسانية، وتقديم العون لكل محتاج، في كل بقاع الأرض.
كما يعني الاحتفاء بالصقور المخلصين تأكيداً وطنياً جامعاً على الاستعداد الدائم لأمرين اثنين: أن نكون حمام سلام ودعاة خير ووئام وتسامح وانفتاح كما عهدتنا البشرية جمعاء منذ قيام اتحادنا الذي اتسع لكل شقيق وصديق وزائر، واحتضن أكثر من 200 جنسية على أرضه، متيحاً لأتباعها حرية الفكر والاعتقاد والتعبير الثقافي والديني، أما الأمر الثاني فهو أن نكون عصاةً على كل معتدٍ آثم، رأس حربةٍ في التصدي لمشاريعه العدوانية الغاشمة، نتحالف ضده ونتآلف، متكلين على الله، مخلصين في حبنا للوطن، منشدين: "رمز العروبة كلنا نفديكِ، بالدما نرويكِ، نفديكَ بالأرواح يا وطن".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة