من الحديقة إلى المنتخب.. الأخوان هيرنانديز يصنعان الحدث في فرنسا
يبدوان كتوأم رغم أن الفارق بينهما يبلغ نحو 18 شهرا، هذا هو الانطباع الأول الذي ستحصل عليه عند النظر إلى صورة الشقيقين لوكاس وثيو هيرنانديز معا.
ويشهد المعسكر الحالي لمنتخب فرنسا وجود كل من لوكاس هيرنانديز (25 عاما) وشقيقه الأصغر ثيو (24 عاما)، وذلك لأول مرة في مسيرتهما.
وكان ثيو هرنانديز، لاعب ميلان الإيطالي، ظهر لأول مرة مع منتخب فرنسا في فترة التوقف الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي، في غياب شقيقه لوكاس، نجم بايرن ميونخ الألماني، بداعي الإصابة.
عودة للأصل
ثيو ولوكاس هما نجلا لاعب كرة القدم الفرنسي من أصول إسبانية جان فرانسوا هيرنانديز، وسبق له تمثيل عدة أندية في البلدين، أبرزها أتلتيكو مدريد وأولمبيك مارسيليا.
وولد لوكاس وثيو في مارسيليا عامي 1995 و1997، حين كان والدهما لاعبا هناك، وانتقلا معه إلى إسبانيا في طفولتهما المبكرة بعد انضمامه إلى أتلتيكو مدريد.
وكما ورث ثيو ولوكاس الأصول الإسبانية من والدهما، ورثا منه أيضا الشغف بكرة القدم، وكانا يحبان ممارستها سويا في حديقة المنزل.
عانى الشقيقان من أزمات نفسية حادة في طفولتهما بسبب المشاكل المستعصية بين والديهما، وكانت "الساحرة المستديرة" هي الملجأ للهروب من هذا الجو الخانق، خاصة بعدما رحل والدهما تاركا المنزل وهما في سن صغيرة.
على خطى الوالد
رغم انقطاع علاقتهما به، سار ثيو ولوكاس على خطى والدهما وشرعا في احتراف كرة القدم، كما لعبا أيضا في الدفاع مثله، حيث يجيد الأخ الأكبر اللعب كقلب دفاع أو ظهير، فيما يلعب شقيقه كظهير أيسر.
بدأ لوكاس وثيو إلى أكاديمية رايو ماخاداهوندا، أحد أندية العاصمة مدريد، ثم استمرا في تتبع خطى والدهما والتحقا بناشئي أتلتيكو بعدما جذبا انتباه كشافي "الروخيبلانكوس".
بعد تطورهما في الأكاديمية نجح لوكاس في الوصول إلى الفريق الأول، فيما خرج ثيو معارا إلى ديبورتيفو ألافيس، وفي عام 2018 افترق الشقيقان لأول مرة، بعدما انتقل الأخ الأصغر إلى الغريم ريال مدريد مقابل 24 مليون يورو.
المنتخب يجمع شمل الشقيقين
رغم أنهما قضيا أغلب عمرهما في إسبانيا، فإن كلا من لوكا وثيو هيرنانديز فضلا تمثيل منتخب فرنسا بداية من مراحل الناشئين والشباب وصولا إلى المنتخب الأول.
وانضم لوكاس هيرنانديز إلى منتخب فرنسا تحت 16 عاما في 2012، وتدرج في الفئات السنية حتى تم استدعاؤه إلى قائمة "الديوك" في مارس/آذار 2018، كما شارك مع الفريق الفائز بلقب كأس العالم في ذلك العام.
فيما بدأ ثيو مشواره الدولي مع منتخب فرنسا تحت 18 عاما في 2015، ثم قرر المدرب ديدييه ديشامب منحه فرصة تمثيل المنتخب الأول في الفوز (2-0) على فنلندا في تصفيات مونديال 2022 الشهر الماضي.
واحتفل ثيو هيرنانديز بعيد ميلاده الـ24 بأفضل طريقة ممكنة، حيث جلس لاعب ميلان جنبا إلى جنب مع شقيقه في مؤتمر صحفي (الأربعاء) قبل مواجهة بلجيكا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية.
وقال لوكاس: "من دواعي سروري أن أكون هنا مع شقيقي، هذه لحظة لم أكن أتخيلها ولم أحلم بها حتى، إنها حالة استثنائية لا تصدق وأسعدت كل أفراد أسرتنا".
وأضاف: "علينا الآن أن نعمل حتى نثبت جدارتنا بهذا الشرف، سيساعد كل منا الآخر لكي نلعب معا في التشكيلة الأساسية".
وأتم: "كنت حزينا عندما قرأت قائمة المنتخب ولم أجد شقيقي ثيو بين المدافعين، ولكنني تهللت فرحا عندما وجدته مكتوبا ضمن لاعبي الوسط، فاتصلت به وهنأته".
وكان ديشامب اعتمد على ثيو في مركز لاعب وسط على الجانب الأيسر في مواجهة فنلندا، ومن المتوقع أن يستمر الاعتماد عليه في نفس المركز مع المنتخب، وهو ما يعزز إمكانية مشاركته أساسيا مع شقيقه.
وعن هذا الأمر قال ديشامب إن ثيو "ليس مدافعا أو مهاجما، لذا وضعته مع لاعبي الوسط".
وفي حال شارك لوكاس وثيو سويا ستكون هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها شقيقان بشكل أساسي لمنتخب فرنسا منذ هيرفي وباتريك ريفيلي أمام رومانيا في مارس/ آذار 1974.
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA=
جزيرة ام اند امز