رئة عمرها 108 أعوام تكشف أصل فيروس الحصبة
هذه الرئة التي يزيد عمرها على أكثر من 100 عام قادت العلماء إلى تتبع أصل فيروس الحصبة منذ القرن السادس قبل الميلاد
في عام 1912 توفي طفل عمره عامين بمرض الحصبة وحُفِظت رئته في مادة الفورمالين بمتحف برلين للتاريخ الطبي، وكان لهذه الرئة دور في كشف علمي جديد.
قادت هذه الرئة التي يزيد عمرها على أكثر من 100 عام العلماء إلى تتبع أصل فيروس الحصبة منذ القرن السادس قبل الميلاد.
وظلت رئة الطفل محفوظة لسنوات في الطابق السفلي لمتحف برلين للتاريخ الطبي في ألمانيا، إلى جانب مجموعة من العينات التشريحية، التي بدأ الطبيب الشهير رودولف فيرشو، الملقب بـ"أبو علم الأمراض"، في جمعها حتى وفاته عام 1902.
وعن طريق الصدفة عثر عالم الفيروسات سيباستيان كالفيجناك سبنسر من معهد روبرت كوخ الألماني وفريقه البحثي على هذه الرئة عندما كانوا في رحلة للبحث عن مسببات الأمراض التنفسية المحفوظة جيداً بالمتحف.
واستخرج الفريق عينات من الفيروس من أنسجة الرئة التي يبلغ عمرها 108 أعوام، واستخدم المادة الوراثية (أقدم جينوم الحصبة المتسلسل على الإطلاق) من أجل معرفة المزيد عن أصول العامل الممرض.
ويقدر العلماء أنَّ الحصبة ربما تكون قد تباعدت عن أقرب مماثل معروف لها وهو فيروس الماشية في وقت مبكر من عام 528 قبل الميلاد، وفق الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس"، الخميس.
وقال سبنسر إنَّ التقدير الجديد يشير إلى أنَّ الفيروس قد يكون أقدم من أي تقدير سابق بأكثر من 1000 عام.
وتوقعت دراسات سابقة أن الحصبة وفيروس الماشية المنقرض (الطاعون البقري) انقسمت عن أحدث أسلافها المشتركة بين القرنين الـ11 والـ12، بحسب تقرير عام 2011 في مجلة Molecular Biology and Evolution .