فيروز تستقبل ماكرون.. ترحيب شديد وسط موجة من الانتقادات
استطاعت فيروز خلال مسيرتها الفنية أن تسكن القلوب بأعمالها الغنائية الرائعة وأن تحظى باحترام السياسيين والملوك والأمراء
عندما يمتلك الفنان الموهبة والإحساس يدخل قلوب الجماهير دون استئذان، بل ويتمدد داخل أرواحهم، فالفن هو القوة الناعمة التي تؤثر في الإنسان، والبوصلة التي تصحح مسار المشاعر.
وتضم الساحة الفنية العربية مجموعة قليلة من النجوم المؤثرين، الذين منحهم الله موهبة خالصة، وعقل شديد الذكاء متعدد الاتجاهات، وفي مقدمة هولاء تقف المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، التي يرى محبوها صوتها هبة من السماء.
استطاعت فيروز أن تسكن القلوب بأعمالها الغنائية الرائعة، وأن تحظى باحترام السياسيين والملوك والأمراء.
وفي الساعات الماضية تصدر اسم فيروز محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لها بمنزلها في أنطلياس.
اختلفت ردود الفعل حول الزيارة المرتقبة، إذ راح فريق من الناس ينتقد الاحتفاء بالحدث كون اللقاء يأتي في توقيت غير ملائم بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي خلف الدمار والخراب، فيما راح فريق آخر من الناس يشيد بقيمة فيروز وصوتها المؤثر الذى هزم السياسيين.
الميلاد
ولدت نهاد رزق وديع، الشهيرة باسم فيروز، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، في منزل مكون من غرفة واحدة، أحبت الطفلة الصغيرة الغناء لكن أسرتها لم تسطع شراء جهاز راديو لها، لذا كانت تقف أمام بيوت الجيران كي تسمع أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب.
في عام 1946 اكتشفها الموسيقي محمد فليفل ورشحها للغناء في حفل مدرسي. في البداية رفض والدها الغناء أمام العامة، لكن فليفل أقنعه بأنها ستقدم أعمالا رائعة تنال احترام الجميع.
مرت الأيام والسنوات واقتنع الأب بفكرة احتراف ابنته، وبدأت فيروز رحلة الشهرة عام 1952 عندما تعاونت مع منصور الرحباني، الذي تزوجته فيما بعد.
ومن المحلية انطلقت فيروز إلى العالمية عام 1970، وأثمر تعاونها مع الأخوين رحباني وشقيهمها الأصغر إلياس عن مئات الأغنيات الرائعة التي جمعت بين جمال المعنى وعذوبة الألحان.
ويضم الأرشيف الفني لفيروز أغنيات وطنية كثيرة، حيث كانت ترى أن الفنان الحقيقي يجب أن يتوحد مع محنة شعبه، ومن أهم تلك الأغنيات "أنا لا أنساك فلسطين، وطني، القدس العتيقة، بحبك يا لبنان، سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة، من قلبي سلام لبيروت".
فيروز وعلاقتها بالإعلام
تدرك فيروز جيدا قيمة وتأثير الإعلام على فنانة كبيرة بحجمها وقدرها، لذا فضلت منذ سنوات طويلة عدم الحديث لوسائل الإعلام بكل أنواعها، واختارت أن يكون إنتاجها الفني هو الخيط الذي يربط بينها والجمهور.