ست سنوات بعد الحريق.. ماكرون يكرم بناة «نوتردام دو باريس»

يكرّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،، نحو مائة من الحرفيين والمقاولين ومديري البناء الذين ساهموا بإعادة إعمار كاتدرائية نوتردام دو باريس.
وذلك في قصر الإليزيه، بمناسبة مرور ست سنوات بالضبط على الحريق المدمّر الذي التهم جزءًا كبيرًا من هذا المعلم التاريخي في 15 أبريل 2019.
ووفقًا لما أعلنه قصر الإليزيه، سيُمنح عدد من هؤلاء الأبطال المجهولين وسام "فارس" في جوقة الشرف، وهو أعلى تكريم رسمي في الجمهورية الفرنسية، وذلك "تقديرًا لتفانيهم الاستثنائي ومهارتهم الفائقة" في مهمة وُصفت منذ البداية بأنها "ترميم للذاكرة الوطنية".
الحريق الذي اندلع في قلب العاصمة الفرنسية منذ ست سنوات، هزّ العالم، وأثار موجة من الحزن والتضامن الدولي. وقد التزم الرئيس ماكرون حينها بإعادة بناء الكاتدرائية في غضون خمس سنوات، وهو وعد بات في مراحله الأخيرة مع اقتراب موعد إعادة افتتاح الكاتدرائية المقرر في ديسمبر 2024.
مشروع إعادة الإعمار الذي تطلّب دقة علمية وحرفية نادرة، شارك فيه مئات من النحاتين والنجارين والمهندسين المتخصصين، إضافة إلى استخدام مواد أصلية وتقنيات تقليدية للحفاظ على روح البناء القوطي الذي تعود أصوله للقرن الثاني عشر. وتمّ العمل تحت إشراف هيئة "ريبيلي نوتردام"، التي أنشأتها الدولة خصيصًا لهذا الغرض.
ويؤكد قصر الإليزيه أن هذا التكريم ليس مجرد احتفال، بل هو اعتراف وطني بمساهمة هؤلاء في إنقاذ "جزء من روح فرنسا". ومن المتوقع أن يحضر الحفل عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، وسط تغطية إعلامية واسعة.
وبينما تستعيد نوتردام ملامحها شيئًا فشيئًا، يكتشف الفرنسيون مجددًا مدى ارتباطهم بتاريخهم المشترك، وقوة التضامن التي وحدت الجميع حول رمز معماري تجاوز الزمان والجغرافيا.