في مناظرة الأربعاء الفارقة.. من سيلقى نصيب ساركوزي؟
آخر مناظرة تلفزيونية قبل 4 أيام من التصويت بين ماكرون ولوبان قد تحسم من هو رئيس فرنسا مثلما فعلت المناظرة بين رويال وساركوزي
قد لا ينتظر الجمهور الفرنسي حتى الأحد المقبل لمعرفة الفائز في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، إذا ما نجحت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين الشرسين مساء الأربعاء في حسم آراء غالبية المرشحين التي ستكشفها استطلاعات الرأي قبل فتح مراكز الاقتراع.
فأنظار الفرنسيين ومعها العالم تتجه إلى المناظرة التلفزيونية الأخيرة التي ستجمع الليبرالي الرأسمالي إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتشدد مارين لوبان على أكبر القنوات الفرنسية.
وسيطل المرشحان على شاشتي قناة "فرانس2" وقناة "تي أف 1"، ولمدة 3 ساعات مدة المناظرة المتوقع أن يشاهدها نحو 15 مليون فرنسي.
ومناظرة الأربعاء تم الإعداد لها بعناية فائقة، حتى في اختيار الصحفيين اللذين سيديرانها وفي ظروف إخراجها وفق ما ذكرته إذاعة مونت كارلو الفرنسية.
وهذا الاهتمام الشديد مصدره رهان البعض على أن هذا اللقاء التلفزيوني قد يكرر سابقة تاريخية كان للمناظرة كلمة الفصل والحسم فيها حين جمعت بين سيكولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي ونيكولا ساركوزي عن اليمين التقليدي.
وحينها ربح نيكولا ساركوزي الانتخابات الرئاسية عندما انتصر تلفزيونيا على منافسته سيكولين رويال، وأظهر تفوقه الإعلامي والسياسي، وهو ما أكد عليه الناخبون في صناديق التصويت.
وحتى الآن فإن استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق ماكرون على لوبان بأكثر من 20 نقطة، ولكن قد تنسف المناظرة هذه النتيجة إذا ما نجحت لوبان في إظهار مهارات مميزة في العرض والتأثير.
ويتخوف الرئيس فرانسوا هولاند وحكومته والعديد من المنظمات المدنية من حدوث مفاجأة وصعود لوبان.
ولم يتحرج هولاند من الإعلان صراحة في مناسبات عدة عن دعمه لماكرون، بل ودعا حكومته لبذل كل ما في وسعها لمنع لوبان من الصعود والفوز في الجولة الثانية.
وتزيد من مخاوف الجبهة المناصرة لماكرون المفاجأة التي دوت في العالم حين توقعت معظم وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي فوز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي، ولكن جاءت النتيجة المدهشة بفوز رجل الأعمال دونالد ترامب الذي يشبه لوبان في معاداته للعولمة وسياسة فتح الحدود أمام المهاجرين.
والمواجهة بين لوبان وماكرون هي مواجهة بين أيقونتين ورمزين.
فلوبان تتهم ماكرون بأنه مقاول بلا هوية، وناطق باسم مصالح العولمة، وتقدم نفسها على أساس أن تدافع عن المهمشين وضحايا هذه العولمة المتوحشة.
بينما ماكرون يتهم لوبان بأنها تجسد حركة مناوئة لمصالح فرنسا، ومهووسة بالانعزالية والتقوقع على الذات، بحسب "مونت كارلو".
وفي العموم، يمثل ماكرون صورة فرنسا التي تستقبل الهجرات وتدعم العولمة والتكتل الدولي، فيما تمثل لوبان فرنسا صاحبة المشروع الوطني الخاص بها والتي تسعي لحماية هويتها وحدودها.
ومن المنتظر أن تتقد المنافسة بين القطبين الرئاسيين اللذين يمثلان طفرة في المناخ السياسي الفرنسي؛ لشدة تنافرهما في بعض القضايا المصيرية، خاصة ما يتعلق بالموقف من العولمة وسياسة فتح الحدود، واستقبال المهاجرين، ووسائل ردع الإرهاب، ومستقبل فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
ويستعرضا برنامجيهما من خلال أسئلة يطرحها مديرا المناظرة، مستثيرين حماسة المرشحين لإخراج ما في جعبتيهما من قدرات ونوايا وتصريحات يسمعها الفرنسيون وتتناقلها الصحف.
ويتبع الإعلام الفرنسي تنظيم المناظرات بين المرشحين للرئاسة منذ 1974 حينما تناظر المرشحان آنذاك فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران، وانتهت بهزيمة الأخير، وانتصاره على ذات المنافس في الدورة التي تلتها عام 1981.