حمّى "الأخبار المزيفة" تنتقل من أمريكا إلى فرنسا
الاتحاد الأوروبي للصحفيين يقول إن قانون "محاربة الأخبار المزيفة" الذي يرغب ماكرون في تمريره "يخنق الحرية"
وجه الاتحاد الأوروبي للصحفيين انتقادات لقانون حول "محاربة الأخبار المزيفة" يرغب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتمريره، واصفا إياه بأنه "ينتهك" الحقوق الأساسية التي تكفلها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ومنها حرية التعبير.
- ميركل تستهل حملة الولاية الرابعة بالتحذير من مواقع "التواصل"
- "الأخبار المزيفة".. ترامب ليس وحده من يرددها
ورأى ريكاردو جوتييريز، الأمين العام للاتحاد، في مقابلة مع النسخة الفرنسية لوكالة"سبوتنيك" الروسية، أن هذا القانون سيأتي بتأثير عكسي لأنه سيزيد من تلك الأخبار.
وبرر ذلك بأن القانون "يستحيل تطبيقه، فضلا عن كونه غير عملي".
وأشد ما يعارضه اتحاد الصحفيين هي الضوابط الجديدة التي ستطبق على العمل الصحفي؛ حيث قال جوتييريز إن "هذا القانون ينتهك الحقوق الأساسية التي تكفلها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تتناولها المادة 10، حرية التعبير، فلذلك يبدو لنا هذا التدبير غير متناسب".
كما انتقد عرض الأمر على القضاء، معتبرا أنه من الصعب على القضاة التحقق مما إذا كان الخبر مزيفا أو صحيحا، خاصة أن الصحفي يدافع عن مصادره أحيانا برفض الكشف عن أسمائها.
واعتبر أن السلطات الفرنسية اختارت "طريقا قمعيا"؛ لأنه قانون "يخنق الحرية"، خاصة أن القانون يتضمن حذف الأخبار المزيفة.
ورفض مبررات واضعي القانون بأن الأخبار المزيفة تضلل الرأي العام، خاصة في وقت الانتخابات، قائلا إن الأخبار المزيفة لها "تأثير نسبي جدا على الحملات الانتخابية".
وكان ماكرون قال مطلع يناير/كانون ثان الجاري، إنه سيُصدر تشريعا جديدا لمكافحة الأخبار المزيفة خلال الانتخابات.
وبموجب القانون الجديد سيتعين على وسائل الإعلام أن تكشف عن مصادر تمويل محتوياتها، ويعطي سلطات الدولة الحق في إزالة المحتوى المزيف وحجب المواقع الإلكترونية، كما يمكن إحالة قضايا نشر الأخبار المزيفة خلال الحملات الانتخابية إلى القضاء، ويضع عقوبات تصل إلى حذف المحتوى أو حجب المواقع أو إغلاق الحسابات.
وبرر ذلك بأنه "إذا أردنا حماية الديمقراطية الليبرالية فيجب أن نكون أقوياء ولدينا قواعد واضحة".
وحذر ماكرون بشكل خاص من وسائل الإعلام الأجنبية.
وسبقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي بتحذيرها من وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدول الأجنبية، وكذلك من انتشار الأخبار المزيفة خلال الانتخابات.
وقالت ميركل في خطاب أمام البرلمان في نهاية عام 2016 حين كانت تستعد لإطلاق حملتها الانتخابية، إن بعض مواقع الإنترنت باتت تتلاعب بالرأي العام؛ ما جعل النقاش السياسي يمر بظروف غير مسبوقة، والآراء السياسية تتشكل بطرق جديدة على يد "مستخدمين وهميين ومتنمرين".
وترامب من أوائل الحكام في الغرب الذين يستخدمون بكثرة مصطلح "الأخبار المزيفة"، ويحدد وسائل إعلام بعينها يتهمها بالكذب وتضليل الرأي العام.
وخصص ترامب جائزة للأخبار المزيفة، لكشف مَن يراهم يسهمون في تضليل الرأي العام.
وفي تغريدات نشرها الخميس على حسابه بـ"تويتر" أعلن أن الفائزين بالجائزة الساخرة كل من بول كروجمان الحاصل على نوبل في الاقتصاد وكاتب عمود في صحيفة "نيويورك تايمز" والداعم للحزب الديمقراطي، والصحفي براين روس الذي كان يعمل في قناة "إيه بي سي نيوز"، وقناة سي إن إن، ومجلة "تايم"، وديف ويجل مراسل "واشنطن بوست"، وآخرين.
وعزز ترامب اختياراته تلك بنشر أمثلة لتقارير لهؤلاء ثبت عدم صحتها حسبما أورده.