جيش مادورو تحت المجهر.. «نمر على ورق» واقع هش
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة ونظام نيكولاس مادورو، تتصاعد التحذيرات من هشاشة المؤسسة العسكرية الفنزويلية، رغم ما يبدو أنه قوة كبيرة على الورق.
ويرى خبراء عسكريون ودبلوماسيون أن أي ضربة جوية أمريكية مركّزة ستجد مقاومة محدودة، لكن أي عملية برية واسعة ستكون تحديًا بالغ التعقيد في بلد تبلغ مساحته ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا، بحسب موقع شبكة "فوكس نيوز".
ويصف الدبلوماسي الفنزويلي السابق إسياس ميدينا، الذي انشق عن حكومة مادورو وندد بها أمام المحكمة الجنائية الدولية، فنزويلا بأنها "قلعة مبنية على الرمال" تديرها شبكات جريمة منظمة مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.
ويرى أن أي تدخل أمريكي محتمل سيكون أقرب إلى "تفكيك عصابة إرهابية استقرت بجوار الولايات المتحدة" منه إلى "غزو دولة"، محذرًا في الوقت نفسه من أن الكثافة السكانية المدنية - التي هي بدورها ضحية للنظام - تفرض ضرورة تبني أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أهداف لا يمكن ضربها بدقة.
وتنفي السلطات فنزويلا أي ارتباطات بالعصابات المخدرات، كما تتهم الولايات المتحدة باختلاق ذرائع لمهاجمة البلاد.
«جيش مثقل بالفساد»

رغم امتلاك الجيش الفنزويلي معدات تبدو متطورة، يؤكد ميدينا أن أغلبها يعاني من الإهمال ونقص الصيانة. كما أن المؤسسة العسكرية تعاني تضخمًا هائلاً في أعداد الجنرالات - معيّنين سياسيًا - يفصلهم واقعياً عن نحو 100 ألف جندي في الرتب الدنيا، كثير منهم قد يتخلون عن مواقعهم عند أول ضغط حقيقي.
ويوافق الأدميرال الأمريكي المتقاعد مارك مونتغومري على هذا التقييم، مشيرًا إلى أن أبرز ما يمكن أن يهدد القوات الأمريكية هو القدرات الجوية-البحرية الفنزويلية المحدودة، مثل بعض المقاتلات، وعدد قليل من السفن، ومنظومات دفاع جوي روسية الصنع.
لكنه يؤكد أن الولايات المتحدة تستطيع تحييد هذه التهديدات خلال يوم أو يومين فقط من بدء حملة عسكرية.
ويضيف مونتغومري أن أي خطة أمريكية لضرب البنية التحتية المرتبطة بتجارة المخدرات ستبدأ بـ"ضربات متزامنة" على المطارات والطائرات وأنظمة الدفاع الجوي لضمان عدم قدرتها على الرد. وعند سؤاله عما إذا كانت فنزويلا قادرة على الرد بعد مثل هذه الضربات، قال بوضوح: "ليس ضد حملة جوية. لا."
البرّ هو التحدي الحقيقي
ورغم سهولة التفوق الجوي، فإن تنفيذ عملية برية سيكون أمرًا مختلفًا تمامًا. فبحسب مونتغومري، يضم الجيش الفنزويلي ما بين 65 و70 ألف جندي محترف، كثير منهم ليسوا مؤهلين لخوض معارك حقيقية. كما يمتلك مادورو مليشيات موالية تعتمد دوافعها على الولاء السياسي.
لكن الجغرافيا الواسعة والتضاريس المعقدة وعدد السكان - الذي يتراوح بين 35 و40 مليونًا - يجعل أي عمل بري سيناريو كارثيًا يمكن أن يتطور إلى حرب عصابات طويلة. ويقول مونتغومري بصراحة: "اليوم، لا أُقدِم على هذا. ولا أوصي به".
محور فنزويلا إيران
وتستمر كاراكاس في تعميق علاقاتها مع إيران وروسيا والصين، ما يزيد قلق المسؤولين الأمريكيين الذين يرون أن هذه الشراكات تعزز ما تقول إنه "استبداد داخلي" وتوسع نفوذ القوى المناهضة لواشنطن في المنطقة.
ويشير خورخي خرايساتي، رئيس "مجموعة الشمول الاقتصادي"، إلى أن 20 في المئة فقط من الفنزويليين يؤيدون النظام، محذرًا من أن تجاهل إرادة الشعب مستمر منذ أكثر من عقد. ويضيف أن فنزويلا تسير في خط موازٍ مع "أنظمة مناهضة للغرب تقوض استقرار المنطقة بأكملها."
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg
جزيرة ام اند امز