مجلة "أمكنة" تستأنف الصدور بعد سنوات من التوقف
العدد يرصد من خلال المقالات والحوارات والصور الفوتوغرافية الظواهر المشتركة التي صاحبت مجموعة من التجارب الإنسانية.
تستأنف مجلة "أمكنة" الأسبوع المقبل الصدور في مصر بعد سنوات من التوقف لأسباب تمويلية وأخرى مرتبطة بالبحث عن أفكار جديدة للمحتوى.
والمجلة التي تعنى بثقافة المكان مبادرة مستقلة تأسست في الإسكندرية وصدرت في العام 2000، وأشرف على إصدارها الشاعر والروائي علاء خالد، ونالت اهتماما كبيرا عربيا وعالميا.
وقال رئيس تحرير المجلة: "يدور العدد الجديد، وهو الـ12، حول فكرة "الحيوات البديلة"، ويحتوي على 33 مقالا وحوارا ترصد جميعها تجارب حياتية مختلفة، ربما تنم عن وعي جديد ينمو في مصر وفي العالم من قبل بطرق مختلفة في تلك الفترة القلقة من حياتنا على كوننا الصغير هذا، أو الذي أصبح صغيرا ومتداخلا بكل ما في هذا التداخل من حميمية وقسوة وعنصرية وخوف وتسامح".
تعتمد "أمكنة" صيغة المقال الأدبي في سردها لخبرات شخصية، وتجارب إنسانية، مرّ بها كتّاب المقالات، أو عايشوها، أو ربما نقلوها عن آخرين.
ورغم أنها تركز بشكل أساسي على ثقافة المكان إلا أنها من خلال التجارب التي تنقلها تقوم برصد لجميع الجوانب الحياتية داخل مكان محدد، وفي فترة محددة.
وأضاف علاء خالد: "يتتبع العدد مسيرة جماعات وأفراد اتخذوا طرقا مختلفة للعيش والإنتاج، بعيدا عن أنماط الاستهلاك التقليدية، التي أوصلتنا لحائط سد، وبدأت تؤسس لنواة مجتمعات جديدة بالمعنى العددي، وبمعنى الفرد، الذي يقوم بدور المجتمع في نفسه، ويأخذ مسافة عن ما حوله ويغير نمط حياته، إنتاجه، بنائه، وبالتالي يغير من طريقة نظرته للحياة".
ويشير خالد إلى أن أغلب التجارب التي يتتبعها العدد لها علاقة بالتحولات العميقة التي تجري في العالم، من نشوء شكل حياة جديد، سائل وهائم، ليس له مركز واحد للسلطة أو المعرفة، وتصاحبه حالة من عدم يقين عالمية بكل شيء.
علاء خالد شاعر وروائي من مواليد الإسكندرية في 1 يناير/كانون الثاني 1960، وهو أحد أبرز شعراء قصيدة النثر في مصر، وصدرت له 6 دواوين شعرية أخرى، و3 كتب نثرية، روايتان.
ويرصد العدد من خلال المقالات والحوارات، والصور الفوتوغرافية، الظواهر المشتركة التي صاحبت هذه التجارب، ومنها مجموعة من السلوكيات الحياتية الجديدة، والاهتمامات الروحية المنفتحة على كل الثقافات، واحترام البيئة، والاقتراب من الطبيعة، والتماس مع الحياة الزاهدة، والثقة في الأساطير الشعبية، وغيرها، من الأشياء التي كادت أن تنسى وسط تراكمات رموز الاستهلاك التقليدية.
وحسب رئيس تحرير المجلة "يحمل العدد روح تجارب إنسانية، حدثت بالفعل خلال العقد الماضي، أو لا تزال تحدث، وليس فقط روح نص أدبي متخيل، أو تجارب لم تحدث، لذا فمثالية هذه التجارب فاعلة ومتحركة ومرنة وقابلة للتشكل والنقض، ولها جوهر نشط، لأنها لا تملك تصورا كاملا عن المستقبل الذي يتحرك داخل هذه التجارب ولا يزال يتشكل، وهو جزء من أي أمل بالاستمرار".
وتقع النصوص والحوارات والمقالات في نقطة متوسطة بين الحياة والنص، أو كما يصفها خالد "أدبية مرتجلة"، ليس لها مثل أعلى سابق، أو نموذج لغوي سابق، سوى نتاج ومعطيات التجربة التي تقوم بها، وأغلبها تجارب ترتبط بالعمل اليدوي، كالزراعة أو التجارة، أو بطرق تعليم مختلفة، أو بطرق معيشة مختلفة، إلى آخره.
وهناك أيضا في العدد تناول للعالم الافتراضي، الذي أصبح واقعا موازيا ومنافسا لعالمنا؛ من ناحية شكل علاقاته وقوة تأثيره، سواء كان متمثلا في وسائل التواصل الاجتماعي، وصولا للبديل/الأصل، والمرتبط بالحلم والمتخيل، الكامن في عالم السينما.