قادها مجدي يعقوب.. 3 خطوات تشرح تقنية صمامات القلب الثورية
في تطور علمي غير مسبوق في مجال جراحة القلب، كشفت دراسة بقيادة طبيب القلب المصري الشهير، البروفيسور مجدي يعقوب، عن تقنية مبتكرة لزراعة صمامات قلبية حية تعد ثورة حقيقية في علاج أمراض القلب، خصوصا للأطفال الذين يعانون من عيوب قلبية خلقية.
هذه التقنية الجديدة تقدم حلولا لعدد من التحديات التي كانت تواجه الأطباء والمصابين بأمراض القلب، حيث تهدف إلى تزويد المرضى بصمامات قلبية تنمو مع الطفل وتتكيف مع نموه، مما يعني أنه لن يحتاج إلى عمليات استبدال صمام القلب في كل مرحلة من مراحل النمو، وهذه المعالجة تمثل نقلة نوعية، خصوصًا بالنسبة للأطفال الذين كانت تواجههم صعوبة كبيرة في السابق بسبب الحاجة المستمرة لاستبدال الصمامات بسبب نمو أجسامهم.
وتُعتبر الصمامات القلبية من العناصر الحيوية التي تنظم تدفق الدم بين الأوعية والقلب، وفي حال تعرض هذه الصمامات للتلف، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل قصور القلب والسكتات الدماغية.
والحلول الحالية التي تعتمد على زرع صمامات صناعية أو صمامات مأخوذة من الأبقار والخنازير لا تدوم طويلا وتتطلب عمليات استبدال مستمرة، كما أن هذه الحلول لا تتناسب مع الأطفال الذين يحتاجون إلى صمامات جديدة مع كل مرحلة من مراحل نموهم.
وتعتمد التقنية المبتكرة على ثلاث مراحل رئيسية، كما شرحت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر كومينيكيشن بيولوجي".
أولا: الإطار المؤقت
تبدأ العملية بزرع صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف دقيقة تعمل كإطار لدعم الخلايا في المنطقة المستهدفة، وتشبه هذه الألياف الهياكل التي تسهم في تكوين صمام قلب طبيعي جديد، و يتم زرع هذا الإطار في جسم المريض ليتكامل تدريجيا مع خلاياه.
ثانيا: الاندماج مع أنسجة الجسم
مع مرور الوقت، تندمج الخلايا المكونة للإطار مع خلايا المريض، مما يساعد في تشكيل نسيج حي متكامل يشكل صمام قلب جديد. بفضل هذه التقنية، يصبح الصمام جزءا طبيعيا من جسم المريض، حيث يتم تنمية الأنسجة الجديدة لتشكيل صمام حي.
ثالثا: الذوبان التدريجي للإطار
بعد أن يتشكل الصمام الحي من خلايا المريض، يبدأ الإطار المؤقت في الذوبان بشكل طبيعي، ومع مرور الوقت، يصبح الصمام مكونا بالكامل من الأنسجة الحية الخاصة بالمريض، ويعمل بشكل مشابه للصمامات الطبيعية في القلب.
أحد أهم مزايا هذه التقنية هو أنها تسمح للصمام بالنمو مع المريض، و هذا الأمر ذو أهمية خاصة بالنسبة للأطفال الذين تنمو أجسامهم بسرعة، وبخلاف الصمامات التقليدية التي تحتاج إلى استبدال دوري مع تقدم العمر، يمكن للصمام الحي أن يتوسع ويتكيف مع التغيرات الجسدية للمريض، مما يلغي الحاجة إلى عمليات استبدال متكررة.
وتُظهر الدراسات الأولية على الحيوانات نتائج واعدة، حيث أظهرت نمو الخلايا العصبية والأنسجة الدهنية داخل الصمام الجديد، مما يضمن تكاملًا طبيعيًا مع جسم المريض.
وفي خطوة مهمة نحو تطبيق هذه التقنية على البشر، من المقرر أن تبدأ التجارب السريرية في غضون 18 شهرا، بمشاركة نحو 50 إلى 100 مريض، من بينهم أطفال.
وستُقارن هذه التقنية الجديدة بالصمامات الصناعية التقليدية، وسيشارك فيها فريق دولي من الخبراء من جامعات مثل جامعة لندن، مستشفى جريت أورموند ستريت، وكذلك مراكز طبية في نيويورك وإيطاليا وهولندا.
وفي تصريح للبروفيسور الدكتور مجدي يعقوب، الذي يقود فريقا دوليا من الخبراء في مستشفى "هارفييلد" بلندن، قال: "دائما أقول إن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا، إنها تتفوق على أي شيء يمكننا صنعه، عندما يكون شيء ما حيا، سواء كان خلية أو نسيجا أو صماما حيا، فإنه يتكيف من تلقاء نفسه، فالبيولوجيا أشبه بالسحر."
من جانبها، أشادت الدكتورة سونيا بابو-نارايان، المديرة الطبية المساعدة في مؤسسة القلب البريطانية، بهذا المشروع، ووصفته بـ"الكأس المقدسة" لجراحة صمامات القلب.
وأضافت: "إذا أثبتت الأبحاث المستقبلية نجاح هذه التقنية في البشر، فسيتمكن المرضى حول العالم من العيش حياة أطول وأكثر صحة دون الحاجة إلى عمليات متكررة لصمامات القلب".
aXA6IDMuMTM5LjEwNC4xNDAg جزيرة ام اند امز